سبب وفاة عبدالعزيز بن عبدالله بن حسين السبر.. سيرة رجل عاش كريمًا ورحل مكرّمًا
في صمتٍ يليق بالعظماء، وفي يوم الجمعة المباركة، الموافق 13 شوال 1446هـ، فُجعت العاصمة الرياض بخبر وفاة عبدالعزيز بن عبدالله بن حسين السبر، أحد أبناء المجتمع الذين عُرفوا بالطيبة والتواضع، وسيرةٍ ملؤها الخُلق والمروءة والبر.
رحل الفقيد إلى جوار ربه الكريم، وترك خلفه إرثًا من المحبة والسمعة الطيبة، تجسدت في سيل الدعاء، وتوافد الجموع على جنازته، والحزن النبيل الذي لفّ من عرفه عن قرب أو سمع عنه من بعيد.
من هو عبدالعزيز بن عبدالله بن حسين السبر؟
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله السبر ليس شخصية عامة فحسب، بل مثال للرجل الذي عاش بهدوء، وعُرف بين الناس بأنه من أهل البر، ومحب للخير، ومؤازر للناس في أفراحهم وأتراحهم.
ولد في بيئة عُرفت بالتدين وحب العلم والناس، وترعرع في كنف قيم الأصالة والكرم، فشبّ رجلًا يفيض محبة وإحسانًا، ويشهد له القاصي والداني بحسن الخلق واللين في المعاملة.
لم يكن رجل أعمال يسعى للشهرة، ولا صاحب منصب يتباهى بسلطته، بل كان ممن يملكون القلوب بسمتهم وتواضعهم، وبكلمتهم الطيبة، وبسعيهم الصادق لإدخال السرور على غيرهم.
تفاصيل وفاة عبدالعزيز بن عبدالله بن حسين السبر
فُجع الناس بنبأ وفاته في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة 13 شوال 1446هـ الموافق 11 أبريل 2025م. ووفقًا لما أُعلن رسميًا، فقد أقيمت صلاة الجنازة بعد صلاة العصر في جامع الراجحي بحي الجزيرة بالرياض، ليُوارى جثمانه الطاهر في مقبرة النسيم، وسط دعوات بالرحمة، ومشهد مهيب من المشيعين.
تداول الناس خبر الوفاة عبر صفحات “وفيات السعودية” الشهيرة، ووصل عدد المتفاعلين على الخبر إلى أكثر من 39 ألف شخص خلال ساعات، وهو رقم كبير يدل على المحبة التي نالها الفقيد، وعلى عمق تأثيره في المجتمع.
وداع شعبي.. وحضور لافت من أبناء الرياض
شهدت الجنازة حضورًا كثيفًا، شمل رجال الدين، ووجهاء المجتمع، وأفراد القبائل، وأهالي الحي، وعددًا من محبيه من مختلف المدن، في مشهد نادر، عبّر عن المكانة التي احتلها عبدالعزيز السبر في قلوب من حوله.
وقدّم الحاضرون التعازي لأسرته الكريمة، وأبناء عمومته، وذويه، في جامع الراجحي، ثم رافقوه إلى مثواه الأخير في مقبرة النسيم، مرددين الدعاء، ومتأثرين برحيله المباغت.
ماذا قيل في رثائه؟ شهادات تفيض بالمحبة
انهالت التعليقات والرثاء من كل حدب وصوب. البعض كتب:
“كان من الناس الذين إذا حضرتهم شعرت بالطمأنينة.. رحل بهدوء كما كان دائمًا.”
وكتب آخر:
“عبدالعزيز السبر لا يُعوض. رجل لا يحب الأضواء لكنه يملأ المكان بطيبته. رحمه الله.”
وسيدة عجوز عُرف عنها ملازمتها المسجد علقت قائلة:
“كان يُحيّيني بابتسامة في كل صلاة جمعة.. الله يجعلها شاهدة له.”
