تفاصيل وفاة قاسم عماش حسن طوهري شيخ قبيلة الطواهرة.. رحيل شيخ العدل والخير في جازان
في صباحٍ حزين عمّ أرجاء قرية الظبرة الواقعة في منطقة جازان جنوب السعودية، استيقظ الأهالي على خبر وفاة رجل من رجالات الخير، وأحد أقدم رموز الإصلاح الاجتماعي في المنطقة، الشيخ قاسم عماش حسن طوهري، شيخ قبيلة الطواهرة، بعد عمرٍ قضاه في خدمة الناس، ونصرة الحق، والتوفيق بين المتخاصمين، والسير على طريق الخير حتى آخر أيام حياته.
الشيخ قاسم الطوهري، الذي ظلّ لسنوات طويلة مثالًا يحتذى به في الحكمة، العدل، والكرم، قد ودّع الدنيا اليوم تاركًا خلفه إرثًا إنسانيًا وأخلاقيًا لا ينسى، وقلبًا مليئًا بمحبة الناس ودعواتهم له.
من هو الشيخ قاسم عماش حسن طوهري؟
الشيخ قاسم بن عماش بن حسن طوهري هو أحد أبرز شيوخ القبائل في منطقة جازان، ويعود نسبه إلى قبيلة الطواهرة، وهي من القبائل العريقة ذات الحضور التاريخي والاجتماعي القوي في جنوب المملكة.
تميّز الشيخ الراحل بشخصيته الهادئة والمتزنة، وكان محطّ احترام الجميع من أبناء القبيلة وغيرهم، واشتهر بمساعيه الدائمة للصلح بين الناس، وفك النزاعات القبلية، والتدخل بحكمة في القضايا الاجتماعية والأسرية، دون أي تكلف أو سعي وراء الشهرة.
حياته حافلة بالعطاء والتسامح والإصلاح
ليس من المبالغة القول إن الشيخ قاسم عماش كان مرجعًا عشائريًا في المنطقة، إذ ارتبط اسمه طيلة العقود الماضية بكل ما يتعلّق بـ:
- إصلاح ذات البين بين القبائل والعائلات
- العمل الخيري ومساعدة الفقراء والمحتاجين
- تعزيز الروابط الاجتماعية
- الدفاع عن قيم الأخلاق والتكاتف بين الناس
- حل النزاعات دون الحاجة للوصول إلى الجهات الرسمية
- وكان الجميع يعرفونه بـ “شيخ العدل والإصلاح”، وقلما خرج من مجلسه أحد دون أن يشعر بأنه استردّ حقه أو وجد إنصافًا لقضيته.
يوم الوفاة.. الحزن يُخيم على الظبرة والقبائل المجاورة
توفي الشيخ قاسم عماش حسن طوهري يوم الأربعاء 30 أبريل 2025، بعد صراع مع المرض في الأيام الأخيرة، حيث كانت حالته الصحية قد تدهورت بهدوء، وفضّل أن يبقى بين أهله وذويه في قريته الظبرة حتى لحظة وفاته.
وفور انتشار الخبر، بدأت الوفود تتقاطر من القرى والقبائل المجاورة لتقديم واجب العزاء لأبنائه وأهله، في مشهد يجسّد مدى المحبة التي نالها الراحل خلال حياته، وكم الناس الذين تأثروا به وعاشوا في ظل خيره وعدله.
تفاصيل صلاة الجنازة ومكان الدفن
أُقيمت صلاة الجنازة على الشيخ قاسم الطوهري في مسجد عبد اللطيف البسام بقرية الظبرة، وذلك عقب صلاة ظهر الخميس 1 مايو 2025، وسط حضور كبير من أهالي المنطقة، وأبناء القبائل، والوجهاء، والأصدقاء.
ثم تم دفنه في مقبرة قرية الظبرة القريبة من المستشفى العسكري، في جنازة مهيبة شارك فيها محبوه من كل مكان، حيث بدا المشهد وكأنه وداع لرجل دولة لا مجرد شيخ قبيلة، إذ اصطف الناس لأداء الصلاة والدعاء له، بقلوب ممتنة لما قدّمه من خير ووفاء.
رابط موقع الصلاة والدفن
موقع العزاء وتفاصيل التواصل
تم تحديد موقع العزاء بجوار مدرسة الطفولة المبكرة في قرية الظبرة، حيث خصصت العائلة مجلسًا مفتوحًا لاستقبال المعزين من جميع أنحاء المملكة، مع توفير كافة التسهيلات والخدمات لاستيعاب الوفود الكبيرة التي جاءت لتقديم واجب العزاء.
- رابط موقع العزاء
- للتواصل مع العائلة: 808703455
أبناء الشيخ قاسم.. على خطى والدهم
خلف الشيخ قاسم أربعة من الأبناء، هم:
- أحمد
- إبراهيم
- يحيى
- عبدالله
وجميعهم مشهود لهم بالسيرة الطيبة، وورثوا عن والدهم أخلاقه وتواضعه وحبه للخير، حيث أبدوا استعدادهم الكامل لمواصلة نهج والدهم في الإصلاح والمساعدة وخدمة القبيلة.
وقد عبّر أبناؤه عن عميق شكرهم لكل من حضر الجنازة أو اتصل أو شاركهم العزاء، مؤكدين أن عزاءهم الحقيقي هو محبة الناس لوالدهم ووفاؤهم له.
نعي من أبناء القبيلة.. “فقدنا والدًا للجميع”
كتب أحد أبناء قبيلة الطواهرة:
“لم يكن شيخنا قاسم رجلًا من الطواهرة فقط، بل كان والدًا لكل من قصد مجلسه، رحل من كان يحكم بالعدل دون محاباة، ويفتح بابه لكل محتاج.”
بينما كتب آخر:
“اللهم اجزه خيرًا بما قدّم، وألحقه بمن سبقه من أهل الخير، وبارك في ذريته وأبناء قبيلته.”
الأثر الذي تركه.. منازل وقلوب عامرة بالذكرى
كان الشيخ قاسم معروفًا بمشاركته في كل مناسبات القبيلة، فرحًا كان أم حزنًا، وكان أول من يزور المرضى، ويواسي المنكوبين، ويدفع من ماله الخاص لمساعدة كل محتاج، دون أن يُشهّر أو يُفاخر.
وقد تحوّل مجلسه إلى مدرسة غير رسمية للقيَم والعادات الأصيلة، حيث يتعلم الشباب من حكمته، ويحتكم الكبار إلى كلمته، وينعم الجميع بحنوه وتقديره.
قيمه التي سيبقى الناس يرددونها
ترك الراحل وراءه دروسًا عملية في الحياة، من أبرزها:
- لا يحكم بين الناس إلا من عرف العدل والتجرّد
- مساعدة الناس لا تحتاج منصبًا، بل نية صادقة
- الجاه الحقيقي هو أن تكون وجيهًا في الخير لا في الهيبة
- الإصلاح بين الناس أعظم من عبادة سنة
هل يتم توثيق سيرته؟ دعوات لتخليد ذكراه
دعت بعض الشخصيات الاجتماعية في المنطقة إلى تخليد اسم الشيخ قاسم الطوهري من خلال:
- تسمية أحد شوارع القرية أو أحد المراكز باسمه
- إصدار كتيب توثيقي لسيرته وأعماله الخيرية
- تنظيم ندوة أو ملتقى سنوي باسم “ملتقى قاسم الطوهري للإصلاح القبلي”
خاتمة: حين يرحل الكبار.. يبقى الأثر
برحيل الشيخ قاسم عماش حسن طوهري، طويت صفحة مشرقة من صفحات العمل القبلي والإصلاح المجتمعي في جنوب المملكة. لكنه لم يرحل من قلوب الناس، ولا من ذاكرة قبيلته، بل بقي قدوة حيّة لكل من يسعى لأن يكون صاحب أثر في حياة الآخرين.
رحمك الله يا شيخ الطواهرة، وأسكنك الفردوس الأعلى، وجزاك عن قومك وأمتك كل خير.