من هو ملفي شرعان الحربي ويكيبيديا؟ قصة حياة أسطورة فلك الصحراء

في صباح مشحون بالحزن والأسى، ودعت المملكة العربية السعودية اليوم أحد أبنائها المخلصين، رجلًا عاش عمره مرتبطًا بالسماء والنجوم، وخبيرًا فلكيًا بملامح الصحراء وروحها الأبدية.

ملفي بن شرعان العريمة الحربي، الشهير بلقب “أبو شرعان”، رحل عن دنيانا صباح الأحد 27 أبريل 2025، تاركًا خلفه إرثًا إنسانيًا وعلميًا لا يُنسى.

فمن هو ملفي شرعان الحربي “أبو شرعان” ويكيبيديا؟ وما قصة حياته الفريدة وسبب وفاته الحقيقي؟ عبر عرب ميرور، نستعرض لكم القصة كاملة بكل تفاصيلها المؤثرة.

من هو ملفي شرعان الحربي أبو شرعان ويكيبيديا؟

• الاسم الكامل: ملفي بن شرعان العريمة الحربي.
• تاريخ الميلاد: 1929م.
• مكان الولادة: مدينة حائل، المملكة العربية السعودية.
• الجنسية: سعودي.
• الشهرة: خبير فلكي، وعُرف بلقب “فلكي الصحراء”.
• الوفاة: 27 أبريل/ نيسان 2025م عن عمر ناهز 96 عامًا.

عُرف أبو شرعان بحبه الشديد للصحراء، حيث أمضى عقودًا طويلة من حياته بعيدًا عن ضجيج المدن، مستأنسًا بأنجم السماء وأسرارها، ومتأملًا مسارات الكواكب والنجوم بعيون الحكمة والخبرة.

سبب وفاة ملفي شرعان الحربي الحقيقي

• توفي ملفي شرعان الحربي فجر يوم الأحد 27 أبريل 2025 عن عمر ناهز 96 عامًا.
• وبحسب ما أعلنت عائلته عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإن الوفاة كانت طبيعية نتيجة الشيخوخة وتدهور حالته الصحية مع تقدمه في العمر.
• ورغم أن أبو شرعان كان يتمتع بذاكرة حادة وملاحظة فلكية دقيقة حتى سنواته الأخيرة، إلا أن التقدم بالسن ترك أثره على جسده النحيل، ليُسلم روحه الطاهرة بهدوء كما عاش في هدوء.

تفاصيل الصلاة على ملفي شرعان الحربي

• موعد الصلاة: عصر يوم الأحد 29 شوال 1446 هـ.
• مكان الصلاة: جامع مدينة قبة بمنطقة القصيم.
• وقد أعلنت عائلته ذلك عبر بيان مقتضب في منصة X (تويتر سابقًا)، حيث دعوا محبيه وأصدقائه للمشاركة في تشييعه والدعاء له بالرحمة والمغفرة.

سر حياة ملفي شرعان في الصحراء

لمن لا يعرف قصة أبو شرعان الحزينة:

• منذ 48 عامًا تعرض لحادث مأساوي فقد فيه زوجته وأولاده دفعة واحدة في حادث سير مفجع.
• كان وقتها لا يزال شابًا في مقتبل العمر، ولكن الحزن الكبير أطبق على قلبه فلم يستطع تجاوزه، ورفض بعدها الزواج مرة أخرى.
• قرر بعدها أن يهجر حياة الناس ويبحث عن السكون في حضن الصحراء، يصحب إبله فقط، ويجد في النظر إلى السماء عزاءً، وفي أصوات الريح والسكون سلامًا لروحه المجروحة.

معلم الفلك بالصحراء.. وراعي الأجيال

رغم عزلته، لم يكن ملفي شرعان الحربي بعيدًا عن الأثر العلمي:

• تتلمذ على يديه عدد من الباحثين وعلماء الفلك المعاصرين.
• أبرز من تعلم منه هو الفلكي السعودي المعروف الدكتور خالد الزعاق، الذي كثيرًا ما أشار إلى فضل “أبو شرعان” في فهمه الأولي لحركة النجوم والظواهر الكونية.
• كان أبو شرعان يتحدث عن النجوم وكأنها أصدقاء قدامى، يسميها بأسمائها العربية الأصيلة، ويفسر أوقاتها ومواعيدها بحكايات متوارثة، تجمع بين العلم والوجدان.

انتقاله من الصحراء إلى رعاية أسرية

مع تقدمه في السن، وبلوغه منتصف التسعينات، أصبح أبو شرعان غير قادر على خدمة نفسه، فقرر أبناء إخوته اصطحابه إلى بيوتهم:

• عاش سنواته الأخيرة في كنف العائلة.
• حظي بعناية ورعاية محبة حتى وفاته.
• رغم انتقاله من الصحراء إلى حياة المنزل، ظل يحتفظ بعاداته البسيطة وتعلقه بسماء الليل.

ماذا قال الناس عن أبو شرعان بعد وفاته؟

فور إعلان خبر وفاته، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي برسائل الرثاء والدعاء، ومن أبرز ما قيل عنه:

• “رحم الله الرجل الذي كان صديقًا للنجوم ورفيقًا للصحراء.”
• “علّمنا أن الفلك ليس علمًا جافًا بل قصة حب بين الإنسان والكون.”
• “وداعًا يا من كنت مرآة لحكمة الصحراء وأصالة البادية.”

وقد نعاه عدد من المشاهير، وأبرزهم الدكتور خالد الزعاق الذي كتب قائلًا:

• “رحل أبي الروحي ومعلمي الأول… رحل أستاذ النجوم الذي علمني كيف أنظر للسماء بقلب قبل العين.”

الدروس المستفادة من حياة ملفي شرعان الحربي

من خلال قصة حياته، ترك أبو شرعان رسائل عميقة:

• الصبر على المصيبة: لم ينسَ فقده المؤلم، ولكنه واصل حياته بإيمان وصبر.
• العزلة الإيجابية: اختار العزلة لتكون وسيلة للتأمل والإبداع لا سببًا للضياع.
• العلم بالفطرة: رغم أنه لم يتعلم الفلك أكاديميًا، إلا أن خبرته الفطرية جعلت منه معلمًا عظيمًا.
• البساطة والقناعة: عاش حياة متقشفة ولكن مليئة بالمعاني العميقة.

صور من حياة أبو شرعان

رغم قلة صوره، فإن تلك اللقطات القليلة التي انتشرت له خلال حياته:

• تُظهره بملابس البادية التقليدية.
• تبرز قسمات وجهه المضيئة بالتجاعيد الحكيمة.
• تظهره دائمًا وهو يتأمل السماء أو يرعى إبله بمحبة وهدوء.

الختام: رحيل الجسد وبقاء النجم
برحيل ملفي شرعان الحربي “أبو شرعان”، تخسر المملكة العربية السعودية واحدًا من أصوات الصحراء الأصيلة، رجلًا أحب السماء فبادلته محبة.

ولكن كما قال أحد محبيه:

“يرحل الرجال وتبقى قصصهم.
رحل أبو شرعان، ولكن سيظل نجمه مضيئًا في ذاكرة من عرفوه، وعشاق الفلك ومحبي الصحراء.”

نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.