تفاصيل وأسباب وفاة الأمير ناصر بن فهد بن عبدالله: تفاصيل الرحيل وصلاة الجنازة
في مساء الثلاثاء 29 أبريل 2025، عمّ الحزن أرجاء المملكة العربية السعودية إثر إعلان وفاة صاحب السمو الأمير ناصر بن فهد بن عبدالله بن سعود بن فرحان آل سعود، أحد أبناء الأسرة المالكة، الذين اشتهروا بحضورهم المتوازن وابتعادهم عن الأضواء رغم إسهاماتهم الهادئة والمؤثرة في المجتمع السعودي.
وبين إعلان الوفاة وتحديد موعد صلاة الجنازة، انشغل السعوديون والمحبون داخل وخارج المملكة باستذكار مسيرته وسيرته الطيبة، حيث عبّر العديد من الشخصيات والمواطنين عن حزنهم لرحيله، واستذكارهم لمناقبه وخصاله الطيبة.
تفاصيل وفاة الأمير ناصر بن فهد بن عبدالله
أُعلن عن وفاة الأمير ناصر بن فهد بن عبدالله بن سعود بن فرحان آل سعود رسميًا من خلال الحساب الموثق الخاص بأخبار آل سعود على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث جاء في البيان:
“انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الأمير ناصر بن فهد بن عبدالله بن سعود بن فرحان آل سعود، وسوف يُصلى عليه إن شاء الله يوم غدٍ الأربعاء بعد صلاة العصر بجامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض.”
ويُعد جامع الإمام تركي بن عبدالله من المساجد الكبرى في العاصمة، وقد اعتادت الأسرة الحاكمة أداء الصلوات الجنائزية فيه لكبار رجالات الدولة.
ما سبب وفاة الأمير ناصر بن فهد بن عبدالله بن فرحان؟
رغم صدور الإعلان الرسمي عن الوفاة، لم تُفصح الجهات المختصة أو العائلة المالكة عن السبب المباشر للوفاة، إلا أن مصادر قريبة وأشخاص مقربين أشاروا عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الأمير ناصر كان يُعاني من وعكة صحية مزمنة خلال الأشهر الماضية، تسببت في تدهور حالته تدريجيًا، قبل أن يُفارق الحياة بهدوء مساء الثلاثاء.
وأفادت تغريدات متعددة على منصة “إكس” بأن الفقيد كان يتلقى العلاج، وكان تحت العناية الطبية في أحد مستشفيات العاصمة، مما يعزز فرضية أن الوفاة جاءت نتيجة مضاعفات مرض مزمن.
من هو الأمير ناصر بن فهد بن عبدالله بن سعود بن فرحان آل سعود؟
ينتمي الأمير ناصر بن فهد إلى فرع مرموق من الأسرة المالكة، ويعود نسبه إلى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مؤسس المملكة. وقد نشأ في بيئة ملكية رصينة تقوم على خدمة الدولة واحترام القيم الملكية العريقة.
ورغم احتفاظه بمسافة من الإعلام والأضواء، عُرف عن الأمير ناصر مشاركاته في عدد من المشاريع المجتمعية، ودعمه لمبادرات إنسانية بعيدة عن التصوير والظهور الإعلامي.
ردود الفعل على الوفاة: حزن ووقار
مع انتشار خبر وفاة الأمير ناصر، توالت ردود الفعل الرسمية والشعبية:
- عدد من أبناء الأسرة المالكة نعوه عبر منصاتهم الرسمية بكلمات حزينة مليئة بالاحترام، حيث كتب الأمير سعود بن خالد:
- “رحم الله الأمير ناصر.. كان رجلًا خلوقًا وهادئًا، لا يذكره أحد إلا بخير”.
- الإعلاميون والصحفيون في الشأن السعودي عبّروا عن حزنهم لوفاة الأمير، مُشيدين بنمط حياته المحافظ.
- المواطنون تداولوا خبر الوفاة بأسى، وتقدموا بالتعازي والدعاء للفقيد عبر وسم #وفاة_الأمير_ناصر.
جنازة مهيبة في الرياض
صُلي على جثمان الفقيد بعد عصر يوم الأربعاء في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط حضور واسع من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والدينية، بالإضافة إلى عدد من المواطنين والمقيمين.
وشُهد موكب الجنازة وسط حراسة رسمية وتنظيم أمني محكم، يُعبّر عن الاحترام لمكانة الفقيد داخل الأسرة الحاكمة.
كما نُظم العزاء الرسمي في إحدى قاعات الاستقبال الملكي، واستُقبل المعزون من مختلف مناطق المملكة وخارجها، في مشهد من مشاهد التلاحم بين الأسرة المالكة والمجتمع.
سيرة رجل ملكي بصمت
قد لا تكون السيرة الإعلامية للأمير ناصر غنية بالظهور أو التصريحات، لكن من يعرفه عن قرب يتحدث عن رجل عميق الهدوء، واسع الحكمة، اختار أن يخدم بلده من دون صخب.
كان محبًا للمجالس الهادئة، وقريبًا من الشأن الاجتماعي، وشارك في لجان أسرية وتنموية داخل الأسرة المالكة. وفي عدد من المناسبات، ظهر الأمير ناصر وهو يزور مجالس كبار السن، ويحضر فعاليات رمزية دعمًا للتقاليد الوطنية.
تعازٍ من الخارج
وصلت تعازي من شخصيات عربية بارزة، من الخليج والدول العربية، تنعي الأمير الراحل، ومن أبرزها:
- الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر.
- الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين.
- الرئيس عبد الفتاح السيسي.
- الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
- وأشادت برقيات التعزية بـ”سيرة الأمير الراحل الطيبة، وتفانيه في خدمة وطنه”، ما يعكس مكانته على المستوى الإقليمي.
المملكة تودع أحد رجالها.. لكن بصمت يليق بالكبار
ربما لم يكن الأمير ناصر بن فهد نجمًا في وسائل الإعلام، لكنه كان نجمًا في القلوب التي عرفته. ومع رحيله، تودع المملكة رجلًا من رجالات الظل الذين يعملون بصمت، ويتركون بصمة راقية في تاريخ أسرهم ووطنهم.
إن وفاة الأمير ناصر تُذكرنا أن بعض الرجال لا يحتاجون إلى ضوء الشهرة حتى يُكتب لهم الخلود في ذاكرة من عرفوهم، بل يكفي أن يعيشوا بكرامة ويرحلوا باحترام.