سبب وفاة الشيخ عبدالعزيز العجلان: رجل الأعمال الذي بكى عليه الآلاف

بقلوب حزينة مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودّعت المملكة العربية السعودية واحدًا من رجالاتها الأفاضل، الشيخ عبدالعزيز بن عجلان العجلان، المعروف شعبيًا باسم “أبو عجلان”، والذي شكّل برحيله موجة حزنٍ عارمة في الشارع السعودي، إذ نعاه أكثر من 100 ألف شخص على مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات فقط من إعلان خبر وفاته.

ولم يكن الشيخ عبدالعزيز مجرد رجل أعمال ناجح، بل كان أيضًا رمزًا للبر، والعمل الخيري، وواجهة مشرفة من وجوه المجتمع السعودي الذي حمل راية العطاء على مدار عقود. وتحوّلت صفحات منصات التواصل إلى دفتر عزاء مفتوح، تداول فيه الجميع سيرته الطيبة وأياديه البيضاء التي امتدت إلى كل من عرفه أو سمع عنه.

من هو الشيخ عبدالعزيز بن عجلان العجلان “أبو عجلان”؟

ينتمي الشيخ عبدالعزيز إلى عائلة العجلان، وهي واحدة من أعرق العائلات في المملكة، والتي كان لها باع طويل في العمل التجاري والمبادرات المجتمعية.

وُلد الشيخ عبدالعزيز في مدينة الرياض عام 1940، ونشأ في بيئة محافظة عُرفت بالتدين، وحب الخير، والتمسك بالقيم الإسلامية. تلقى تعليمه الأساسي في كتاتيب الرياض، ثم تابع دراسته في المدارس الحكومية، حيث أظهر نبوغًا مبكرًا في الإدارة والحسابات، وهو ما أهله لاحقًا ليكون من أعمدة العمل الاقتصادي والاجتماعي في المملكة.

مسيرة عملية حافلة بالإنجازات

بدأ الشيخ عبدالعزيز العجلان حياته المهنية في ستينيات القرن الماضي بالتجارة البسيطة، لكنه سرعان ما كوّن قاعدة اقتصادية قوية بالتعاون مع إخوته، وأنشأوا شركة “عجلان وإخوانه”، والتي تُعد اليوم واحدة من أكبر الشركات العائلية في السعودية، وتعمل في عدة مجالات منها:

  • الملابس والمنسوجات
  • العقارات والاستثمار
  • الصناعة
  • الخدمات اللوجستية
  • المشاريع الخيرية

وكان الشيخ عبدالعزيز معروفًا بنظرته الاستراتيجية في التوسع والاستثمار، وبقلبه الحنون في معاملة الموظفين والعمال، حيث كان يعتبرهم أسرته الممتدة.

أعمال خيرية لا تُعد ولا تُحصى

إذا أردت أن تتحدث عن العطاء، فلابد أن تذكر اسم “أبو عجلان”. كان الشيخ عبدالعزيز واحدًا من أبرز الداعمين للعمل الخيري في السعودية وخارجها، وشارك في تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية، ومنها:

  • جمعية رعاية الأيتام
  • جمعية البر بالرياض
  • لجنة إصلاح ذات البين
  • مشاريع إفطار الصائمين ورعاية الأسر المحتاجة
  • كما كان داعمًا سخيًا لبناء المساجد، وحفر الآبار في المناطق النائية، وتوزيع الأدوية والأغذية في المناطق المتضررة.
  • ولم يكن يسعى للشهرة أو الظهور، بل كان يحب أن تتم معظم أعماله الخيرية في الخفاء، التزامًا بقوله تعالى: “وما أنفقتم من شيء فإن الله به عليم.”

تفاصيل الوفاة ومراسم التشييع

توفي الشيخ عبدالعزيز بن عجلان العجلان يوم الجمعة، الموافق 2 مايو 2025م، 4 من ذي القعدة 1446هـ، بعد معاناة قصيرة مع المرض.

وقد أعلن نجله محمد العجلان الخبر عبر حسابه الرسمي على تويتر، فكتب:

“بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، ننعى والدي الحبيب، الشيخ عبدالعزيز بن عجلان العجلان (أبو عجلان)، الذي وافته المنية فجر هذا اليوم المبارك. نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.”

