سبب وفاة الشيخ جارالله بن عبدالله القحطاني الحقيقي.. سيرة رجل البر والخير في تبوك

في يوم الجمعة الموافق 11 أبريل/ نيسان 2025، تلقت منطقة تبوك نبأ وفاة أحد أبرز رموزها الاجتماعية والخيرية، الشيخ جارالله بن عبدالله القحطاني، رجل الأعمال المعروف، الذي شكّل على مدار عقود نموذجًا يُحتذى في الكرم، التواضع، والمبادرة في الخير.

بوفاته، خيمت حالة من الحزن على مختلف شرائح المجتمع، إذ لم يكن الشيخ جارالله مجرد رجل أعمال ناجح، بل كان أبًا وأخًا للجميع، ووجهًا اجتماعيًا حاضرًا في كل تفاصيل المجتمع التبوكي.

من هو الشيخ جارالله بن عبدالله القحطاني ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

يُعد الشيخ جارالله بن عبدالله آل منعه آل علي القحطاني، أحد أبناء قبيلة قحطان العريقة، ومن أبرز الشخصيات المؤثرة في منطقة تبوك. عرف عنه سخاؤه، حُسن خلقه، تواضعه الجم، وحضوره اللافت في جميع الميادين الخيرية والمناسبات العامة.

ورغم أنه لم يكن يسعى إلى الأضواء أو الظهور الإعلامي، فإن سمعته الطيبة وأثره المجتمعي جعلاه محل تقدير كل من عرفه عن قرب أو من بعيد.

سبب وفاة الشيخ جارالله بن عبدالله القحطاني

رحل الشيخ جارالله بن عبدالله القحطاني إلى جوار ربه منتصف ليلة الجمعة 11 نيسان/ أبريل 2025، نتبجة ازمة صحية ناتجة عن التقدم في العمر وتم تشييع جثمانه عقب صلاة العصر من جامع البازعي في تبوك، في جنازة مهيبة حضرها عدد كبير من المشايخ، ووجهاء القبائل، والمسؤولين، وأبناء المنطقة من مختلف المدن.

وانتشرت صور ومقاطع الفيديو من الجنازة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف عن حزنهم لفقدان أحد أعمدة الخير في المنطقة.

سيرة رجل لا تُنسى: من التجارة إلى العمل الإنساني

ولد الشيخ جارالله بن عبدالله القحطاني في أسرة معروفة بكرمها وأصالتها، وشبَّ على قيم النخوة والشهامة التي تنغرس في تربية أبناء القبائل.

وفي وقت مبكر من حياته، بدأ مسيرته في عالم التجارة والاستثمار، حتى أصبح من أهم رجال الأعمال في تبوك، وركنًا أساسياً في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

لكن ما يميّز الرجل أكثر من نجاحه التجاري، هو إيمانه العميق بمبدأ “المال في خدمة المجتمع”، حيث كان دائم القول:

“ثروتي الحقيقية ليست في الحسابات، بل في دعوات الأرامل والمحتاجين.”

أعماله الخيرية: بصمات لا تمحى

1. دعم الجمعيات الخيرية

كان الشيخ جارالله من أكبر الداعمين للجمعيات الخيرية في تبوك، لا سيما تلك المعنية بـ:

  • كفالة الأيتام
  • رعاية الأرامل والمطلقات
  • دعم الأسر المتعففة
  • تغطية تكاليف العمليات الطبية

2. بناء المساجد والمدارس

أسهم في بناء عدة مساجد في تبوك والقرى المجاورة، كما دعم مشاريع التعليم وبناء المدارس، لا سيما في المناطق النائية.

3. مبادرات موسمية

خلال شهر رمضان، كان منزله مفتوحًا يوميًا لموائد الإفطار، وعُرف عنه توزيع السلال الغذائية على المحتاجين بشكل سنوي، فضلاً عن كفالة العديد من المعتمرين والحجاج على نفقته الخاصة.

4. دعم المشاريع الصغيرة

كان من الداعمين للشباب الطموحين، حيث وفر التمويل والإشراف لعدد من المشاريع الريادية في تبوك، مساهمًا في توفير فرص العمل.

شخصية محبوبة وأب للجميع

لم يكن الشيخ جارالله رجل مال فقط، بل كان صاحب كلمة وموقف، يشهد له الجميع بطيب النفس، وحرصه على الصلح بين المتخاصمين، وسعيه في إصلاح ذات البين.

عرف عنه الهدوء والاتزان، والابتسامة التي لا تفارقه، وكان يشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم دون تكلّف.

الحزن يعمّ منصات التواصل الاجتماعي

فور انتشار خبر وفاته، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء مفتوح، حيث تسابق المغردون على تويتر، ومنشورات الفيسبوك، وحتى تطبيقات واتساب، لنعي الفقيد، والدعاء له.

كتب أحدهم:

“رحم الله الشيخ جارالله القحطاني، لم نعرفه إلا رجل خيرٍ وسخاء، نسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى.”

في حين علّق آخر:

“كان من الرجال الذين يعملون في صمت، ويرحلون في صمت، لكن ذكراهم تبقى صاخبة في قلوبنا.”

التعازي تتوالى

تعازي رسمية وشعبية

تلقى أبناء الشيخ وذووه مئات برقيات التعزية من وجهاء القبائل، ورجال الدين، والمواطنين العاديين.
كما قدمت قبيلة قحطان أحرّ تعازيها في فقدان أحد رجالها الكرام، الذي كان يمثل قيمة وقامة لكل من يعرف القبيلة وتاريخها.

لماذا يُعد رحيله مؤلمًا؟

لأن الشيخ جارالله كان بمثابة “مؤسسة خيرية متنقلة”، وحلقة وصل بين المجتمع ومشاكله.

غيابه يعني فراغًا كبيرًا في ساحة العمل التطوعي والاجتماعي، ويترك مسؤولية كبرى على من خلفه في مواصلة إرثه.

هل سيُخلَّد اسمه؟

  • نعم، ليس فقط بسبب أعماله الخيرية، بل أيضًا لأنه كان رمزًا للصدق، والنبل، والتدين المعتدل.

هناك مطالب شعبية اليوم بأن يُطلق اسمه على:

  • أحد المراكز الخيرية في تبوك
  • مسجد في حيّ شعبي
  • شارع رئيسي أو مرفق عام

كوسيلة لتخليد أثره الطيب، وتعليم الأجيال أن العظمة لا تُقاس بحجم المال، بل بأثره.

رسالة إلى جيل الشباب

  • قصة الشيخ جارالله بن عبدالله القحطاني هي درس حي لكل شاب سعودي وعربي:
  • أن النجاح الحقيقي لا يكون في الشهرة أو الأرقام، بل في القلوب التي تدعو لك بعد رحيلك.

ختامًا: وداعًا يا رجل البر

بفقدان الشيخ جارالله، خسر المجتمع التبوكي والسعودي شخصية عظيمة، لا تُعوّض، ولكن يبقى أمله اليوم أن يُكمل أبناؤه وذووه مسيرته بنفس الصدق والنقاء، وأن يبقى اسمه منقوشًا في ذاكرة أهل الخير.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويجزيه خيرًا عمّا قدّم، وأن يجمعه بالصالحين من عباده في الفردوس الأعلى.

أيمن سعيد

محرر علمي يتمتع بمهارات تحرير قوية واهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، قادر على شرح المفاهيم العلمية المعقدة بطريقة سهلة الفهم، يجيد كتابة المقالات العلمية والتقارير البحثية، لديه خبرة في تحرير محتوى علمي متنوع، يتابع أحدث الاكتشافات والتطورات العلمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !