سبب وفاة الشيخ عبد العزيز بن محمد الدغيثر.. تفاصيل الجنازة وردود الفعل المؤثرة
في صباح يلفّه الحزن، ودّعت المملكة العربية السعودية أحد أبنائها البررة، وركنًا من أركان الأخلاق والوقار، برحيل الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الحسن الدغيثر، الذي انتقل إلى جوار ربه وسط حالة من التأثر الشديد بين محبيه ومتابعيه.
لم يكن الشيخ عبد العزيز مجرد اسم في قائمة الشيوخ أو الأعيان، بل كان شخصية مرموقة يُشهد لها بالعلم، والحكمة، والخلق الرفيع. فقد أفنى عمره في خدمة الدين والوطن والمجتمع، وكان حاضرًا في المحافل الدينية والاجتماعية، ومحبوبًا لدى كل من عرفه.
وجاء إعلان الوفاة عبر صفحة الأسرة على منصة “إكس”، حيث نُشر الخبر بكل وقار، مع تحديد موعد الصلاة والدفن لمن أراد أن يُشارك في وداع الراحل الأخير. وقد تفاعل المئات مع المنشور، مقدمين خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد.
في مثل هذه اللحظات، لا يسع المرء إلا أن يتأمل في أثر الطيبين، وكيف تظل ذكراهم خالدة في قلوب الناس. الشيخ عبد العزيز لم يكن فقط رجل دين، بل كان رمزًا للعطاء، والرحمة، والاعتدال في القول والعمل.
في هذا المقال، نرصد لكم تفاصيل سبب وفاة الشيخ عبد العزيز الدغيثر، ومراسم الجنازة، وردود الفعل التي تبعت الإعلان، ونتأمل في الأثر الذي تركه في حياة الناس من حوله، داخل المملكة وخارجها.
سبب وفاة الشيخ عبد العزيز بن محمد الدغيثر
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يُعلَن عن سبب رسمي ودقيق لوفاة الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الحسن الدغيثر، إلا أن مصادر قريبة من الأسرة ترجّح أن الوفاة جاءت بأسباب طبيعية، نتيجة تقدمه في السن، بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل الخيري.
ويُشار إلى أن الشيخ لم يكن يعاني من أمراض مزمنة معروفة مؤخرًا، بل كان يتمتع بصحة جيدة نسبيًا، مما جعل خبر وفاته مفاجئًا وصادمًا للكثير من محبيه الذين لم يتوقعوا هذا الرحيل المفاجئ.
موعد الصلاة على الشيخ عبد العزيز ومكان الدفن
أعلنت أسرة الشيخ عبد العزيز أن الصلاة عليه ستُقام بعد صلاة العصر من يوم الاثنين الموافق 10 شوال 1446هـ، الموافق 29 أبريل 2025م، في جامع الملك خالد بأم الحمام، أحد أشهر المساجد في مدينة الرياض والذي يُقام فيه عادة وداع عدد من كبار الشخصيات.
أما مكان الدفن فكان في مقبرة عرقة، وهي من المقابر الكبيرة التي احتضنت أجساد كثير من أعلام المملكة، لتكون مثواه الأخير وسط دعوات أحبته، ودموع المودعين.
دعوات بالرحمة والمغفرة من محبيه
ما إن انتشر خبر الوفاة على منصات التواصل الاجتماعي حتى انهالت الآلاف من الدعوات وعبارات الرثاء، تعبيرًا عن الحب الكبير الذي حظي به الشيخ عبد العزيز، خاصة من أولئك الذين تتلمذوا على يديه أو سمعوا خطبه أو تعاملوا معه عن قرب.
وكتب الكثيرون تغريدات ومشاركات جاء فيها:
“رحم الله الشيخ عبد العزيز الدغيثر، كان وجهًا للخير والبركة، لا يُذكر إلا بكل خير.”
“اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.”
“نعزي أنفسنا وأسرته الكريمة برحيل هذا الرجل الطيب، جزاه الله عنا خير الجزاء.”
