أسباب وفاة سعاد الأسمري والدة محمد العرفج: حزن في الوسط الأدبي السعودي
ودّعت الساحة الأدبية والصحفية السعودية، اليوم، واحدة من الشخصيات التي كانت سندًا ودعامةً قوية لكاتب وأديب مرموق، إذ فقد الإعلامي والشاعر السعودي محمد العرفج والدته السيدة سعاد الأسمري، بعد رحلة طويلة مع الحياة، اتسمت بالعطاء والصبر والوفاء العائلي.
مع انتشار خبر وفاة سعاد الأسمري، غصت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي برسائل التعزية والمواساة لمحمد العرفج وأسرته، وسط حالة من الحزن العميق، حيث تركت الراحلة أثرًا بالغًا في نفوس كل من عرفها، أو عرف أسرتها الكريمة.
كان خبر وفاة والدة محمد العرفج بمثابة صدمة للوسط الأدبي والثقافي، فالرابط الذي يجمع بين الأمهات وأبنائهن من المبدعين لا يشبه أي رابطة أخرى. الأم هي الداعم الأول، والملهم الأول، ومن يفقدها يفقد جزءًا من روحه وجذوره.
وتحولت حسابات مواقع التواصل إلى دفاتر عزاء مفتوحة، حيث تدفقت مئات التعليقات والرسائل التي تتمنى الرحمة للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها، في مشهد يجسد عمق العلاقات الإنسانية في مجتمعنا العربي.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على تفاصيل وفاة سعاد الأسمري، مسيرة ابنها محمد العرفج، تأثير الحزن في الأدباء، ومكانة الأم في حياة الأدباء والمفكرين.
من هي سعاد الأسمري ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
سعاد بنت عبد الله الأسمري، سيدة سعودية تنتمي إلى قبيلة الأسمري المعروفة، وهي زوجة الشيخ عبد العزيز العرفج، الذي عمل مستشارًا شرعيًا بوزارة الداخلية السعودية لفترة طويلة.
عاشت سعاد الأسمري حياةً اتسمت بالبساطة والأصالة، وكانت مثالًا للأم السعودية التي تجمع بين الحكمة والصبر والحب العميق لأبنائها وأسرتها. لم تظهر كثيرًا في الإعلام، ولكن تأثيرها العميق كان واضحًا على حياة أبنائها، خاصة ابنها البار محمد العرفج.
تفاصيل وفاة سعاد الأسمري
أعلنت الأسرة أن وفاة السيدة سعاد الأسمري حدثت مساء الجمعة 27 شوال 1446 هـ، الموافق 25 أبريل 2025 م، بعد تعرضها لوعكة صحية مفاجئة.
- ستتم الصلاة عليها اليوم السبت 28 شوال 1446 هجريًا، في جامع الراجحي بمدينة الرياض عقب صلاة العصر مباشرة.
- سيتم دفنها في مقبرة النسيم، عبر البوابة الشمالية للمقبرة.
- أما العزاء فسيتم استقبال المعزين مباشرة في المقبرة والمسجد.
من هو محمد العرفج ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
يُعد محمد العرفج من الأسماء اللامعة في مجال الأدب والصحافة السعودية الحديثة:
- ولد عام 1980 ميلاديًا، ويبلغ من العمر 45 عامًا.
- أديب وكاتب وشاعر بارز، متخصص في الشعر النبطي والفلكلور الخليجي.
- له مساهمات عديدة في الصحافة السعودية، أبرزها في جريدة الرياض.
عرف محمد العرفج بشغفه الكبير بالتراث الشعبي، واهتمامه بتوثيق الشعر والفلكلور عبر دراسات وأبحاث غنية. كما أن تجربته الدبلوماسية القصيرة في اليمن أثرت فيه كثيرًا، وزادت من تنوع خبراته الثقافية.
أبرز محطات حياة محمد العرفج
- السفر إلى اليمن عام 2003 للعمل بالسلك الدبلوماسي.
- كتابة دراسات أدبية حول الشعر الحميني والشعبي في الخليج واليمن.
- الاستقالة من العمل الدبلوماسي والعودة إلى الرياض للانخراط في النشاط الأدبي.
- الانضمام إلى النادي الأدبي بالرياض والمشاركة في الفعاليات الأدبية الكبرى.
- السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتأسيسه لمبادرة ثقافية بمدينة شيكاغو باسم “منطقة الروح الثقافي”.
إصداره لعدة دواوين ومجموعات قصصية منها:
- “أرياف نجد”
- “أرض اليمن الفصول”
- “فصول ديوان شعر حر”
- “أعادت بعد غياب”
وقع الفاجعة على الساحة الأدبية
أثارت وفاة والدة محمد العرفج مشاعر واسعة من التضامن والحزن داخل الأوساط الثقافية والإعلامية في المملكة:
- كتب العديد من الأدباء والمثقفين رسائل تعزية مؤثرة عبر حساباتهم.
- عبر زملاء العرفج عن ألمهم لفقدان والدته التي كانت الداعم الخفي خلف مسيرته الأدبية الثرية.
- انتشرت الدعوات بالرحمة والمغفرة للفقيدة على منصات التواصل.
أهمية الأم في حياة المبدعين
لطالما كانت الأم مصدر إلهام للمبدعين والأدباء، فهي تمثل رمز الأمان والحب والدعم غير المشروط. في حالة محمد العرفج، كانت والدته:
- الداعم الأول له في رحلته الأدبية الطويلة.
- رمز الأصالة والقيم التي غرسها في كتاباته.
- الحصن المنيع الذي كان يعود إليه في لحظات الانكسار والفرح معًا.
لا شك أن فقدان الأم يشكل نقطة تحول مؤلمة في حياة كل إنسان، فما بالك بمن يعيش بالكلمة، ويستوحي قلمه من مشاعره الأصيلة.
كيف تعبر المجتمعات عن الحزن الجماعي؟
عندما يفقد المجتمع شخصية مقربة كأم كاتب بارز، تظهر مجموعة من السلوكيات الاجتماعية التي تعبر عن الحزن الجماعي، مثل:
- إقامة مجالس العزاء.
- تداول عبارات الرثاء على نطاق واسع.
- توحيد الدعوات للفقيدة.
- استذكار السيرة العطرة للراحلين.
وهذا ما شهدناه فعليًا مع رحيل سعاد الأسمري، حيث لم تقتصر مشاعر الحزن على الأسرة فقط، بل امتدت لتشمل محبي ابنها وعارفيه.
سعاد الأسمري.. قصة أم عظيمة
رحيل سعاد الأسمري يذكرنا بأن كل أم عظيمة هي قصة بحد ذاتها:
- قصة حب غير مشروط.
- قصة تضحية صامتة لا تراها العيون لكنها تحسها القلوب.
- قصة إلهام لا تنتهي بانتهاء الحياة، بل تبقى خالدة عبر الذكرى والدعاء والعمل الصالح للأبناء.
عبارات رثاء مؤثرة للفقيدة
من أبرز ما قيل في رثاء سعاد الأسمري:
- “اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة.”
- “إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم ارحمها واغفر لها.”
- “رحلت من كانت لنا حياة، اللهم نور لها قبرها ووسع مدخلها.”
- “اللهم اربط على قلب ابنها محمد وأهله وثبته على الصبر.”