تفاصيل وفاة والد خالد بن سعد اليزيدي.. حزن واسع في الوسط الثقافي
في فاجعة مؤلمة هزّت الأوساط الأدبية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية، أُعلن يوم الأربعاء 22 مايو 2025، عن وفاة الشيخ سعد بن خضر اليزيدي، والد الشاعر والإعلامي المعروف خالد بن سعد اليزيدي، بعد صراع طويل مع المرض.
هذا الرحيل الصامت، ترك خلفه موجة من الحزن والتعاطف امتدت من أهالي نجران إلى سائر مدن المملكة، ولامست قلوب الشعراء والمثقفين، والمهتمين بالشأن الاجتماعي والديني على حد سواء.
من هو الشيخ سعد خضر اليزيدي ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ سيرة رجل بألف قصة
لم يكن الشيخ سعد خضر اليزيدي شخصية عادية، بل كان أحد أبرز وجهاء قبيلة يام، وهي من القبائل العريقة في جنوب المملكة. وُلد في مدينة نجران في أواخر أربعينيات القرن الماضي، وعُرف منذ شبابه بالحكمة والوقار. كان صاحب كلمة، يَلقى احترام الصغير قبل الكبير، ويُستشار في قضايا الإصلاح ذات البين، وحلّ النزاعات المجتمعية التي غالبًا ما كانت تُحل بكلمته الطيبة وتدخله السريع.
امتدت سمعته إلى خارج نطاق منطقته، حيث نسج شبكة واسعة من العلاقات مع وجهاء المملكة وأبناء المجتمع بمختلف أطيافهم، فكان رجل السلام في زمن تكثر فيه التحديات، ومرآة لروح الأصالة النجرانية.
الرحيل المؤلم.. ما هو سبب وفاة والد الشاعر خالد بن سعد اليزيدي؟
بحسب ما أكدته مصادر مقربة من العائلة، فإن الشيخ سعد خضر اليزيدي عانى لعدة أشهر من مضاعفات صحية مزمنة، تطلبت تلقيه الرعاية الطبية المتواصلة. كانت حالته تتدهور تدريجيًا بسبب تقدمه في السن وتأثيرات الأمراض المزمنة التي نالت من جسده، إلى أن أُعلن عن وفاته في مدينة جدة، يوم الأربعاء الموافق 22 مايو 2025، عن عمر يُقدّر بنحو 77 عامًا.
الخبر نزل كالصاعقة على أفراد أسرته ومحبيه، لا سيما نجله الشاعر خالد بن سعد، الذي تربطه علاقة وطيدة بوالده، وكان دائمًا يُشير إلى تأثيره الكبير في صقل شخصيته الإنسانية والإبداعية.
مشاعر الحزن تجتاح الوسط الثقافي والأدبي
ما إن انتشر خبر وفاة والد الشاعر خالد بن سعد اليزيدي، حتى غصّت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل التعزية والمواساة، من شخصيات إعلامية وأدبية معروفة، ومن عامة الناس الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقدان شخصية بهذه القامة.
كتب أحد متابعي الشاعر:
“الشيخ سعد لم يكن والد خالد فقط، بل كان أبًا روحيًا لكل من عرفه.. رحم الله وجهه البشوش وصوته الهادئ.”وغرّد أحد الإعلاميين:
“برحيل الشيخ سعد خضر، خسرنا واحدًا من أعمدة الأخلاق والنبل.. تعازينا لعائلة اليزيدي كافة.”
تفاصيل جنازة الشيخ سعد خضر اليزيدي: الصلاة في جدة والدفن بمكة
اتسمت مراسم وداع الشيخ الراحل بالوقار والاحترام، حيث أعلنت الأسرة عن تفاصيل الصلاة والدفن، والتي جاءت على النحو التالي:
- الصلاة الأولى: بعد صلاة الظهر في جامع الثنيان بمدينة جدة.
- الصلاة الثانية: بعد صلاة العصر في الحرم المكي الشريف، بمكة المكرمة.
- مكان الدفن: مقبرة الشهداء، الواقعة في مكة المكرمة.
- وقد شهدت جنازته حضورًا كبيرًا من محبيه وأقاربه ووجهاء المجتمع، وهو ما يعكس مكانته الاجتماعية والإنسانية الراسخة.
خالد بن سعد اليزيدي.. نجل الفقيد ورسالة حزن مؤثرة
يُعد خالد بن سعد اليزيدي من الأسماء البارزة في الساحة الشعرية والإعلامية بالمملكة، وهو نجل الشيخ الراحل. وقد نعى والده بكلمات مؤثرة نشرها على حسابه في “إكس”، حيث قال:
“وداعًا يا سيدي، ويا معلمي، ويا مرآتي الأولى في هذه الحياة.. لن أنسى دفء نصائحك، ونور حكمتك، وحنان قلبك، رحمك الله يا أبي.”
وتوالت بعدها ردود الفعل من أصدقاء خالد وزملائه، الذين عبّروا عن دعمهم ومواساتهم في هذا المصاب الجلل.
مواقف إنسانية لا تُنسى.. ماذا قدّم الشيخ سعد لمجتمعه؟
رغم كبر سنه، ظل الشيخ سعد نشطًا في الشأن المجتمعي حتى سنواته الأخيرة، وخصوصًا في مجال العمل الخيري، حيث كان داعمًا ثابتًا لعدة جمعيات خيرية تُعنى بالأيتام والمحتاجين، كما شارك في مبادرات محلية لتمكين الشباب.
ومن أبرز مواقفه المعروفة:
- التبرع السنوي لدعم تحفيظ القرآن الكريم.
- مشاركته في لجان إصلاح ذات البين على مستوى القبائل.
- كفالته لعدد من الطلاب الجامعيين في نجران والرياض.
- تلك المواقف وغيرها جعلت اسمه يتردد بالخير في المجالس، ورفع من منزلته في قلوب من حوله.
علاقة الشيخ الراحل بالقبائل السعودية الأخرى
لم تقتصر علاقات الشيخ سعد خضر اليزيدي على قبيلته يام فحسب، بل امتدت لتشمل وجهاء قبائل العجمان، قحطان، الدواسر، عتيبة وغيرها. وكان معروفًا في المجالس بكونه “رجل الحلّ والعقد”، وصاحب المواقف الوسطية التي تجمع ولا تفرق.
وغالبًا ما كانت تُحلّ النزاعات البينية بتدخل مباشر منه، حيث يجمع الأطراف على مائدة واحدة، ويبدأ حديثه بموعظة هادئة تنتهي غالبًا بمصافحة وتسامح.
لمحات من شخصية الشيخ سعد خضر اليزيدي
- الهدوء والهيبة: لم يكن كثير الكلام، لكن إذا تكلم أنصت الجميع.
- التواضع: كان يجالس الكبار والصغار بنفس الروح.
- الكرم: بابه مفتوح، وقهوته لا تخلو من ضيوف.
- الذكاء الاجتماعي: يعرف متى يتحدث، ومتى يصمت، ومتى يتدخل.
أبرز المحطات في حياة الشيخ سعد خضر اليزيدي
- الاسم الكامل سعد بن خضر بن سعد اليزيدي
- القبيلة يام
- تاريخ الميلاد 1948 (تقديريًا)
- مكان الولادة نجران
- المهنة رجل إصلاح ووجه اجتماعي
- الحالة الاجتماعية متزوج
- الأبناء خالد بن سعد اليزيدي
- النشاطات إصلاح ذات البين، العمل الخيري
- تاريخ الوفاة 22 مايو/ أيار 2025
- مكان الوفاة جدة
- مكان الدفن مكة المكرمة، مقبرة الشهداء
تعزية ومواساة من أبناء المملكة
تتوجه جموع المواطنين والمثقفين في المملكة العربية السعودية بخالص التعازي والمواساة إلى الشاعر خالد بن سعد اليزيدي وعائلته، داعين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
كلمة الختام: رجلٌ رحل.. وبقي الأثر
برحيل الشيخ سعد خضر اليزيدي، طويت صفحة من صفحات الحكماء، لكن أثره سيظل باقيًا في القلوب، وسيبقى خالد بن سعد اليزيدي حاملًا لهذا الإرث الإنساني العظيم الذي تركه والده. في زمن ندر فيه الرجال من طرازه، يُعد فقده خسارة مجتمعية وإنسانية كبرى.
