سبب وفاة المهندس إبراهيم علوان الحقيقي.. رئيس الاتحاد الذي لم يخذل العميد
في 22 أبريل 2025، خيّم الحزن على الوسط الرياضي السعودي بوفاة المهندس إبراهيم علوان، الرئيس الأسبق لنادي الاتحاد، عن عمر يناهز 62 عامًا إثر جلطة دماغية مفاجئة.
رحيل مفاجئ لرجل لم يُعرف بصخبه الإعلامي، بل بهدوئه الحازم، وإدارته في واحدة من أصعب المراحل التي مرّ بها “العميد” خلال موسم 2010-2011.
توفي إبراهيم علوان، لكن إرثه لم يرحل.
اسمه محفور في ذاكرة الاتحاديين كرئيس شجاع تولى المسؤولية حينما تردد الجميع.
في هذا المقال، نرصد سبب وفاة إبراهيم علوان، ونتعرف على سيرته الذاتية، وماذا قدّم لنادي الاتحاد في لحظة مفصلية من تاريخه، ولماذا بقى اسمه خالدًا رغم قصر فترته الرئاسية.
من هو إبراهيم علوان؟ السيرة الذاتية الكاملة
المعلومات الأساسية:
- الاسم: إبراهيم بن عبد الرحمن علوان
- تاريخ الميلاد: 1963م
- مكان الإقامة: جدة، المملكة العربية السعودية
- المؤهل: بكالوريوس هندسة
- المهنة: مهندس ورجل أعمال
- الوفاة: 22 أبريل 2025، 24 شوال 1446هـ، مدينة جدة
- العمر عند الوفاة: 62 عامًا
مهندس نشأ في بيئة مهنية، لكنه دخل عالم الرياضة من أوسع أبوابه. لم يكن عضوًا شرفيًا دائم الحضور، لكنه ترك بصمة لا تمحى في تاريخ نادي الاتحاد عندما حمل راية القيادة في واحدة من أصعب المراحل.
ما هو سبب وفاة إبراهيم علوان؟
توفي إبراهيم علوان إثر جلطة دماغية مفاجئة مساء الثلاثاء 22 أبريل 2025 في مدينة جدة، وفق ما أعلنت مصادر قريبة من العائلة ودوائر رياضية مطّلعة.
وقد نُقل على الفور إلى المستشفى، لكن جهود الأطباء لم تفلح في إنقاذه، وفارق الحياة وسط دعوات الآلاف من محبيه.
وقد نعته أوساط رياضية وإعلامية وجماهيرية، معبرين عن حزنهم العميق لرحيل قامة اتحادية فريدة، واجهت التحديات بروح القيادة والمصداقية.
مسيرته داخل نادي الاتحاد: زمن الأزمات والقرارات الحاسمة
تولى علوان رئاسة نادي الاتحاد السعودي خلال الموسم الرياضي 2010-2011، عقب استقالة الدكتور خالد المرزوقي، الذي أنهى فترته بتحقيق كأس الملك.
لكن التركة كانت ثقيلة، فقد ورث علوان ناديًا يئنّ تحت وطأة:
- أزمات مالية خانقة
- صراعات إدارية داخلية
- خلافات جماهيرية متصاعدة
- ملف شائك مع اللاعب محمد نور، أحد أعمدة الفريق
- ورغم ذلك، قبل المهمة بشجاعة، ليكون رئيس الطوارئ الذي أعاد ترتيب البيت الاتحادي بأدوات واقعية وصمت حكيم.
إنجازات إبراهيم علوان في رئاسة العميد
ورغم أن فترته لم تتجاوز سنة واحدة، إلا أن علوان يُحسب له:
1. إعادة الاستقرار الإداري:
عقد عدة اجتماعات مع أعضاء الشرف وعلى رأسهم الأمير خالد بن فهد، لبحث تمويل الفريق وحل مشكلاته التنظيمية.
2. تسوية أزمة محمد نور:
تمكّن من التهدئة بين الإدارة والنجم التاريخي، وهي أزمة كانت تهدد بتفكك الفريق.
3. الاستمرار في المنافسة:
رغم الظروف الصعبة، حافظ الفريق على حضوره المحلي والقاري، ما يُحسب له إداريًا.
4. دوره في دعم الألعاب المختلفة:
لم يقتصر دوره على كرة القدم، بل كان مشرفًا على لعبة كرة السلة بالنادي، وحقق الفريق في عهده إنجازات ملحوظة في البطولات المحلية.
ما بعد الرئاسة: دعم مستمر ووفاء للنادي
رغم مغادرته المنصب، لم يغب إبراهيم علوان عن الساحة الاتحادية. ظلّ حاضرًا في الاجتماعات والمناسبات، وكتب مرارًا رسائل دعم للفريق، كما ظهر في مباريات حاسمة كمشجع وداعم.
وقد نُقل عنه لاحقًا قوله:
“العميد ليس مجرد نادٍ… هو شرف أعيش به وأموت عليه.”
مواقف لا تُنسى: دعم للرياضة السعودية عامة
في إحدى تصريحاته الإعلامية عام 2014، هنأ إبراهيم علوان المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة بعد تتويجه بكأس العالم للإعاقة الذهنية، مشيدًا بالدعم الحكومي للرياضة السعودية.
هذا التصريح يعكس رؤيته الوطنية، التي لم تقتصر على اتحاد جدة، بل امتدت لكل ما يخدم المملكة ورياضييها.
- وداع جماهيري حزين: كيف تفاعل المشجعون مع خبر وفاته؟
- فور انتشار خبر الوفاة، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل النعي والدعاء.
نادي الاتحاد نشر بيانًا رسميًا قال فيه:
“نعزي أنفسنا وجماهيرنا في وفاة الرئيس الأسبق المهندس إبراهيم علوان، الذي خدم النادي بإخلاص، وكان صوتًا للعقل ووجهًا للثبات في زمن الأزمات.”
وكتب أحد المشجعين:
“ما عرفناك كثير، بس عرفنا فيك الشجاعة وقت الناس اختارت الصمت.”
جنازته وتفاصيل الدفن
أُعلن أن جنازة إبراهيم علوان ستُقام في جدة، بحضور شخصيات رياضية ومحبين للنادي، وورِي الثرى في إحدى مقابر المدينة وسط أجواء من الحزن والاحترام.
ماذا ترك خلفه؟ إرث إداري وأخلاقي
لم يكن إبراهيم علوان صاحب أطول فترة رئاسية، لكنه كان صاحب أعظم قرار: القبول بتحمّل المسؤولية في وقت كان الآخرون يعتذرون.
- أدار النادي بعقلية المهندس: تنظيم، تحليل، قرار.
- وبقلب المحب: قرب من الجماهير، إنصات للاعبين، وتواصل مع الشرفيين.
ماذا قال عنه المحللون؟
الصحفي الرياضي خالد الشعلان:
“قد تختلف أو تتفق مع طريقة إدارته، لكن لا يمكن أن تنكر أن الرجل واجه العاصفة وحده.”
الإعلامي عدنان جستنيه:
“كان اتحاديًا هادئًا، لكنه صلب… وتلك هي القيادة في أبهى صورها.”
في ذاكرة الاتحاد: هل يستحق التكريم؟
بعد وفاته، طالبت جماهير اتحادية عبر هاشتاق #تكريم_إبراهيم_علوان أن يُطلق اسمه على منشأة رياضية أو قاعة اجتماعات داخل مقر النادي، تخليدًا لدوره.
ورغم غيابه، فإن اسمه سيبقى في ذاكرة الاتحادين، كالرئيس الذي تحمّل المسؤولية في زمن التحديات.