سيرة حياة في ميزان البر
رغم قلة المعلومات الإعلامية حول تفاصيل مهنته أو مناصبه، إلا أن سيرته في المجتمع كانت أبلغ من أي لقب أو موقع. فمن أبرز ما يُذكر عن عبدالعزيز بن عبدالله بن حسين السبر:
- مساعدته للناس في السر: كان يمد يد العون دون أن يُشعر أحد، ويحب أن تُقضى الحوائج في الخفاء.
- إصلاح ذات البين: كان وسيط خير بين الناس، يدخل في الخصومات ليحلّها بالحكمة والكلمة الطيبة.
- الكرم في الاستقبال والوداع: بيته كان مجلسًا مفتوحًا، يستقبل الضيف كما لو أنه ابن الدار.
- الالتزام بالمسجد والصلاة جماعة: لا يُذكر اسمه إلا ويُقال إنه من المحافظين على الصلوات، خاصة صلاة الفجر والجمعة.
دعوات بالرحمة.. وتعاطف كبير من النشطاء
على تويتر وفيسبوك، تصدّر اسمه الترند في الرياض خلال يوم الجمعة، حيث كتب المئات عنه، وأطلق آخرون حملة دعاء عبر “تليجرام” و”واتساب”، لتخصيص ختمات قرآنية على روحه، ومشاركة صور وتعليقات لأبرز مواقفه في الحياة.
قال أحدهم:
“اللهم اغفر له وارحمه واجعل الفردوس الأعلى نزله ومأواه. لقد كان من الأخيار الصادقين.”
لماذا أثّر رحيله بهذا الشكل الكبير؟
لأن الشخصيات التي تبني حبها في القلوب لا تحتاج إلى منصات إعلامية كي تُذكر. وكان عبدالعزيز بن عبدالله بن حسين السبر كذلك.
- بسيط المظهر، عظيم الجوهر.
- لا يحمل في قلبه حقدًا، ولا على لسانه إلا الدعاء.
- يحب الخير ويفعله، دون مقابل، دون انتظار.
- وبالتالي، فإن أثره باقٍ، وسيرته ستكون مصدر إلهام لكثير من الشباب.
رثاء الأسرة وبيان التعزية
أصدرت عائلة الفقيد، في بيان رسمي مقتضب:
“بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعي والدنا المغفور له بإذن الله عبدالعزيز بن عبدالله بن حسين السبر، الذي وافته المنية صباح يوم الجمعة، ونسأل الله أن يتغمده برحمته الواسعة، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن لا يريكم مكروهًا في عزيز لديكم.”
الدعوة للاستمرار في برّه
من أجمل ما طُرح بعد وفاته، دعوات للمجتمع بالآتي:
- التبرع باسمه في المشاريع الخيرية.
- إقامة صدقة جارية عنه (كحفر بئر أو بناء مسجد).
- إقامة حلقات تحفيظ باسمه في المساجد.
- توزيع مصاحف أو إفطار صائم باسمه.
- كل هذه المبادرات، دليل على أن الفقيد لم يكن فقط فردًا، بل قيمة اجتماعية وإنسانية.
ما بعد الرحيل.. إرث إنساني باقٍ
ليس هناك ما يُخلّد الإنسان أكثر من دعاء الناس وذكراهم الطيبة. وعبدالعزيز السبر ترك وراءه:
- محبة الناس.
- حسن الأثر.
- ذكريات لا تُنسى.
- وهو ما يجعل رحيله نقطة بداية لاستمرار الخير، لا نهايته.
ختامًا: إنا لله وإنا إليه راجعون
برحيل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسين السبر، ودّعنا رجلاً لم يعرف الناس له خصومة، ولم يذكر عنه إلا كل خير.
نسأل الله تعالى أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يثبّته عند السؤال، ويجزيه بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا.
اللهم اجعل مقامه في عليين، وارزق أهله الصبر الجميل، ولا تحرمهم أجر المصيبة، ولا تفتنهم بعدها.