تفاصيل القبض على علي عبدالرزاق العبادي في الأحساء بعد اتهامه بالتحرش: القصة الكاملة
في حادثة صادمة هزّت المجتمع السعودي، وخاصةً سكان محافظة الأحساء، أعلنت شرطة المنطقة الشرقية مساء الإثنين الموافق 21 أبريل 2025، عن ضبط المواطن علي عبدالرزاق العبادي بعد ورود بلاغات تتهمه بالتورط في التحرش بحدث.
لم تلبث الواقعة أن أصبحت حديث الساعة، وتصدرت محركات البحث، في ظل تزايد المطالبات بالشفافية، وتشديد العقوبات على مثل هذه السلوكيات، خاصةً عندما يكون الضحية قاصرًا.
الحادثة أعادت إلى الواجهة الجدل الدائم حول حماية الأطفال من الانتهاكات، وضرورة رفع مستوى التوعية المجتمعية، وتفعيل القوانين الرادعة بشكل صارم.
في هذا التقرير المطوّل، نستعرض القصة الكاملة لحادثة علي عبدالرزاق العبادي، ونسلط الضوء على البيان الرسمي الصادر من الجهات الأمنية، والتفاصيل المتاحة حتى الآن عن القضية، وردود الفعل الشعبية، وخلفيات القضية في إطار قانوني ومجتمعي.
من هو علي عبدالرزاق العبادي ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
لا توجد معلومات كثيرة متوفرة علنًا عن علي عبدالرزاق العبادي قبل الحادثة، حيث لم يكن شخصية عامة أو معروفة في الوسط الإعلامي.
ويُعتقد أنه من سكان محافظة الأحساء، ولم يسبق له الظهور في أي سجلات إعلامية أو منصات مؤثرة.
غير أن اسمه تحول خلال ساعات إلى محور تفاعل واسع عبر الإنترنت، بعد أن أعلنت الشرطة تورطه في واقعة تمس براءة الأطفال وحرمة الجسد الإنساني.
تفاصيل القبض على المتهم: البيان الرسمي
في بيان نشرته شرطة محافظة الأحساء بالتعاون مع الإدارة العامة للأمن المجتمعي ومكافحة الاتجار بالأشخاص، أكدت أنه تم ضبط المواطن علي عبدالرزاق العبادي بعد تلقي بلاغ من أحد المواطنين حول تصرفات مريبة تجاه حدث (قاصر دون سن الثامنة عشرة).
وتمت ملاحقة المتهم وفق إجراءات قانونية دقيقة، وبعد التحقق من صحة البلاغ، أُلقي القبض عليه فورًا، وتم إيقافه رسميًا، تمهيدًا لإحالته إلى النيابة العامة، لاستكمال التحقيقات واتخاذ ما يلزم بحقه من إجراءات.
وذكر البيان نصًا:
“لن يكون هناك أي تساهل في التعامل مع قضايا التحرش، خاصةً تلك التي تطال فئة الأحداث، وسيُطبق النظام على الجميع دون تمييز، حمايةً للمجتمع وأبنائه.”
📹| شرطة محافظة الأحساء بالتنسيق مع الإدارة العامة للأمن المجتمعي ومكافحة الاتجار بالأشخاص تضبط مواطنًا لتحرشه بحدث. pic.twitter.com/StHoCTKMhL
— الأمن العام (@security_gov) April 21, 2025
دور الأمن المجتمعي: حماية الإنسان أولًا
التحرك السريع من قبل شرطة الأحساء لم يكن محض صدفة، بل جاء كامتداد لمنظومة الأمن المجتمعي التي تعمل وفق توجيهات وزارة الداخلية، لملاحقة الجرائم الأخلاقية والانتهاكات المرتكبة ضد الفئات الضعيفة في المجتمع.
ومن خلال التعاون مع الفرق المختصة، يتم استقبال البلاغات عبر عدة قنوات منها:
- رقم الطوارئ 911
- تطبيق “كلنا أمن”
- مراكز الشرطة الموزعة في الأحياء
- البلاغات السرية عبر البريد الإلكتروني الرسمي
وقد أكدت وزارة الداخلية أكثر من مرة أن الإبلاغ عن الجرائم التي تستهدف الأطفال والأحداث هو واجب وطني وأخلاقي.
ما هو المقصود بـ”حدث” في القانون السعودي؟
في القانون السعودي، يُعرّف الحدث بأنه كل من لم يُكمل الثامنة عشرة من عمره، ويُعد ضمن الفئات المحمية بموجب أنظمة خاصة تُعنى بالطفولة والأحداث، مثل:
- نظام حماية الطفل
- نظام مكافحة التحرش
- نظام الحماية من الإيذاء
أي انتهاك تجاه الحدث، سواء كان جسديًا أو نفسيًا أو لفظيًا، يُعد جريمة موجبة للعقوبة، وتُطبّق بحقه أشد العقوبات حفاظًا على أمن المجتمع وسلامة الأطفال.
القوانين المطبقة في مثل هذه الحالات
تُعتبر جريمة التحرش بحدث من الجرائم الخطيرة التي لا يُمكن التهاون معها، ويخضع المتهم فيها للمساءلة وفق:
- نظام مكافحة التحرش (الصادر بالأمر الملكي في عام 2018)
- نظام الحماية من الإيذاء
- نظام الأحداث السعودي
- نظام مكافحة الاتجار بالأشخاص
وقد نصت المادة السادسة من نظام مكافحة التحرش على أن:
“يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تزيد على ثلاثمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من يرتكب جريمة تحرش.”
وتُشدد العقوبة في حال كان المجني عليه حدثًا، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو تربطه بالمتهم علاقة سلطة أو وصاية.
تفاعل الرأي العام.. غضب واسع ومطالبات بعقوبات رادعة
ما إن نُشر الخبر حتى امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة من رواد تويتر وإنستغرام وسناب شات، رافضةً أي تهاون مع الجريمة.
أبرز تعليقات النشطاء:
- “حماية الأطفال خط أحمر.. يجب تشهير كل من تسوّل له نفسه الاقتراب من براءتهم.”
- “شكراً لشرطة الأحساء على التحرك السريع.. هذا هو دور الأمن الحقيقي.”
- “نطالب بتطبيق أقصى العقوبات، وعدم التساهل مع أي اعتداء على القاصرين.”
وبالتزامن مع تصاعد التفاعل، أطلق ناشطون وسم #علي_عبدالرزاق_العبادي الذي تصدر الترند في عدة مناطق داخل المملكة، لا سيما في الأحساء والمنطقة الشرقية.
الإعلام الرسمي: التغطية بحذر ومسؤولية
التزمت الصحف السعودية الرئيسية، مثل عكاظ والرياض وسبق، بتغطية القضية من زاوية المسؤولية المجتمعية، دون الانجرار وراء تفاصيل تمس سمعة الضحايا أو تسبب ضررًا نفسيًا إضافيًا.
واكتفت بنشر البيانات الرسمية، مع التركيز على دور المؤسسات الأمنية والقانونية في تحقيق العدالة، وتوعية المجتمع بأهمية التبليغ عن أي سلوك مشبوه.
الدروس المستفادة من القضية
تُعتبر هذه الواقعة بمثابة جرس إنذار يُجدد النقاش حول عدة قضايا أساسية:
- تعزيز الرقابة الأسرية ومتابعة سلوكيات الأبناء داخل المنزل وخارجه
- رفع وعي الأطفال بحقوقهم وكيفية الدفاع عن أنفسهم
- تشجيع الإبلاغ عن الجرائم الأخلاقية دون خوف أو تردد
- التأكيد على أن القانون لا يفرق بين شخص وآخر، بل يُطبّق على الجميع
حماية الأحداث.. مسؤولية دولة ومجتمع
لطالما أكدت القيادة السعودية أن حماية الطفولة من الانتهاكات تأتي ضمن أولويات الدولة، وقد تم تأسيس العديد من المبادرات الحكومية التي تعنى بالأطفال، منها:
- برنامج الأمان الأسري الوطني
- خط نجدة الطفل 116111
- منصة بلّغ الرقمية
- مبادرة “وقاية” للتوعية المجتمعية
هل ستُعلن نتائج التحقيقات لاحقًا؟
وفق المتبع في مثل هذه القضايا، ستُحال القضية إلى النيابة العامة، حيث تُستكمل إجراءات التحقيق، ثم تُحال لاحقًا إلى المحكمة المختصة.
وقد تُصدر النيابة لاحقًا بيانًا توضيحيًا في حال صدور قرار بالإدانة أو حفظ القضية، بناءً على ما تثبته الأدلة والشهادات.
فقرة ختامية: حماية الأحداث أولاً.. لا تساهل مع المتحرشين
إن قضية علي عبدالرزاق العبادي، وما صاحبها من صدمة مجتمعية، تُعد تذكيرًا مؤلمًا بأهمية أن تبقى العدالة حارسةً للطفولة، وأن يكون القانون فوق الجميع، ولا مكان للمتجاوزين، مهما كانت أعمارهم أو خلفياتهم.
وقد أثبتت أجهزة الأمن في السعودية مرارًا أنها حازمة في تطبيق القانون، ولن تتوانى عن ملاحقة أي تهديد يمس أمان الأسرة والطفولة.