أسباب وفاة الشيخ صالح بن ناصر الخليوي .. من هو مؤسس شركة بودل للفنادق والسيرة الذاتية الكاملة للرائد السياحي السعودي

في مشهد وداعٍ مهيب، خيم الحزن على الساحة الاقتصادية والسياحية في المملكة العربية السعودية بعد الإعلان عن وفاة الشيخ صالح بن ناصر الخليوي، أحد أهم رواد صناعة الضيافة والفنادق في الوطن العربي، ومؤسس مجموعة بودل للفنادق والمنتجعات التي أصبحت عنوانًا للتميز والرفاهية في عالم السياحة.

لم يكن الشيخ صالح مجرد رجل أعمال، بل كان رمزًا لعصرٍ كامل من التحول الاقتصادي، ورائدًا في قطاع السياحة والضيافة الذي لم يكن يحظى بالاهتمام الكافي قبل أن يدخل هذا المجال برؤيته الثاقبة وشغفه بالتطوير. من متجر بسيط في مدينة حفر الباطن، إلى إمبراطورية فندقية تضم أكثر من 40 فندقًا تحت علامات تجارية فاخرة مثل “نارسيس”، “بريرا”، و”عابر”… قصة تستحق أن تُروى.

في هذا المقال، نأخذك في رحلة داخل حياة الشيخ صالح بن ناصر الخليوي، نستعرض خلالها سبب وفاته، نشأته، أبرز محطات نجاحه، وكيف ساهم في تحويل السياحة السعودية من فكرة ناشئة إلى واقع عالمي.

عاجل: وفاة الشيخ صالح بن ناصر الخليوي بعد صراع مع المرض

توفي الشيخ صالح بن ناصر الخليوي يوم الأحد 8 شوال 1446هـ الموافق 6 نيسان/ أبريل 2025م، بعد معاناة طويلة مع المرض، بحسب ما أكدت مصادر متعددة على منصات التواصل الاجتماعي، أبرزها منصة X (تويتر سابقًا). لم تُفصح العائلة أو المؤسسة عن تفاصيل دقيقة حول طبيعة المرض، إلا أن ما هو مؤكد أن حالته الصحية كانت تتدهور منذ فترة، إلى أن وافته المنية.

وقد تم أداء صلاة الجنازة على الفقيد يوم الإثنين 9 أكتوبر 1446هـ بعد صلاة العصر في جامع المهيني بمدينة الرياض، ووري جثمانه الثرى في مقبرة الشمال، وسط حضور واسع من رموز قطاع الأعمال، شخصيات رسمية، ومحبيه من مختلف أنحاء المملكة.

من هو الشيخ صالح بن ناصر الخليوي ويكيبيديا؟

الشيخ صالح بن ناصر بن مزيد الخليوي هو رائد من رواد الاقتصاد السعودي في القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين، وواحد من الأسماء البارزة التي ساهمت في تشكيل هوية السياحة المحلية.

  • مكان الولادة: مدينة الرس – منطقة القصيم – المملكة العربية السعودية
  • نشأته: نشأ في بيئة بسيطة، متشبعة بقيم العمل، الالتزام، والاعتماد على الذات.
  • الانتقال إلى حفر الباطن: في أوائل خمسينيات القرن الماضي (1370هـ تقريبًا)، انتقل إلى مدينة حفر الباطن ليبدأ أول مشاريعه التجارية.

بداياته: من متجر صغير إلى تاجر ناجح

لم يبدأ الشيخ صالح مسيرته بثروة أو دعم خارجي، بل اعتمد على الاجتهاد والمثابرة، فافتتح متجرًا بسيطًا لبيع المواد الغذائية والكماليات، وكان يستورد بعض المنتجات من سوريا.

ثم تطورت نشاطاته إلى التجارة في المواد الغذائية بالجملة، حيث أسس ثلاجة تجارية باسمه، وكانت من أوائل المشاريع المماثلة في المنطقة، مما جعله اسمًا معروفًا في الأوساط التجارية المحلية.

تأسيس شركة بودل للفنادق والمنتجعات: بداية الحلم الكبير

في عام 1959م، أسس “مؤسسة صالح بن ناصر الخليوي وأولاده التجارية”، التي أصبحت لاحقًا النواة الأولى لما يعرف اليوم بـ”مجموعة بودل”.

وفي عام 1985م، اتخذ خطوة جريئة نحو قطاع ناشئ في ذلك الوقت داخل المملكة: الصناعة الفندقية. فأنشأ أول فندق له تحت اسم “الخليوي” في مدينة حفر الباطن.

