لماذا اجتاح تطبيق Threads السعودية بهذه السرعة؟: هل اقترب التغيير؟

مع بداية عام 2025، بدا المشهد الرقمي في المملكة العربية السعودية وكأنه على موعد مع تغيير جديد في معادلة التواصل الاجتماعي. وفي وقت لم يكن متوقعًا فيه ظهور بديل قوي لعمالقة المنصات التقليدية، برز تطبيق Threads ليخطف الأضواء ويتحول إلى حديث المجالس الإلكترونية، وصفحات الإعلام، وأروقة التحليل التقني.

الانتشار السريع الذي حققه التطبيق بين المستخدمين السعوديين لم يكن وليد صدفة أو مجرد موضة عابرة، بل كان نتاج مزيج ذكي من الاحتياجات الجديدة للمجتمع الرقمي السعودي واستراتيجية محكمة من شركة ميتا التي تسعى لفرض سيطرتها مجددًا على فضاء المحادثات العامة.

فما هو تطبيق ثريدز؟ ولماذا انتشر بهذه القوة في السعودية تحديدًا؟ وهل فعلاً يهدد مكانة تويتر الراسخة في الوجدان الرقمي السعودي؟ في هذا التقرير، نغوص عميقًا لاستكشاف الأسباب الحقيقية خلف هذه الظاهرة الرقمية، ونحاول أن نفهم ملامح التحول الذي قد يغير خريطة التواصل الاجتماعي في المنطقة.

ما هو تطبيق Threads؟

تطبيق Threads، أو كما يُطلق عليه محليًا “ثريدز”، هو منصة تواصل اجتماعي جديدة أطلقتها شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب.

يركز التطبيق على:

  • المحادثات النصية القصيرة.
  • المناقشات العامة المفتوحة.
  • المحتوى السريع المباشر.

صُمم ليكون منافسًا مباشرًا لتويتر، مستهدفًا قاعدة المستخدمين الشباب الباحثين عن تواصل أكثر مرونة وسلاسة بعيدًا عن التعقيدات أو الصراعات الإيديولوجية التي طغت مؤخرًا على بعض المنصات الأخرى.

ما يجعل Threads مميزًا:

  • بساطة الواجهة.
  • التكامل العميق مع إنستغرام.
  • الإحساس بوجود “مجتمع حي” يتفاعل معك فورًا.

انتشار تطبيق Threads في السعودية.. مشهد استثنائي

رصد المتابعون التقنيون في السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية ظاهرة رقمية جديدة:

  • الانتشار الواسع والسريع لتطبيق Threads بين المستخدمين السعوديين.

تمثل هذا الانتشار في:

  • تصاعد تحميل التطبيق إلى قوائم التطبيقات الأكثر تنزيلًا في السعودية.
  • ازدياد عدد الحسابات الفعالة خلال فترة زمنية قصيرة.
  • ارتفاع ملحوظ في عدد التفاعلات اليومية عبر المنصة الجديدة.

وبات الحديث عن ثريدز جزءًا أساسيًا من المشهد التقني والثقافي الرقمي السعودي، حتى أصبح ينافس عمالقة مثل تويتر وسناب شات في بعض الفئات العمرية.

ما هي أسباب انتشار تطبيق Threads في السعودية؟

1. التكامل السهل مع إنستغرام

  • واحدة من أكبر نقاط القوة التي دفعت إلى انتشار التطبيق هي:
  • سهولة التسجيل عبر حساب إنستغرام دون الحاجة إلى إنشاء حساب جديد من الصفر.
  • الاستفادة من قائمة المتابعين الموجودة مسبقًا مما أعطى إحساسًا فوريًا بالاتصال الاجتماعي.
  • هذه السهولة ألغت الحاجز النفسي الذي قد يشعر به المستخدم عند الانتقال إلى منصة جديدة.

2. تجربة مستخدم مبسطة وسلسة

تصميم Threads يركز على:

  • عرض النصوص بشكل واضح وبسيط.
  • تسهيل الردود والمناقشات بدون تعقيدات تقنية.
  • دعم تنسيقات سهلة الاستخدام مثل الإشارات والروابط المباشرة.
  • هذا ما جعل الكثيرين يصفون Threads بأنه “تويتر ولكن بحلّة أبسط وأكثر عصرية”.

3. البحث عن بدائل مستقرة بعد تغيرات تويتر

عانى تويتر من عدة تحديات منذ استحواذ إيلون ماسك عليه:

  • تغييرات مستمرة في السياسات.
  • فرض قيود على الوصول لبعض الخدمات المجانية.
  • مشاعر فقدان الاستقرار والثقة بين المستخدمين.
  • هذا دفع كثيرين في السعودية إلى استكشاف بدائل أكثر استقرارًا، وكان Threads من بين أهم الخيارات المتاحة.

4. دخول مشاهير ومؤثرين سعوديين إلى المنصة

  • لم يكن الانتشار جماهيريًا فقط، بل أيضًا مدفوعًا بنجوم السوشيال ميديا:
  • مشاهير إنستغرام وسناب شات أنشأوا حساباتهم على Threads فورًا.
  • تم بث حملات ترويجية غير رسمية عبر حساباتهم.
  • زاد هذا من رغبة المستخدمين العاديين في الانضمام وعدم تفويت “الموجة الجديدة”.

5. الاستراتيجية التسويقية الذكية لميتا

استهدفت ميتا المستخدمين الخليجيين عامةً والسعوديين بشكل خاص عبر:

  • إعلانات موجهة عبر فيسبوك وإنستغرام.
  • تعاون مع مؤثرين محليين.
  • تقديم ميزات خاصة بتجربة المستخدم العربي مثل دعم اللغة العربية بشكل ممتاز.

هل يهدد تطبيق Threads مكانة تويتر في السعودية؟

لا شك أن تويتر يحتل مكانة مميزة وخاصة في الوجدان الرقمي السعودي، خصوصًا مع دوره الكبير في:

  • النقاشات السياسية والاجتماعية.
  • حملات الوعي المجتمعي.
  • التغطية الحية للأحداث المحلية والعالمية.

لكن مع ذلك:

  • التفاعل النشط على Threads بين الفئات الشابة (18-34 سنة) قد يشير إلى تغير قادم.
  • تزايد استخدام Threads قد يجذب فئات جديدة كانت تبحث عن تجربة تواصل أكثر بساطة وتركيزًا على النصوص.
  • قد لا يُطيح Threads بتويتر قريبًا، لكن المنافسة بدأت فعليًا، ومع استمرار التطوير، قد يصبح Threads منصة موازية قوية.

مميزات تطبيق Threads للمستخدم السعودي

  • بيئة تواصل خفيفة ومريحة بعيدًا عن صخب المنصات التقليدية.
  • خيارات خصوصية قوية تسمح بالتحكم بمن يرى المنشورات.
  • تكامل مباشر مع الصور والفيديوهات المأخوذة من إنستغرام.
  • تصميم متجاوب بالكامل يناسب متطلبات الجيل الجديد.
  • دعم المحادثات العامة والخاصة بطريقة سلسة وجذابة.

المجتمع السعودي ورغبته في التجديد الرقمي

السعودية دائمًا ما كانت من أكثر الدول العربية:

  • تبنيًا للتقنيات الحديثة.
  • رغبة في تجربة المنصات الجديدة.
  • مواكبةً للتغيرات العالمية في تكنولوجيا الاتصالات.
  • لذلك ليس غريبًا أن يكون المجتمع الرقمي السعودي من أوائل من تبنوا تطبيق Threads بهذا الزخم والقوة.

التحديات المستقبلية أمام Threads

لضمان استمرار نجاحه، على Threads أن:

  • يحافظ على بساطته دون تعقيد.
  • يقدم ميزات مخصصة للمنطقة العربية والخليجية.
  • يتفادى الوقوع في نفس الأخطاء التي أضرت بمنصات أخرى مثل فرض قيود أو الإعلانات المفرطة.
  • الاستماع إلى صوت المستخدم السعودي وتلبية احتياجاته سيكون مفتاح النجاح الطويل.

محمد علي

صحفي تحقيقي بارع، يتميز بشغفه بكشف الحقائق وإيصالها للجمهور. يمتلك مهارات بحث وتقصي عالية، ويتبع المنهج العلمي في تحليله للأحداث. يتميز بأسلوبه الجريء والمؤثر الذي يدفع القارئ إلى التفكير والتأمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !