سبب وفاة المربي الفاضل صالح بن راشد السفيان.. قامة تربوية ورياضية تفارق الحياة بصمت الكبار

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودّعت المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء الموافق 29 أبريل 2025، المربي الفاضل والرمز التربوي والرياضي المعروف صالح بن راشد السفيان، عميد أسرة آل سفيان، بعد رحلة طويلة من العطاء الإنساني والتربوي، وصراع مرير مع المرض انتهى برحيله عن الدنيا وتركه لإرث قيمي وأخلاقي وإنساني لا يُنسى.

هذا الرحيل المفاجئ ملأ قلوب المحبين بالحزن، ليس فقط لأنه فقدٌ لشخصية محبوبة، بل لأنه غياب لركيزة إنسانية كان لها حضورها القوي في كل بيت تربوي ورياضي، وخصوصًا في أوساط الناشئين والشباب بنادي الهلال، الذي ترك فيه الراحل أثرًا واضحًا لا يمكن تجاهله.

تفاصيل وفاة الشيخ صالح بن راشد السفيان

وفق مصادر موثوقة، فقد توفي الشيخ صالح بن راشد السفيان مساء يوم الثلاثاء بعد معاناة طويلة مع المرض، وذلك في ظل وجود أفراد أسرته ومحبيه بجواره، الذين دعوا له في ساعاته الأخيرة وأوصوا بالترحم عليه بعد وفاته.

وسيُصلى عليه – رحمه الله – بعد صلاة عصر يوم الأربعاء في جامع الأمير فهد بن محمد الواقع على طريق الحائر في الرياض، بينما سيكون الدفن في مقبرة المنصورية، على أن تُقبل التعازي في الفترة المسائية من الساعة الرابعة عصرًا وحتى الثامنة مساءً.

من هو صالح بن راشد السفيان ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ سيرة رجل يُحتذى به

وُلد الفقيد في حي المعيقلية، أحد أحياء الرياض القديمة التي خرجت الكثير من القامات العلمية والاجتماعية، ونشأ على القيم الدينية والإنسانية الأصيلة. امتلك منذ شبابه حبًا للعلم والانضباط، فتوجّه إلى المجال التربوي، حيث أصبح مربيًا فاضلًا، محبوبًا من تلاميذه وزملائه، ومعروفًا بخلقه الرفيع وتواضعه الجم.

عمل في سلك التعليم لفترة طويلة، ثم اتجه إلى المجال الرياضي، حيث شغل منصبًا إداريًا مهمًا في فئة الناشئين والشباب بنادي الهلال السعودي، وشارك في رعاية جيل كامل من اللاعبين الذين يدينون له بالفضل في انضباطهم وصقل شخصياتهم.

أثره في التربية والتعليم: المعلّم الذي لا يُنسى

كان الراحل الكريم أبًا روحيًا للعديد من طلابه، الذين لطالما وصفوه بـ”المربّي قبل أن يكون معلّمًا”، فقد امتلك قدرة فريدة على غرس القيم والأخلاق قبل المعلومات، وكان يُعرف بعباراته التحفيزية ونصائحه التي علقت في أذهان الأجيال.

لم يكن وجوده مجرد وظيفة، بل كان رسالة حياة، حيث آمن بأن بناء الإنسان أهم من أي شيء آخر، ولذلك كان من الأوائل الذين تبنّوا فكرة “القدوة”، فكان بفعله وسلوكه قدوة حقيقية لطلابه وزملائه.

صدى رحيله في الوسط التربوي والرياضي

وفاة صالح بن راشد السفيان أحدثت موجة حزن كبيرة داخل الأوساط التربوية والرياضية، حيث نعاه زملاؤه في التعليم واللاعبون السابقون في نادي الهلال، بالإضافة إلى مسؤولي النادي الذين أصدروا بيانات رسمية عبّروا فيها عن فقدانهم لرجل تميز بالالتزام والعمل الصادق.

غصّت منصات التواصل الاجتماعي بعبارات الرثاء والدعاء، وكتب أحدهم:

“رحل من علّمنا أن التربية تبدأ من احترام النفس والآخرين، رحمك الله يا أبا راشد”

كما كتب أحد اللاعبين الناشئين الذين عرفوه شخصيًا:

“لن أنسى يومًا أنك أول من آمن بقدرتي.. ودائمًا كنت تقول لي: ‘اصنع حلمك بيدك’، رحمك الله.”

جنازة مهيبة.. وتكريم يليق بعظمة شخصيته

شهد جامع الأمير فهد بن محمد حضورًا كبيرًا من المعزين الذين توافدوا لتشييع الراحل، حيث اكتظّ المسجد بمحبيه وزملائه وطلابه، في مشهدٍ مؤثر امتزجت فيه الدموع بالدعاء، وسط كلمات الرثاء التي حملت في طياتها مشاعر الحزن والامتنان.

كما شهدت مقبرة المنصورية مراسم دفن مهيبة، وقف خلالها الجميع بخشوع، متذكرين مواقف الراحل وإنجازاته، وسط دعوات صادقة بأن يكتب الله له جنات النعيم، ويجعل ما قدّمه من علم وعمل في ميزان حسناته.

عزاء عامر بالمحبة والوفاء

تُقبل التعازي يوميًا من الساعة الرابعة عصرًا وحتى الساعة الثامنة مساءً، وقد بادر العديد من الشخصيات العامة والمواطنين بالحضور لتقديم واجب العزاء، وتأكيد ما تركه الراحل من بصمة واضحة في حياتهم.

ولم يقتصر العزاء على الحضوري فقط، بل امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الحزن والتعزية، وتم تدشين وسم باسمه شارك فيه المئات، مؤكدين أن أمثال صالح لا يُغيبهم الموت، لأن ذكراهم تبقى حيّة في النفوس.

القيم التي آمن بها.. وتركها إرثًا

كان الشيخ صالح بن راشد السفيان مؤمنًا بأن كل فرد في المجتمع مسؤول عن رفعته، وكان دائمًا ما يردد أن “الجيل القادم هو مرآة حاضرنا”، فبذل وقته وجهده من أجل غرس القيم والتمسك بالأخلاق.

من أهم المبادئ التي سعى لترسيخها في طلابه وأبناء المجتمع:

  • الصدق في القول والعمل
  • الانضباط كأساس للنجاح
  • الاحترام المتبادل داخل الأسرة والمجتمع
  • حب الوطن وخدمته بصدق وأمانة

أثره في نادي الهلال.. حين يكون الإداري مربّيًا

في مسيرته داخل نادي الهلال، لم يكن مجرد إداري يُدوّن الملاحظات أو ينفذ التعليمات، بل كان موجّهًا نفسيًا، وداعمًا أخلاقيًا، يعرف تفاصيل حياة كل لاعب، ويستمع إليهم، ويمنحهم الثقة والدعم.

أطلق عليه بعض اللاعبين لقب “العم صالح”، بينما اعتبره آخرون “المدرب الروحي”، وعبّر العديد من محبي النادي عن أن صالح السفيان كان جزءًا من نسيج الهلال، وروحًا هادئة تركت طيفها في كل زاوية من زوايا النادي.

من فقدناه؟ أكثر من معلم.. أكثر من إداري

الراحل الكبير لم يكن مجرد اسم في سجل وزارة التعليم، ولا مجرد إداري في نادٍ عريق، بل كان حالة إنسانية شاملة، عُرفت بالتواضع، وكرم الخلق، وصدق المعاملة، والتفاني في خدمة الناس.

رحل اليوم رجل جمع في شخصيته هيبة المربّي، وعطاء الإداري، وتواضع الإنسان البسيط، وترك خلفه إرثًا سيبقى في الذاكرة ما بقي الأوفياء يروون القصص التي لا تنتهي عن كرمه وحكمته.

خاتمة: غاب الجسد.. وبقي الأثر

بوفاة الشيخ صالح بن راشد السفيان، فقدت المملكة العربية السعودية أحد رجالها المخلصين الذين خدموا وطنهم بتفانٍ وهدوء، وتركوا خلفهم طلابًا صالحين، ورياضيين منضبطين، وعائلات ما زالت تروي كيف كان وجوده مصدرًا للخير والنصيحة.

لكن الموت لا يُغيّب العظماء، بل يمنحنا لحظة للتأمل في سِيَرهم، والاعتراف بما قدّموه من بصمات تُنير دروب الأجيال القادمة.

رحمك الله يا أبا راشد، وجعل مثواك الجنة، وألهمنا الاقتداء بك، والسير على نهجك في التربية والخلق.

منى الشريف

كاتبة متعددة المواهب، تمتلك قدرة استثنائية على الغوص في أعماق المعرفة واستكشاف مختلف جوانب الحياة. تتميز بأسلوبها السلس والمشوق، وقدرتها على تبسيط المفاهيم المعقدة وتقديمها للقارئ العربي بأسلوب سهل الفهم. تغطي منى طيفًا واسعًا من المواضيع، بدءًا من القضايا الاجتماعية والسياسية وصولًا إلى العلوم والتكنولوجيا والفنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !