تفاصيل وفاة العميد أحمد الزهراني .. من هو ويكيبيديا؟: فقدت المملكة أحد رموزها الأمنية
في مشهد مهيب وحزين، ودعت المملكة العربية السعودية واحدًا من رموزها الأمنية البارزين، العميد أحمد بن عايض بن زنان الزهراني، الذي كرّس حياته لخدمة دينه ووطنه ومليكه بكل إخلاص وأمانة. فقد شكّل رحيله صدمة كبيرة في أوساط المجتمع السعودي، لا سيما بين رجال الأمن وزملائه في السلك العسكري، حيث كان يُعد قدوةً يُحتذى بها في المهنية، الانضباط، ونبل الأخلاق.
سبب وفاة العميد أحمد بن عايض بن زنان الزهراني
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تُصدر أي جهة رسمية أو مصادر موثوقة توضيحًا عن سبب وفاة العميد أحمد بن عايض بن زنان الزهراني. إلا أن الأخبار المؤكدة أشارت إلى أن الوفاة حدثت يوم الاثنين 28 أبريل/ نيسان 2025، وقد أُقيمت صلاة الجنازة عليه عقب صلاة العصر بمسجد الراجحي في الرياض، ثم ووري الثرى في مقابر النسيم.
غياب المعلومات الدقيقة عن سبب الوفاة، ترك الباب مفتوحًا أمام محبيه للترحم عليه والدعاء له، وسط أجواء من الحزن والوفاء لهذه القامة الوطنية الكبيرة.
من هو العميد أحمد بن عايض بن زنان الزهراني؟
- الاسم الكامل: أحمد بن عايض بن عبدالله بن زنان الزهراني
- اللقب: أبو نايف
- الرتبة: عميد سابق بشرطة محافظة الطائف
- المنطقة: الطائف – السعودية
- المنصب الأبرز: مدير شعبة الأدلة الجنائية بشرطة محافظة الطائف
- الوضع العائلي: متزوج، وله أبناء وأحفاد
- تاريخ الوفاة: 28 أبريل 2025
- مكان الدفن: مقابر النسيم، الرياض
النشأة والتعليم
ولد العميد أحمد بن عايض بن زنان الزهراني في مدينة الطائف عام 1380هـ (الموافق 1960م)، في أسرة معروفة بتمسكها بالقيم الدينية والوطنية. بدأ مسيرته التعليمية في مدارس الطائف، حيث درس في مدارس “ابن خلدون”، و”الحارث بن كنده”، و”الحسن بن الهيثم”، قبل أن ينتقل إلى المعهد العلمي بالطائف لإكمال تعليمه المتوسط والثانوي.
تجلت ميوله الأمنية والعسكرية منذ الصغر، فكان حلمه أن يخدم وطنه عبر الانضمام إلى السلك العسكري. وقد حقق هذا الحلم بالتحاقه بكلية الملك فهد الأمنية، حيث تخرج ضمن الدفعة الـ38 في عام 1402هـ (1982م)، ليتجه بعدها إلى خدمة المملكة بكل شرف.
مسيرته العملية
بعد تخرجه، بدأ العميد أحمد بن زنان مشواره المهني في شرطة محافظة الطائف، حيث عمل في أقسام متعددة منها الدوريات والنجدة. لم تمضِ سنوات قليلة حتى أظهر كفاءة عالية أهّلته لتولي مناصب متقدمة، أبرزها:
- العمل في قسم شرطة الشرقية بالطائف.
- شغل منصب مدير إدارة الضبط الإداري.
- ثم أصبح مدير شعبة الأدلة الجنائية بشرطة محافظة الطائف عام 1404هـ (1984م)، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تقاعده في 1433هـ (2012م).
على مدار ثلاثين عامًا من الخدمة، قدم الزهراني نموذجًا فريدًا في الالتزام بالواجب وحسن التعامل مع المواطنين وزملائه، مما جعله يحظى بمحبة واحترام الجميع.
إنجازات العميد أحمد الزهراني
لم يكن الزهراني مجرد مسؤول أمني عادي، بل كان صاحب بصمات حقيقية في تطوير العمل الأمني بمحافظة الطائف، ومنها:
- تحديث قسم الأدلة الجنائية بأساليب حديثة.
- المساهمة في كشف العديد من الجرائم الكبرى عبر التقنيات الحديثة.
- إقامة ورش عمل ودورات تدريبية لرفع كفاءة الضباط والأفراد.
- حصل خلال مسيرته على عدة أوسمة وشهادات تقدير من وزارة الداخلية.
الجانب الإنساني والشخصي للعميد أحمد بن عايض بن زنان
عُرف العميد أحمد بأخلاقه الرفيعة، وبتواضعه الجم رغم مناصبه القيادية. كان قريبًا من الناس، لا يتردد في مساعدة من يحتاج، أو الوقوف مع الضعفاء. كان أيضًا ملتزمًا دينيًا، محبًا للخير، مشاركًا دائمًا في الفعاليات الخيرية والمبادرات المجتمعية.
وعلى الصعيد العائلي، كان أبًا حنونًا وزوجًا وفيًا، وله أبناء بررة ساروا على نهجه القويم، من أبرزهم نايف، وسعاد، والدكتورة مرام التي أكملت دراستها في جامعة الطائف، بالإضافة إلى أحفاده أميرة، معتز، فاطمة، وماجدة.
الحزن الكبير في الأوساط الاجتماعية
خيم الحزن العميق على منطقة الطائف، ومختلف مناطق المملكة بعد إعلان وفاته. امتلأت منصات التواصل الاجتماعي برسائل النعي والتعزية، حيث عبر الكثير من زملائه ومحبيه عن صدمتهم بهذا الخبر الأليم، مشيدين بمسيرته وأخلاقه العالية.
أبرز ما قيل في رثائه
- “رحم الله العميد أحمد الزهراني، كان رمزًا للإخلاص والأمانة.”
- “كان نعم الرجل، دمث الخلق، صادق القول والفعل.”
- “سنفتقدك أيها الأب والأخ والصديق المخلص.”
مكانته في العائلة والمجتمع
لم يكن العميد أحمد بن زنان مجرد رجل أمن، بل كان عَلمًا من أعلام قريته (القحمان في محوية)، ورمزًا من رموز الطائف. عُرف بمساهماته الاجتماعية الكثيرة، وبأنه كان لا يتوانى عن تقديم العون لكل من قصده.
رحيل الرجال العظام.. أثر لا ينسى
يرحل الرجال العظماء ولكن تبقى آثارهم وأخلاقهم وسيرهم العطرة حيّة في القلوب. العميد أحمد بن عايض بن زنان الزهراني كان أحد هؤلاء الذين تركوا إرثًا من العطاء والانضباط، وسيظل ذكره عالقًا في وجدان كل من عرفه.
نسأل الله أن يغفر له، وأن يجزيه خير الجزاء عن كل ما قدمه لوطنه وأمته، وأن يُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.