أسباب وفاة دحيم الغنامي بالتفاصيل الكاملة.. خسارة كبيرة للشعر النبطي السعودي
في 27 أبريل 2025، خيم الحزن على الوسط الأدبي والشعبي في المملكة العربية السعودية مع رحيل قامة شعرية فريدة، الشاعر دحيم بن رشيد الغنامي، المعروف بلقب “راعي رمحة”، أحد رموز الشعر النبطي الأصيل وصوت من أصوات البادية الصادقة.
لم يكن دحيم مجرد شاعر، بل كان صدىً للتراث العتيبي العريق، ومنارة للحكمة والفخر والأصالة. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل سبب وفاة دحيم الغنامي، ونبحر في أعماق حياته وسيرته الأدبية التي أثرت وجدان محبيه وأبناء قبيلته.
سبب وفاة دحيم الغنامي راعي رمحة
رغم الإعلان عن وفاته في 27 أبريل/ نيسان 2025، فإن سبب وفاة دحيم الغنامي لم يتم الكشف عنه رسميًا في البيانات أو التصريحات الإعلامية. اكتفى المقربون ومحبو الشاعر بالإشارة إلى رحيله المفاجئ، مع ترجيحات غير مؤكدة بأن الوفاة جاءت طبيعية بسبب التقدم في العمر، خاصة وأن الشاعر أشار بنفسه في إحدى قصائده الأخيرة إلى بلوغه سن الثمانين.
الصلاة عليه أقيمت بعد عصر يوم الاثنين في جامع الأمير سلطان بمحافظة عفيف، وسط حضور كثيف من أبناء قبيلته ومحبيه، الذين حرصوا على وداع رجلٍ رسم بالكلمة ملامح المجد والفخر والأصالة.
من هو دحيم بن رشيد بن مشلح الغنامي ويكيبيديا؟
دحيم بن رشيد بن مشلح الغنامي شاعر نبطي سعودي بارز، عرف بين أبناء قبيلة عتيبة بلقب “راعي رمحة”، وهو لقب يعكس اعتزازه بالتراث البدوي الأصيل، حيث كان الرمح رمز الشرف والكرامة والفروسية. ينتمي دحيم إلى قبيلة الغنانيم من قبيلة عتيبة، واحدة من أعرق القبائل في تاريخ الجزيرة العربية.
عاش حياته في محافظة عفيف، حيث ظل وفياً لتراب الصحراء، ومتغنياً بقيم الكرم والشجاعة والنخوة التي ورثها عن أجداده.
السيرة الذاتية للشاعر دحيم الغنامي
- الاسم الكامل: دحيم بن رشيد بن مشلح الغنامي
- اللقب: راعي رمحة
- القبيلة: الغنانيم من قبيلة عتيبة
- مكان الإقامة: محافظة عفيف – المملكة العربية السعودية
- تاريخ الوفاة: 27 أبريل 2025
- مكان الصلاة عليه: جامع الأمير سلطان بعفيف
- مكان الدفن: مقابر عفيف العامة
محطات بارزة في حياته الأدبية
بدايات مبكرة
منذ نعومة أظافره، أبدى دحيم الغنامي شغفًا بالشعر، متأثرًا بجلسات البادية حيث كان يسمع قصائد الفرسان وحكايات الأجداد. بدأت موهبته تظهر مبكرًا عندما صار يرتجل القصائد في المجالس والمنتديات القبلية.
تألقه الشعري
تميز دحيم بأسلوب خاص يمزج بين سلاسة التعبير وقوة الكلمة. قصائده، وإن اتسمت بالبساطة الظاهرة، إلا أنها حملت مضامين عميقة من الحكمة، الفخر، التأمل في الحياة، والانتماء القوي لقبيلته.
كانت أبرز موضوعات شعره:
- الفخر القبلي ومدح فرسان قبيلة عتيبة
- الحكمة والتأملات في الدنيا وفناء العمر
- وصف الطبيعة البدوية ومشاهد الصحراء
- القيم العربية الأصيلة مثل الكرم والشهامة
أبرز قصائده الخالدة
من أشهر قصائده التي لا تزال تتردد بين أبناء قبيلته ومحبيه:
“ثمانين عمري وانتظر هادم اللذات
على الخطوط الحمر يشهر خطرهنه
الا ياجماعة سامحوني على ما فات
عسى الله يعوضني ليا مت بالجنة”
في هذه الأبيات، عبّر دحيم عن وعيه بدنو الأجل، واستعداده للقاء الله، مظهرًا روحًا مؤمنة ومتواضعة، تنبض بالحكمة.
وقصيدة أخرى من قصائد الفخر قال فيها:
“ركبنا بعد فاضوا من الفجر من عفيف
على اللي يسلي خاطري حس ماطوره”
كان شاعرًا لا يقتصر مدحه على الأفراد بل كان يمدح القيم والصفات العريقة في مجتمعه القبلي.
دحيم الغنامي.. شاعر قبيلة عتيبة الأول
ارتبط اسم دحيم ارتباطًا وثيقًا بقبيلة عتيبة. كان صوته يُعتبر صوت القبيلة في الاحتفالات والمناسبات الكبرى. تغنى بأمجادها، ودافع عن شرفها بالكلمة كما يدافع الفرسان بالرماح.
لم يكن مجرد شاعر قبلي، بل كان مؤرخًا شفويًا، يحفظ قصص الشجاعة والكرم ويعيد صوغها في قوالب شعرية بديعة.
التكريم الشعبي.. وداع يليق بالكبار
بعد إعلان وفاته، تدفقت مئات رسائل العزاء عبر منصة “إكس”، ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، حيث عبّر محبوه عن ألمهم لفقده، وأكدوا أن الشعر النبطي خسر قامة عظيمة لا تعوض.
من أبرز ما قيل في رثائه:
- “رحل راعي رمحة.. بقيت كلماته رمحًا في صدر الزمن.”
- “وداعًا أيها النبيل، كنت رمز الكرامة، وستبقى في الذاكرة.”
- “خسرنا شاعر الفخر والشجاعة، عسى الله أن يسكنك فسيح جناته.”
دحيم الغنامي بين الحاضر والمستقبل
رغم غيابه الجسدي، سيظل دحيم الغنامي حاضرًا بقوة في ذاكرة عشاق الشعر النبطي. ستبقى قصائده تتردد على الألسنة، تُنشدها القبائل في ليالي الفخر، وتُدرّس للأجيال القادمة كجزء من التراث الأصيل.
إنه نموذج للشاعر البدوي الأصيل الذي جسد القيم العربية في أبهى صورها، وترك أثرًا لا يُنسى على خارطة الشعر الشعبي السعودي.