ومن هنا، بدأت ثورة الضيافة السعودية، وتوسعت المجموعة لتشمل عشرات الفنادق في مختلف مناطق المملكة، بل ووصلت إلى الكويت أيضًا.

مجموعة بودل للفنادق: إنجازات تكتب بماء الذهب

بحلول عام 2019م، أصبحت بودل واحدة من أكبر مشغلي الفنادق السعوديين، بإجمالي:

  • أكثر من 40 فندقًا حول المملكة وخارجها.
  • أكثر من 3900 غرفة فندقية.
  • علامات تجارية فاخرة مثل:
  • نارسيس: الوجهة الفاخرة للنخبة.
  • بريرا: نمط حياة عصري وراقي.
  • عابر: للفنادق الذكية الاقتصادية.
  • بودل: الماركة الأم التي تمثل الأصالة والجودة.

وحصلت المجموعة على عدة جوائز محلية وعالمية، من أبرزها:

  • جائزة التميز السياحي السعودي.
  • أفضل مشغل فندقي محلي.
  • جوائز الجودة في خدمة العملاء.

دعم العائلة: أبناء الشيخ ودورهم في النجاح

كان للشيخ صالح أبناء دعموا مسيرته وساهموا في تطوير المؤسسة حتى تحولت إلى شركة ضخمة. وقد تعاون معهم في مختلف المراحل:

  • محمد، سيف، مزيد، خالد، ناصر، عبدالعزيز – شاركوا في الإدارة والتخطيط.
  • في عام 1989م، تحولت المؤسسة إلى شركة تضامنية.
  • وبعد 22 عامًا، أصبحت شركة مساهمة مغلقة، مما منحها قوة إدارية ومالية أكبر.

مساهماته المجتمعية والاقتصادية

لم يكن الشيخ صالح مجرد رجل أعمال، بل كان له دور إنساني واجتماعي فعال:

  • دعم جمعيات خيرية في مختلف مناطق المملكة.
  • ساهم في مبادرات إسكان الأسر المحتاجة.
  • شارك في تمويل مشاريع شبابية صغيرة.
  • دعم برامج تعليمية وتدريبية داخل مجموعته.

لحظة الرحيل: وداع أيقونة سعودية بصمتها لا تُنسى

رحل الشيخ صالح بن ناصر الخليوي عن عمر يُرجّح أنه تجاوز الثمانين عامًا، بعد سنوات من البذل والعطاء.

ومع رحيله، فقدت المملكة شخصية اقتصادية مبدعة أثرت في مئات الموظفين، وآلاف العملاء، وعشرات المشاريع التي استفادت من خبرته ورؤيته الثاقبة.

لكنه ترك إرثًا حيًا ينبض في كل غرفة من غرف فنادقه، وكل موظف حمل اسمه، وكل فكرة تحوّلت إلى تجربة سياحية فاخرة.

كلمات مؤثرة من شخصيات عامة ورجال أعمال

على منصة X، سارع الآلاف بنعي الشيخ صالح، من بينهم:

  • رجال أعمال معروفون: أشادوا برؤيته القيادية.
  • شخصيات سياحية: وصفوه بـ”عرّاب السياحة الفندقية في المملكة”.
  • مواطنون ومقيمون: تحدثوا عن أخلاقه وتواضعه ودعمه الدائم لذوي الحاجة.

إرث صالح الخليوي في ذاكرة الضيافة السعودية

يكفي أن نذكر أن اسم “بودل” اليوم يُنظر إليه كرمز:

  • للجودة في الخدمات الفندقية.
  • للريادة في قطاع كان مهمشًا.
  • للقيادة بالأفعال، لا بالكلام.
  • للرجل الذي بدأ من الصفر، ووصل إلى القمة دون أن ينسى من أين بدأ.

ماذا بعد وفاته؟ هل يستمر مشوار بودل؟

بحسب مصادر قريبة من المجموعة، فإن أبناء الشيخ صالح مستمرون في تنفيذ رؤيته التوسعية، وهناك:

  • مشاريع جديدة قيد الإنشاء.
  • خطة لتوسيع العلامة التجارية خارج الخليج.
  • تدريب كوادر شبابية لإدارة المستقبل.

رقية أحمد

كاتبة شابة واعدة، تتميز بنظرتها الثاقبة وحسها الفني المرهف. تمتلك قدرة فائقة على صياغة الكلمات وتحويلها إلى لوحات فنية تعكس الواقع وتلامس وجدان القارئ. تتناول رقية في كتاباتها قضايا متنوعة، من الحياة اليومية والتجارب الشخصية إلى القضايا الاجتماعية والثقافية الملحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !