سبب وفاة الشيخ وليد الهويريني.. مفكر الإصلاح ضحية الإهمال الطبي؟

في صباح 22 مايو 2025، توقفت الأقلام، وساد الحزن ساحات الفكر والرأي في المملكة العربية السعودية، عقب إعلان وفاة المفكر والمُصلح السعودي الشيخ الدكتور وليد الهويريني. لم تكن وفاته خبرًا عابرًا، بل محطة توقف عندها الجميع؛ المفكرون، الحقوقيون، الباحثون، وحتى عامة الشعب.

لقد ارتبط اسم الشيخ وليد الهويريني في أذهان السعوديين والعرب بالمواقف الشجاعة، والنقد الواعي، والطرح الإصلاحي الذي لا يُهادن. تميز بكتاباته العميقة في الفكر السياسي والاجتماعي، وتحديدًا في نقد الحركات الإسلامية وواقع الحراك الفكري في المملكة، وهو ما جعله محل جدل دائم، ومصدر إلهام في الوقت ذاته.

لكن خلف هذه المسيرة الفكرية اللامعة، كانت هناك سنوات صعبة قضاها في السجن، بعد اعتقاله في عام 2017 ضمن حملة استهدفت المفكرين الإصلاحيين. وعلى الرغم من الإفراج عنه في يونيو 2024، إلا أن ظروفه الصحية لم تكن كما كانت. تدهورت صحته تدريجيًا، حتى وافته المنية بعد أقل من عام.

في هذا المقال، لا نتوقف عند سبب وفاة الشيخ وليد الهويريني فقط، بل نبحر في عمق سيرته، وأفكاره، ونتاجه المعرفي، كما نرصد ردود الأفعال على منصة X التي عجّت بتغريدات النعي، والغضب، والتقدير.

 سبب وفاة الشيخ وليد الهويريني الحقيقي

وفقًا للمصادر المتوافرة، فإن السبب المباشر لـ وفاة الشيخ وليد الهويريني يعود إلى تدهور حالته الصحية بسبب الإهمال الطبي أثناء فترة اعتقاله التي استمرت 5 سنوات، ابتداءً من سبتمبر 2017 وحتى خروجه في يونيو 2024.

ما يثير الاستغراب والأسى في آن واحد، هو أن الشيخ تم الإفراج عنه وهو في حالة صحية متدهورة للغاية، حيث عانى من أمراض مزمنة ناتجة عن الظروف السيئة داخل السجون، بحسب ما تم تداوله على منصة X (تويتر سابقًا). وقد أفادت العديد من المنشورات أن الإهمال الطبي كان متعمدًا، خاصة مع حرمانه من الرعاية الصحية الكافية، مما أدى إلى تفاقم أمراضه، وتدهور حالته تدريجيًا حتى وفاته.

لا توجد تقارير طبية رسمية تحدد مرضًا معينًا أدى إلى الوفاة، لكن الإجماع بين المتابعين والمقربين منه يشير إلى أن سنوات الاعتقال شكلت السبب الأبرز في رحيله المبكر.

 من هو الشيخ وليد الهويريني ويكيبيديا؟ السيرة الذاتية الكاملة

يُعد الشيخ الدكتور وليد عبدالله الهويريني أحد أبرز المفكرين المعاصرين في السعودية، وهو أكاديمي ومحلل سياسي واجتماعي متخصص في دراسة الحركات الإسلامية وتطور الفكر الديني والسياسي في العالم العربي.

• الاسم الكامل وليد عبدالله الهويريني
• الجنسية سعودي
• التخصص الفكر السياسي والاجتماعي، دراسة الحركات الإسلامية
• المؤهل العلمي دكتوراه (التخصص الدقيق غير محدد علنًا)
• أبرز الكتب “تحولات الإسلاميين”، “الحراك الفكري السعودي”
• تاريخ الاعتقال سبتمبر 2017
• مدة السجن 5 سنوات (أُفرج عنه في يونيو 2024)
• تاريخ الوفاة 22 مايو/ أيار 2025
• سبب الوفاة مضاعفات صحية ناتجة عن الإهمال الطبي خلال الاعتقال

 أبرز مؤلفاته الفكرية

من خلال كتبه ومقالاته، استطاع الهويريني أن يقدم تحليلًا نقديًا رصينًا للفكر الإسلامي المعاصر، وتفاعل الحركات الإسلامية مع التغيرات السياسية في الوطن العربي، كما قدّم مراجعات جريئة لعدة مفاهيم تقليدية.

من أبرز أعماله

تحولات الإسلاميين

يناقش فيه انتقال الجماعات الإسلامية من الهامش إلى مراكز الحكم، وما يترتب على ذلك من صراعات فكرية وسلوكية.

الحراك الفكري السعودي

• يسلط الضوء على المدارس الفكرية المتنوعة في المجتمع السعودي، وتحولات التيار الديني منذ بداية الألفية.
• بالإضافة إلى عدد من المقالات الأكاديمية في مجلات فكرية عربية مرموقة.

 لماذا اعتُقل الشيخ وليد الهويريني؟

اعتُقل في سبتمبر 2017 ضمن حملة أمنية شملت مجموعة من المفكرين والإصلاحيين السعوديين. وجّهت له السلطات تهمًا تتعلق بكتابات “تحريضية” وتجاوز “الخطوط الحمراء” في الطرح الفكري. لكنه، وفقًا للمدافعين عن حرية الفكر، لم يكن إلا مفكرًا حرًا استخدم قلمه بوعي ومسؤولية.

حُكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، قضى معظمها في ظروف صعبة دون أن يُتاح له تلقي الرعاية الطبية اللازمة، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية تدريجيًا.

 كيف كانت أيامه الأخيرة بعد خروجه من السجن؟

أُفرج عن الشيخ الهويريني في يونيو 2024، لكنه خرج إلى عالم لم يعد كما كان، وبجسد منهك وضعيف. لم يصرّح كثيرًا بعد خروجه، وبقي بعيدًا عن الإعلام. تشير بعض المصادر إلى أنه قضى آخر أشهره في العناية الطبية بمنزله، محاطًا بعائلته ومحبيه.

لكن للأسف، لم يتمكن جسده من التعافي، وتدهورت حالته أكثر فأكثر، حتى تم إعلان وفاته في 22 مايو 2025.

 تفاعل واسع على منصة X بعد وفاة الشيخ وليد الهويريني

ما إن أُعلن خبر وفاة المفكر الإصلاحي حتى اشتعلت منصة X بالتغريدات التي نعت الرجل، وأشادت بإسهاماته الفكرية، وأدانت ظروف اعتقاله.

من أبرز ما كُتب:

• “الشيخ وليد الهويريني كان شعلة فكر وانطفأت بسبب الإهمال والسجن.. حسبنا الله ونعم الوكيل.”
• “رحم الله من قضى عمره في خدمة الفكر والتنوير.. وليد الهويريني باقٍ في عقولنا وقلوبنا.”
• “موته ليس مجرد خبر، بل رسالة مؤلمة عن ما يحدث لأصحاب الفكر في العالم العربي.”

وتصدرت الوسوم المرتبطة به ترندات المملكة مثل:

• #وليد_الهويريني، #سبب_وفاة_الهويريني، #مفكر_تنويري

 إرث لا يموت.. كيف سيُذكر وليد الهويريني؟

سيظل اسم وليد الهويريني محفورًا في ذاكرة المهتمين بالفكر والإصلاح، ليس فقط بسبب كتبه ومقالاته، بل لأنه يمثل نموذجًا نادرًا لشخصية أكاديمية جمعت بين العمق التحليلي والجرأة في الطرح، وبين الالتزام الديني والانفتاح الفكري.

لقد قدم للمجتمع العربي قراءة مختلفة للواقع، وكشف التحديات التي تواجه التحولات الفكرية والدينية، دون أن يتورط في الإثارة أو الخطابة الشعبوية.

 خاتمة: مات الجسد.. وبقي الفكر

برحيل الشيخ وليد الهويريني، فقدت الساحة الفكرية العربية واحدًا من أهم العقول الإصلاحية التي حاولت أن تبني جسرًا بين الدين والحداثة، بين القيم والواقع، وبين الفكر والنظام.

لكن رحيله لا يجب أن يُقرأ فقط كمأساة شخصية، بل كصرخة في وجه كل من يضيّق على الحريات الفكرية، ويُعاقب من يكتب بعقل وروح.

ليكن هذا المقال وقفة وفاء لهذا المفكر العظيم، ودعوة مفتوحة لإعادة قراءة تراثه، واستلهام رؤيته في الإصلاح والمجتمع.