من هو الشيخ عبد العزيز الدغيثر؟
ينتمي الشيخ عبد العزيز الدغيثر إلى أسرة آل الدغيثر المعروفة في المملكة، والتي عُرفت بأصالتها، وارتباطها بالعلم والدين والخدمة المجتمعية. وقد نشأ الشيخ في بيئة علمية محافظة، وأكمل دراسته في العلوم الشرعية، لينطلق بعد ذلك في مجال الدعوة، والتعليم، والإرشاد.
خلال حياته، كان نموذجًا للعالم المتواضع، الذي لا يبحث عن الأضواء، وإنما يعمل في صمت، ويُوجّه الناس بالحكمة والموعظة الحسنة. شارك في الكثير من الأعمال الخيرية، وأسهم في توجيه الشباب، ودعم الأسر المتعففة، وكان محبوبًا في كل محفل يُشارك فيه.
إرثه العلمي والدعوي
رغم أن الشيخ لم يكن من الشخصيات الإعلامية التي تظهر كثيرًا على الشاشات، إلا أن أثره كان واضحًا في حلقات العلم، والندوات الشرعية، والدروس التي كان يقدمها في المساجد والمجالس الخاصة.
وقد عُرف بمنهجه الوسطي، الذي يجمع بين الالتزام والرحمة، ويبتعد عن الغلو أو التشدد. وكان دائمًا ما يشجع على الحوار والتسامح، ويربط بين الشريعة والحياة اليومية بشكل يسير يُقرّب الدين إلى الناس.
ماذا قال الناس عن الشيخ عبد العزيز؟
من اللافت في رحيل الشيخ عبد العزيز أنه لم يكن معروفًا فقط في الأوساط الدينية، بل كان شخصية اجتماعية محبوبة، له علاقات واسعة مع أهل الحي، والتجار، والطلبة، وروّاد المساجد. وفي وداعه، عبّر كثيرون عن التأثر العميق بهذا الفقد الكبير.
كتب أحدهم على “إكس”:
“كان لا يمر أسبوع دون أن يسأل عن أحوال أهل الحي، رجل مبادر، لا ينتظر أن يُطلب منه، بل يبادر دومًا في الخير.”
وأضاف آخر:
“اللهم إن عبدك عبد العزيز بن محمد قدم إلينا بالخير والدعوة، فاجزه عنّا خير الجزاء، واجعل دعواتنا له نورًا في قبره.”
جامع الملك خالد.. محطة وداع لكبار الشخصيات
اختيار جامع الملك خالد بأم الحمام ليكون مكان صلاة الجنازة لم يكن صدفة. فالمسجد يُعد من أبرز المعالم الدينية في الرياض، ويحتضن جنازات عدد كبير من الشخصيات المرموقة في المملكة، لما يتميز به من تنظيم وروحانية، ومكانة اجتماعية كبيرة.
الجنازة التي شهدها الجامع كانت مهيبة، حضرها جمع من العلماء، ووجهاء المجتمع، والناس العاديين، الذين حضروا من مناطق مختلفة لتوديع الشيخ في مشهد مؤثر ومهيب.
مقبرة عرقة.. مثوى الكبار
بعد الصلاة، تم نقل جثمان الشيخ إلى مقبرة عرقة، وهناك تمت مراسم الدفن وسط دعوات من الحاضرين، وتلاوات قرآنية، وسكينة مؤثرة. هذه المقبرة تضم عددًا من الشخصيات المعروفة في المملكة، وكان الراحل أهلًا لأن يكون بينهم، بما تركه من أثر طيب في الحياة.
فقرة ختامية: الذاهبون بأعمالهم.. والباقون بأثرهم
الرحيل حق لا مفر منه، لكن هناك من يبقى بعد وفاته بأعماله، وسيرته العطرة، ومحبّة الناس. والشيخ عبد العزيز الدغيثر كان أحد هؤلاء. رجل جمع بين العلم والتواضع، بين الدين والإنسانية، بين الحكمة والود.
سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة كل من عرفه، وسيرته تُروى في المجالس كنموذج للعطاء الصامت، والإخلاص الدائم. فطوبى له هذه الخاتمة الطيبة، وطوبى لأسرته هذا الإرث النقي.