ما سبب وفاة ماطر الذايدي عن عمر 78 عامًا؟ سيرة رجل عاش محترمًا ورحل مأسوفًا عليه
في صباح حزين غلب عليه السكون والأسى، استيقظت الكويت على خبر وفاة أحد رموز الحكمة والوقار في المجتمع المحلي، حيث أعلنت عائلة الذايدي وفاة الشيخ الجليل ماطر كياد الذايدي، الملقب بـ“أبو مشعل”، عن عمر ناهز الـ 78 عامًا، وذلك في صباح يوم الخميس الموافق 22 مايو 2025، بعد حياة زاخرة بالكرامة والعطاء والمواقف النبيلة.
الشيخ ماطر لم يكن مجرد رجل مسنّ بين أبناء قبيلته، بل كان “العم” الذي يجمع، والحكيم الذي يُرجع إليه في الخصام، والمرجع الشعبي في الرأي والمشورة. وقد عبّرت شخصيات عدة، من إعلاميين وشيوخ قبائل ونشطاء مجتمع، عن حزنهم العميق لرحيله، مُجمعين على أنه رحيلٌ لا يُعوّض، وخسارة لا تمس العائلة فحسب بل تمس مجتمعًا بأسره.
الراحل كان يُعرف ببساطته وطيبته، وكان يُكرم ضيوفه بنفسه، ويقف مع المحتاجين دون إعلان، ويحرص على الحضور في المناسبات الاجتماعية، مُعززًا أواصر القربى والتآخي بين أبناء الكويت من مختلف الفئات. وهذا ما جعل وفاته تُحدث ردة فعل وجدانية مؤثرة على مختلف منصات التواصل.
تفاعل المجتمع كان واسعًا، لا سيما بعد أن نعاه الإعلامي الكويتي عبدالكريم العبدالله عبر منصة “إكس”، مؤكدًا أن الراحل هو والد مراقب الحسابات السابق في قطاع الشؤون المالية، عبدالله ماطر الذايدي، وقد تمنى له الرحمة والمغفرة، ودعا لأسرته بالصبر والثبات.
في هذا المقال، نستعرض سبب وفاة الشيخ ماطر الذايدي، سيرته الذاتية، مكانته الاجتماعية، تفاصيل الدفن، وردود الفعل المجتمعية، مع عرض واقعي صادق لحياة رجل لم يركض خلف الأضواء، لكنه أصبح نجمًا في قلوب الناس.
ما سبب وفاة ماطر الذايدي؟
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يتم الإعلان رسميًا عن سبب طبي دقيق لوفاة ماطر الذايدي، إلا أن المعلومات المتوفرة من مصادر قريبة من العائلة تشير إلى أنه توفي وفاة طبيعية بعد معاناة مع أمراض الشيخوخة خلال الأشهر الأخيرة.
الراحل كان قد دخل مرحلة صحية حرجة مؤخرًا، وتم نقله أكثر من مرة إلى المستشفى، حيث وُضع تحت المراقبة الطبية نتيجة مضاعفات مزمنة تتعلق بكبر السن، لكنه بقي محتفظًا بهدوئه وإيمانه حتى آخر لحظة، بحسب أفراد العائلة.
التوقيت والمكان:
- تاريخ الوفاة: الخميس 22 مايو 2025
- الوقت: صباحًا
- مكان الوفاة: منزل العائلة – منطقة الجهراء، دولة الكويت
من هو ماطر الذايدي ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
- الاسم الكامل: ماطر كياد الذايدي
- اللقب: أبو مشعل – ويُعرف مجتمعيًا بـ”العم”
- العمر: 78 عامًا (مواليد 1947)
- القبيلة: قبيلة عنزة – إحدى أبرز وأعرق القبائل في الجزيرة العربية، والتي لعبت أدوارًا مهمة في التاريخ الاجتماعي والسياسي للكويت والخليج.
- مكان الإقامة: محافظة الجهراء – الكويت
- الحالة الاجتماعية: متزوج وله أبناء وأحفاد، أبرزهم:
عبدالله ماطر الذايدي – مراقب حسابات سابق في وزارة الشؤون المالية
النشاط الاجتماعي:
- ناشط في مجال الإصلاح بين الناس
- داعم للأعمال الخيرية والإنسانية
- معروف بحضوره في المجالس العامة والخاصة
لماذا لُقب بـ”العم”؟
ماطر الذايدي لم يكن الأكبر سنًا فقط، بل كان الأكبر مقامًا في أعين الكثيرين. ولقب “العم” لم يُطلق عليه من باب المجاملة، بل نتيجة:
- سعة صدره وحكمته.
- حنانه ووقاره.
- تدخله لحل النزاعات الأسرية والقبلية.
- احترامه الكبير لأفراد المجتمع كبارًا وصغارًا.
وقد عُرف عنه أنه كان أبًا رمزيًا لمئات الأشخاص ممن قصده في مشورة أو موقف أو حاجة، وكان دائمًا حاضرًا بمروءة لا تطلب جزاءً ولا شكورًا.
تفاصيل الجنازة ومكان الدفن
أعلنت العائلة أن جثمان الفقيد سيتم تشييعه بعد صلاة العصر من يوم الوفاة، الخميس 22 مايو، حيث:
الصلاة:
- في أحد مساجد محافظة الجهراء (الجامع الكبير)
الدفن:
- في مقبرة الجهراء – المقبرة التي تضم العديد من رموز المجتمع الكويتي.
حضور كبير متوقّع:
- شيوخ قبائل
- وجهاء المجتمع
- شخصيات إعلامية وممثلون عن الوزارات والدوائر الرسمية
التعازي وردود الفعل المجتمعية
نشر الإعلامي عبدالكريم العبدالله تغريدة مؤثرة قال فيها:
“انتقل إلى رحمة الله تعالى والد مراقب الحسابات السابق عبدالله ماطر الذايدي، وسيوارى الثرى اليوم بعد صلاة العصر بمقبرة الجهراء. تعازينا الحارة للأخ الفاضل بو أنس ولأسرته الكريمة.”
كما رصد “عرب ميرور” عشرات التغريدات والرسائل على منصة “إكس”، جميعها تتشارك الحزن والدعاء:
- “خالص العزاء لقبيلة عنزة العريقة في وفاة عميدها الرجل الوقور ماطر الذايدي.”
- “الفقيد كان رجل خير وبر، نحسبه كذلك، ولا نزكي على الله أحدًا.”
- “اللهم اجعل مثواه الجنة ووسع عليه قبره، واجعل البركة في ذريته.”
أثره في المجتمع: ما لا يُنسى
الراحل كان يحرص على إصلاح ذات البين، ويتدخل في المشكلات الأسرية، ويدعم الزواج والمصالحات، ويزور المرضى، ويحضر الجنازات، ويواسي الثكالى، ويبتسم في وجه الجميع.
وكان أيضًا من المحافظين على صلاة الجماعة في المسجد، ويجلس في الصفوف الأولى، دون رياء أو استعراض، بل تواضعًا وعبادة خالصة.
أبناء الحي يعرفونه بـ:
- الوجه البشوش
- الراعي لحارات الجهراء
- صاحب الصوت الهادئ والنبرة الحكيمة
من أقوال من عرفوه:
- “كان إذا دخل مجلسًا، خفتت الأصوات احترامًا له.”
- “كان رجلًا لا يرضى بالظلم، ولا يترك أحدًا في ضيق دون أن يمد له يده.”
- “كان قلبه كبيرًا كالصحراء، يسع الجميع دون تفرقة.”
كيف تخلد المجتمعات رجالًا كهذا الرجل؟
حين يموت رجلٌ عادي، يُذكر لفترة ثم يُنسى، لكن حين يرحل رجل من معدن ماطر الذايدي، تظل ذكراه حية في القلوب والقصص. تذكره الأرامل، ويحن إليه الأطفال الذين أطعمهم، ويتحدث عنه الشباب الذين ساندهم، وتبكيه الأمهات اللواتي واساهن حين فقدن أبناءهن.
هؤلاء هم رجال البركة، الذين يُشيّدون بأفعالهم جسورًا بين قلوب الناس، حتى بعد رحيلهم.
دعاء ختامي للفقيد
اللهم يا واسع المغفرة، يا حي يا قيوم، اجعل قبر عبدك ماطر الذايدي روضة من رياض الجنة، وثبته عند السؤال، واجعل أعماله شاهدة له لا عليه. اللهم اجعل مرضه وتعبه شفيعًا له، واجعل لقاءه بك لقاء الأحبة.
اللهم اجبر كسر ذويه، واغفر لنا ولهم، واجعلنا من المتحابين فيك.
خاتمة: فقدنا رجلًا.. لكننا ربحنا سيرته
برحيل الشيخ ماطر كياد الذايدي، خسرنا أحد رموز العطاء الصامت في مجتمعنا. لكنه ترك لنا سيرةً نقيةً، وسلوكًا بسيطًا، وقيمًا لن تموت. فلتكن ذكراه منارةً في مجالس الرجال، وعبرة في زمن تغيرت فيه المفاهيم.