وأُقيمت صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العصر يوم السبت في جامع المهيني بمدينة الرياض، وتم دفنه في مقبرة الشمال، حيث شهدت الجنازة حضورًا حاشدًا من شخصيات بارزة، ومحبين، ووجهاء المجتمع، في مشهد وداعي مهيب.

العزاء في حي حطين

تم استقبال المعزين في منزل الراحل الكائن في حي حطين بالعاصمة الرياض، عقب صلاة العصر، حيث تقاطر المئات من كبار المسؤولين، رجال الأعمال، الإعلاميين، وشخصيات المجتمع لتقديم واجب العزاء في رجل لن يُنسى من ذاكرة هذا الوطن.

تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي

ما إن انتشر خبر الوفاة، حتى تحوّلت منصات التواصل إلى بحر من الدعاء والمواساة، ونعاه الآلاف من المواطنين، بينهم:

  • شخصيات دينية مثل الشيخ صالح المغامسي
  • إعلاميون كالإعلامي عبدالله المديفر
  • رجال أعمال من كافة أرجاء المملكة
  • مواطنون عاديون نشروا صورًا ومقاطع تتضمن أعماله الخيرية
  • ومن أبرز التغريدات التي حصدت آلاف التفاعلات:

“رحمك الله يا من أسعدت قلوبًا كثيرة دون أن تنتظر شيئًا بالمقابل. رجل العطاء في زمن الجفاء.”

شهادات في مسيرته: “أبو عجلان” كما عرفه الناس

يقول أحد جيرانه في حي حطين:

“والله ما رأيت منه إلا الخير. ما عرفنا له بابًا مغلقًا في وجه فقير أو محتاج. كان وجهه بشوشًا، وصوته دائمًا يسبق ابتسامته.”

في حين كتب أحد العاملين في مجموعته التجارية:

“عملت معه لأكثر من 20 عامًا، وكان أبًا قبل أن يكون مديرًا. لم يبخل علينا بكلمة طيبة أو بدعاء في ظهر الغيب.”

أبناؤه يواصلون المسيرة

أنجب الشيخ عبدالعزيز عددًا من الأبناء الذين يحملون اليوم راية والده في مختلف المجالات:

  • عجلان بن عبدالعزيز العجلان: رجل أعمال ورئيس سابق لغرفة الرياض
  • محمد العجلان: رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني
  • فهد العجلان: شخصية بارزة وعضو شرف في نادي النصر السعودي
  • وقد تعهد الأبناء بمواصلة مسيرة والدهم في الاستثمار والبذل الخيري والوطني، تخليدًا لإرثه العظيم.

لماذا حزن عليه الجميع؟

  • لأنه جمع بين المال والإنسانية، فلم يغره المال عن التواضع
  • لأنه لم يكن نخبويًا أو مغرورًا، بل كان يجالس الناس بمختلف طبقاتهم
  • لأنه فتح بيته للفقراء، وقلبه لكل محتاج
  • لأنه أحبّ الوطن وأخلص له حتى آخر يوم في عمره

دعوات من كل حدب وصوب

في الجنازة وعلى الإنترنت، ترددت دعوات مؤثرة مثل:

“اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة”
“اللهم كما أحببته خلقك، أحببه في الآخرة، واجعل عمله شفيعًا له”
“اللهم ألحقنا به في الصالحين، وبارك في ذريته، واجعلهم خير خلف لخير سلف”

إرث خالد لا يُنسى

بوفاة الشيخ عبدالعزيز العجلان، طُويت صفحة رجل نادر في هذا الزمن، رجل استطاع أن يوازن بين الدنيا والدين، وبين التجارة والتقوى، وبين القوة والرحمة.

لكن أعماله لا تموت، بل ستبقى:

  • في مسجد بناه
  • في يتيم كفله
  • في بئر حفره
  • في فقير أطعم عائلته
  • في طالب علم علّمه

يوسف صلاح

كاتب شاب وطموح، يتميز بخياله الواسع وأفكاره المبتكرة. يكتب في الكثير من المجالات، ويسعى إلى إلهام الجيل الجديد. يتميز بأسلوبه الحماسي والملهم الذي يشجع القارئ على التفكير خارج الصندوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !