تفاصيل وفاة مرزوق بن مطلق شلاش ذويب الهمزاني.. حائل تودّع أحد رجالها في مشهد مهيب

في مشهدٍ مؤثر، ودّعت منطقة حائل أحد رجالها الأوفياء، بعد إعلان وفاة مرزوق بن مطلق شلاش ذويب الهمزاني، وذلك في صباح يوم الخميس، الثالث من ذي القعدة لعام 1446 هجريًا. وقد تمّت الصلاة عليه في جامع برزان، ووري جثمانه الثرى في مقبرة صبيان، حيث شيّعه الأهل والأصدقاء وأبناء القبائل والوجهاء، في جنازة طغت عليها مشاعر الحزن والدعاء.

وفاة مرزوق بن مطلق شلاش ويب الهمزاني لم تمر مرور الكرام، فقد تفاعل معها كثير من أبناء المجتمع السعودي، خاصة في منصات التواصل الاجتماعي، إذ عبر عدد من النشطاء عن حزنهم البالغ وتعازيهم الحارة لعائلة الفقيد، داعين له بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الله فسيح جناته.

يوم حزين في حائل

الأرض تبكي رجالها بصمت، والقلوب تدعو لمن غادروا بصمت أكبر.

هذا هو الشعور العام الذي خيّم على الأجواء في منطقة حائل فور إعلان وفاة مرزوق بن مطلق شلاش ويب الهمزاني، الرجل الذي كانت له مكانة معتبرة في محيطه القبلي والاجتماعي.

الخبر لم يكن فقط إعلانًا عن رحيل، بل تفجير لمشاعر الحزن والفقد لدى كل من عرفه أو سمع عنه. الحزن لم يقتصر على العائلة، بل امتد إلى أصدقاء الفقيد وأبناء قبيلته، وحتى المتابعين على منصات التواصل الذين كتبوا كلمات وداع ودعاء صادقة.

من هو مرزوق بن مطلق شلاش ذويب الهمزاني؟

رجل من رجال الصحراء، من سلالة الكرام، ومن أحفاد من بنوا المجتمع القبلي بقيم النخوة والكرامة. مرزوق بن مطلق شلاش ذويب الهمزاني لم يكن شخصية إعلامية، ولم يظهر في أضواء الشهرة، لكنه كان معروفًا في أوساط أهله وناسه بأنه رجل مواقف، وصاحب رأي، ووجه من وجوه الصلح والخير.

اسمه ارتبط دومًا بالكرم، الحميّة، وطيب المعشر، فكان مجلسه مفتوحًا، وصوته مسموعًا في المجالس، لا يغيب عن وقفة خير، ولا يتأخر عن حاجة قريب أو بعيد.

الصلاة عليه في جامع برزان

جامع برزان في مدينة حائل كان شاهداً على وداعٍ يختصر الحزن، حيث أقيمت صلاة الجنازة على الفقيد في ذات اليوم الذي أُعلن فيه وفاته. توافد المصلّون من مختلف أرجاء المنطقة، ووقفوا صفًا خلف النعش، داعين:

  • “اللهم اغفر له وارحمه، وثبّته عند السؤال، واجعل قبره روضة من رياض الجنة.”
  • كان الحضور كثيفًا، وشهدت اللحظة انكسارًا عامًا في القلوب، فالجميع كان يردد:
  • “رحمك الله يا أبو شلاش، ما قصّرت في حياتك، فأسأل الله أن يكرم مثواك.”

الدفن في مقبرة صبيان

بعد الصلاة، نُقل جثمان مرزوق الهمزاني إلى مقبرة صبيان، وهي إحدى المقابر المعروفة في مدينة حائل، حيث يرقد العديد من رموز المجتمع المحلي.

كان مشهد الدفن مهيبًا، وقد أُجهشت بعض الوجوه بالبكاء، ووقف كثيرون صامتين أمام القبر، والدموع تحكي أكثر من الكلام. وقد قرأ بعض الحضور سورة “يس” على قبره، بينما تبادل آخرون الذكريات والمواقف التي جمعتهم بالراحل.

ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي

فور انتشار الخبر، امتلأت منصة إكس (تويتر سابقًا) بمنشورات تحمل الحزن والدعاء، وعبارات التعزية التي تعكس المحبة والمكانة التي كان يتمتع بها الفقيد.

بعض ما نُشر:

  • “عظم الله أجرنا وأجركم في أبو شلاش، كان رجلًا فاضلًا لا يُذكر إلا بالخير.”
  • “اللهم اجعل مثواه الفردوس، وتقبله من عبادك الصالحين.”
  • “وداعًا يا من كنت صمام أماننا في كثير من المواقف، لن ننساك.”

ما الذي تركه خلفه؟

ربما لا توجد سيرة ذاتية منشورة عن الفقيد في المواقع أو الصحف، لكن سيرته مدونة في القلوب. فهو رجل عُرف بصلابته وقت الجد، ولين قلبه وقت الحاجة، وصوته الحكيم في النزاعات.

ترك أبناءً صالحين، وذكريات طيبة، ومواقف كُثر شهِدوا بها في المجالس، وسيظل اسمه يُذكر في الدواوين كما يُذكر الرجال الذين لا تُمحى بصماتهم.

لماذا نحزن على من لم نعرفه شخصيًا؟

قد يسأل البعض: ما الذي يجعل الناس يتفاعلون مع رحيل شخص لا يعرفونه معرفة مباشرة؟ والجواب: لأن بعض الأسماء ترتبط بالرجولة والطيبة والكرم، وحين ترحل، يرحل معها شيء من الطمأنينة الاجتماعية، ونشعر وكأننا فقدنا جزءًا من ثقافتنا المجتمعية.

مرزوق بن مطلق شلاش كان من هؤلاء، رجال يرحلون بصمت، لكن أثرهم لا يُمحى.

دعوات لا تنقطع

لم تتوقف الدعوات بعد إعلان الوفاة، بل استمر الناس بالدعاء في مجالس العزاء، وفي كل منشور جديد، وقد أقيمت عدة مجالس عزاء في حائل وبعض القرى القريبة، حيث توجّه الناس للتعزية وتقديم واجب المواساة.

وقد أوصى بعض كبار السن بتسمية بعض أحفاد العائلة باسم “مرزوق” تخليدًا لذكرى هذا الرجل الطيب.

رسالة إلى كل من عرفه

إنّ وفاة مرزوق بن مطلق شلاش ويب الهمزاني تذكّرنا بأن الرجال لا يُقاسون بأعمارهم، بل بأثرهم. وإن من عرفه، سيحفظه في دعائه، ومن لم يعرفه، سيقرأ عنه في هذه السطور ويشعر أنه فقد إنسانًا من طينة الأصالة والنبل.

ريم عبد العزيز

كاتبة متألقة تتمتع بروح حرة وشغف لا ينضب بالاستكشاف. تجذب قراءها بأسلوبها العفوي والصادق، وقدرتها على نسج القصص التي تلامس القلوب وتثير التفكير. تتناول سلمى في كتاباتها مواضيع متنوعة، من قضايا الهوية والانتماء إلى قضايا البيئة وحماية الحيوان، وتسعى دائماً إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية في كل قصة ترويها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !