سبب إغلاق حساب يحيى سريع على منصة X.. التفاصيل الكاملة

في توقيت بالغ الحساسية إقليميًا وسياسيًا، أقدمت منصة “إكس” (المعروفة سابقًا بتويتر) على إغلاق الحساب الرسمي للمتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، العميد يحيى سريع، وهو الحساب الذي تجاوز عدد متابعيه المليون، وكان لسنوات يُستخدم كمنصة لنقل البيانات العسكرية اليومية للجماعة، خاصة تلك المتعلقة بالصراع في البحر الأحمر والتطورات الجيوسياسية في المنطقة.

هذه الخطوة، التي جاءت دون إعلان تفصيلي من المنصة، فتحت بابًا واسعًا من الجدل وردود الفعل، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر وتزايد الضربات التي تنفذها الجماعة ضد السفن التجارية والعسكرية التي يُزعم أنها مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة.

من هو يحيى سريع ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ ولماذا كان حسابه محط متابعة واسعة؟

العميد يحيى سريع هو المتحدث العسكري الرسمي باسم جماعة الحوثي، وقد برز اسمه منذ تصاعد النزاع في اليمن، وكان من الشخصيات الإعلامية الأكثر ظهورًا، ليس فقط في الإعلام الرسمي للجماعة، بل عبر منصات التواصل الاجتماعي التي استخدمها بشكل يومي تقريبًا لبث رسائل الجماعة، بياناتها، والتطورات الميدانية.

وقد أصبح حسابه على منصة “إكس” واحدًا من أكثر الحسابات الحوثية متابعة وانتشارًا، خاصة بعد التصعيد العسكري في البحر الأحمر في أواخر عام 2023 وحتى مطلع 2025.

تفاصيل إغلاق الحساب: توقيت حرج ورسائل سياسية

جاء قرار إغلاق الحساب منتصف أبريل 2025، بعد أن تجاوز المليون متابع، ودون أن يكون موثقًا رسميًا. ورغم عدم نشر بيان رسمي مفصل من إدارة منصة “إكس”، فإن مصادر مقربة من ملف التنظيمات المسلحة في الولايات المتحدة أكدت أن القرار جاء استجابة لضغوط أمريكية مباشرة، خاصة بعد تصنيف الولايات المتحدة لجماعة الحوثي مجددًا كـ “منظمة إرهابية أجنبية” في يناير 2024.

ووفقًا لمحللين سياسيين، فإن القرار ليس تقنيًا فقط، بل يحمل أبعادًا سياسية واضحة، كونه يتزامن مع:

  • ازدياد الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر.
  • تصاعد التصريحات ضد إسرائيل.
  • مشاركة يحيى سريع في نشر بيانات “استراتيجية” بحسب وصف بعض الصحف الغربية.

ما علاقة غزة بإغلاق الحساب؟

منذ أكتوبر 2023، ومع اندلاع التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، أعلنت جماعة أنصار الله عن دعمها الكامل للمقاومة الفلسطينية، وبدأت بتنفيذ هجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل أو المبحرة باتجاه الموانئ المحتلة، حسب بيانهم.

وكان العميد يحيى سريع يستخدم حسابه بانتظام لنشر مقاطع فيديو توثق العمليات، أو يعلن فيها تبني الهجمات “نصرة لغزة”، وهو ما أثار حفيظة عدد من الحكومات، على رأسها الولايات المتحدة.

وتؤكد مصادر إعلامية أن هذا النشاط “العسكري الرقمي” ساهم في اتخاذ قرار الإغلاق ضمن سلسلة تضييقات رقمية ضد الحسابات التابعة لجماعات تصنّفها واشنطن “معادية”.

الولايات المتحدة.. من تصنيف الحوثي إلى المواجهة الرقمية

بعد سنوات من الجدل، أعادت الإدارة الأمريكية في بداية عام 2024 إدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو ما منح الجهات الرسمية الأمريكية صلاحيات أوسع لمحاصرة الجماعة ليس فقط عسكريًا، بل رقميًا وإعلاميًا أيضًا.

واستنادًا إلى ذلك، بدأت موجة ضغوط واسعة على شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل لإزالة الحسابات التابعة للجماعة، وعلى رأسها حساب يحيى سريع الذي اعتُبر “منصة تحريض وبث عمليات تهدد الأمن الدولي” بحسب مسؤولين أمريكيين.

موقف المنصة الرسمي.. صمت معبّر

لم تُصدر شركة “إكس” بيانًا رسميًا مفصلًا بشأن سبب الحظر، واكتفت برسالة الحذف الاعتيادية التي تشير إلى “مخالفة قوانين وسياسات المنصة”.

ويعتقد مراقبون أن هذا الصمت سببه “تفادي توريط المنصة في نقاش سياسي أو قانوني”، خاصة في ظل الاتهامات المتكررة لمنصات التواصل باستضافة أصوات تُعتبر راديكالية أو داعمة للإرهاب بحسب التصنيفات الغربية.

حساب احتياطي لا يزال يعمل.. هل يستمر طويلًا؟

ورغم إغلاق الحساب الرئيسي، رصد المستخدمون حسابًا آخر يُقال إنه الحساب الاحتياطي للعميد يحيى سريع، لا يزال يبث البيانات العسكرية بشكل متقطع.

لكن محللين يرون أن “أيام هذا الحساب أيضًا أصبحت معدودة”، في ظل حملة رقمية ممنهجة لإغلاق كل المنصات التي يستخدمها الحوثيون.

ردود الفعل: بين من يعتبره رقابة وبين من يراه ضرورة

1. دعم واسع للإغلاق

في أوساط الموالين للولايات المتحدة وإسرائيل، جاءت ردود الفعل مرحبة بالقرار، باعتباره:

  • “ضربة ضد الإرهاب الإلكتروني”.
  • “خطوة في الاتجاه الصحيح لمحاصرة خطاب العنف”.
  • “منع لمنصة من أن تتحول إلى وسيلة دعائية لحركات مسلحة”.

2. اعتراضات من المدافعين عن حرية التعبير

في المقابل، اعتبر مدافعون عن حقوق الإنسان أن إغلاق الحسابات بهذه الطريقة:

  • يفتح الباب أمام “الرقابة الانتقائية”.
  • يهدد حرية التعبير وحق الشعوب في إيصال صوتها.
  • يُستخدم سياسيًا في حجب أصوات الطرف الآخر في النزاعات.

الصراع الرقمي.. هل بات سلاحًا جديدًا؟

ما حدث مع حساب يحيى سريع يؤكد على تحول الفضاء الرقمي إلى ساحة حرب موازية، تُدار فيها المعارك بالهاشتاغات والمنشورات، وتُصدر فيها البيانات بدلًا من القنابل أحيانًا.

وبات من الواضح أن “منصة X” وغيرها من مواقع التواصل أصبحت طرفًا في الصراعات، يتم استخدامها وتحجيمها بحسب مصالح الدول الكبرى.

السياق الإقليمي: تصاعد الهجمات في البحر الأحمر

شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا في عمليات الاستهداف الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر، تحت ذريعة دعم المقاومة الفلسطينية.

وقد نفذت الجماعة هجمات بزوارق مسيّرة وصواريخ باليستية استهدفت:

  • سفنًا تجارية تتبع شركات داعمة لإسرائيل.
  • سفنًا عسكرية أمريكية وفرنسية.
  • مواقع إسرائيلية عبر الحدود البحرية.

وأُعلن عن كل هذه الهجمات بشكل مباشر على حساب يحيى سريع، ما جعل الحساب مصدر قلق للدول الغربية، ومتابعًا لحظة بلحظة من قبل أجهزة الاستخبارات.

هل سيؤثر القرار على قدرة الجماعة الإعلامية؟

يرى خبراء أن القرار لن يُضعف من حضور الجماعة إعلاميًا بالكامل، لكنها ستكون مطالبة بإيجاد بدائل تقنية ومنصات جديدة، خاصة بعد حظرهم سابقًا من فيسبوك ويوتيوب وإنستغرام.

وقد تُوجه الجماعة نشاطها لاحقًا نحو:

  • منصات غير مركزية مثل تلغرام.
  • تطبيقات مشفّرة أو مخصصة لجمهورها الداخلي.
  • مواقع إلكترونية مستقلة يصعب السيطرة عليها.

ختامًا: هل كان إغلاق الحساب أمرًا متوقعًا؟
بالنظر إلى المشهد السياسي والعسكري الحالي، فإن قرار إغلاق حساب يحيى سريع كان مسألة وقت فقط. ومع أن هذه الخطوة تحمل في ظاهرها مخالفة لحرية التعبير، إلا أن واقع الصراع المعقد يجعل من الصعب الفصل بين “الرسالة” و”السلاح”.

يبقى السؤال الأهم الآن: هل فعلاً يمكن لحجب الحسابات أن يُغيّب القضية؟ أم أن هذه الحرب باتت متعددة الجبهات، تتجاوز الميدان إلى “حرب معلومات” لا تقل شراسة عن المعارك؟

ريم عبد العزيز

كاتبة متألقة تتمتع بروح حرة وشغف لا ينضب بالاستكشاف. تجذب قراءها بأسلوبها العفوي والصادق، وقدرتها على نسج القصص التي تلامس القلوب وتثير التفكير. تتناول سلمى في كتاباتها مواضيع متنوعة، من قضايا الهوية والانتماء إلى قضايا البيئة وحماية الحيوان، وتسعى دائماً إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية في كل قصة ترويها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !