قصة مسلسل سفاح التجمع 2025 – من البطل الحقيقي؟ وما مصير المسلسل الآخر؟

بعد النجاح الساحق الذي حققه مسلسل “سفاح الجيزة”، وما تبعه من حالة رعب نفسي غرست جذورها في عقول المشاهدين، يعود التلفزيون المصري والعربي مجددًا إلى دراما الجرائم الواقعية، وهذه المرة عبر عمل جديد أكثر إثارة للجدل والغموض بعنوان “سفاح التجمع”.

منذ لحظة الإعلان عنه، أثار المسلسل ضجة واسعة ليس فقط بسبب موضوعه المثير، بل بسبب الجدل القانوني والإنتاجي بين شركتين تتنافسان على ملكيته، ووجود نجمين بارزين في الحلبة هما “أحمد الفيشاوي” و”حسن الرداد”، ما جعل الجمهور في حيرة: من البطل الحقيقي؟ ومن يملك القصة؟ ومن الذي سيقدم النسخة الأصلية؟

ومع استعداد منصة “شاهد VIP” لعرض المسلسل أونلاين خلال موسم صيف 2025، تتوجه الأنظار صوب هذا العمل الذي يعد الجمهور بأنه سيكون أكثر بشاعة وغموضًا من “سفاح الجيزة”، وبأن الحكاية هذه المرة ستكون مستوحاة من ملف حقيقي أكثر سوداوية مما تتخيل.

قصة مسلسل سفاح التجمع 2025: الشر يسكن الوجوه المألوفة

قصة مسلسل “سفاح التجمع” ليست مجرد سرد لجرائم قتل، بل هي غوص عميق في نفسية القاتل المتسلسل الذي لم يكن يخيف ضحاياه فقط، بل خدعهم بثقة مفرطة. فالبطل – السفاح – لم يقتحم البيوت بالقوة، بل دخلها كـ “صديق” و”شخص مألوف”، ليصنع نهاية مأساوية لكل من وثق فيه.

وفق التسريبات، تدور الأحداث حول رجل في الثلاثينات من عمره، مثقف ولبق وهادئ الطباع، يُظهر للناس وجهًا وديعًا، بينما يُخفي داخله وحشًا مهووسًا بالسيطرة والموت. يتنكر، ينسج الأكاذيب، ويخدع ضحاياه عبر مسارات نفسية معقدة، ليصل بهم إلى خيانة الثقة ثم القتل البارد.

المسلسل مبني جزئيًا على جرائم حقيقية وقعت في منطقة “التجمع الخامس” بالقاهرة، حيث قُتلت ثلاث سيدات بطرق غامضة، ويُزعم أن الفاعل واحد. وعلى الرغم من أن القضية لا تزال في المحكمة، فإن المسلسل يأخذ من هذه الأحداث هيكلًا دراميًا، ويعيد تقديمها في قالب من التشويق النفسي والرعب الواقعي.

أحمد الفيشاوي في دور البطولة.. أداء يثير الجدل

اختيار أحمد الفيشاوي لتجسيد دور “سفاح التجمع” لم يكن محض صدفة. فالنجم المعروف بجرأته واختياراته غير التقليدية، يدخل هذه المرة تجربة قد تكون الأكثر سوداوية في مسيرته. الفيشاوي، الذي أثار الجدل مؤخرًا بتصرفاته خلال العروض السينمائية، يبدو أنه قرر التحول من فوضوي مثير للجدل إلى ممثل ينغمس في أعماق الشر الإنساني.

بحسب تصريحات المنتج أيمن يوسف، فإن الفيشاوي كان المرشح الأول للدور، وقد بدأ تدريبات مكثفة على الأداء النفسي والجسدي، حتى يكون “أقرب ما يكون لقاتل حقيقي يعيش بيننا دون أن نشعر”.

الجدل القانوني بين النسختين.. من يملك الحق الرسمي؟

لكن وراء الكواليس، لا تقل الحبكة الدرامية عن القصة نفسها. فبالتزامن مع إعلان المنتج أيمن يوسف عن مسلسله “سفاح التجمع”، تفاجأ الجمهور بأن هناك مشروعًا آخر بنفس الاسم، من إنتاج السبكي وبطولة حسن الرداد وتأليف محمد صلاح العزب.

ليشتعل الجدل، ويبدأ صراع قانوني علني حول ملكية العنوان والقصة، ويظهر سؤال مشروع: من له الحق في إنتاج هذا المسلسل؟ وهل سنشهد نسختين مختلفتين من نفس العمل؟

رد المنتج أيمن يوسف: هذا هو المشروع الوحيد المرخص

المنتج أيمن يوسف لم يتأخر في الرد، وأصدر بيانًا رسميًا أكد فيه أن مسلسله هو المشروع الوحيد الحاصل على ترخيص من الرقابة على المصنفات الفنية. ونشر على حسابه الشخصي صورة الترخيص الرسمي، مؤكدًا أن القانون المصري لا يسمح بإنتاج عملين يحملان نفس الاسم ونفس المحتوى.

وقال يوسف في تصريحاته لـET بالعربي:

“الموضوع محسوم قانونيًا. إحنا المشروع الوحيد المرخص، وأي جهة تانية تحاول تقديم نفس الاسم بتخالف القانون، والمسؤولية تقع على الجهات الرقابية”.

الصراع مع السبكي وحسن الرداد: أزمة إنتاج باسم واحد

من جهته، التزم السبكي الصمت حتى الآن، في حين انتشرت أخبار تفيد بأن حسن الرداد يدرس خيارات أخرى، وقد يتجه نحو تغيير اسم العمل أو تأجيل التصوير، تفاديًا للصدام.

الجمهور انقسم بين من يرى أن الرداد هو الأجدر بالدور نظرًا لما يتمتع به من كاريزما وقوة حضور، ومن يرى أن الفيشاوي هو الأقرب نفسيًا وتجسيديًا لهذه النوعية من الأدوار المعقدة.

تفاصيل الإنتاج: عدد الحلقات، المؤلف، وموعد التصوير

بحسب المنتج أيمن يوسف، فإن المسلسل مكون من 8 إلى 10 حلقات فقط، في قالب درامي مكثف يتجنب الإطالة. وهو من تأليف جوزيف فوزي، كاتب شاب يُعرف بقدرته على كتابة شخصيات مظلمة ومعقدة.

أعمال التصوير ستبدأ خلال أسابيع قليلة، وقد تم الانتهاء من كتابة 60% من السيناريو، كما يجري الآن ترشيح باقي طاقم العمل، حيث أشار يوسف إلى أن المسلسل سيضم “نجومًا بنفس مستوى أحمد الفيشاوي”.

المسلسل مستوحى من قصة حقيقية.. جرائم حيّرت الرأي العام

الخط الأكثر إثارة في المسلسل هو ارتباطه بقضية حقيقية لا تزال منظورة أمام المحاكم. فقد شهدت منطقة التجمع الخامس في القاهرة، خلال عامي 2023 و2024، ثلاث جرائم قتل لنساء بطريقة غامضة، كان بينها خيوط متشابهة تشير إلى احتمال وجود “سفاح واحد” خلف هذه الجرائم.

النيابة لم تكشف حتى الآن كامل التفاصيل، لكن الروايات المتداولة في الصحافة تشير إلى “رجل أنيق، لبق، استطاع الدخول إلى منازل الضحايا بدون عنف، وترك خلفه لغزًا معقدًا”. ويبدو أن المسلسل سيحاول تخيّل ما لم يُكشف حتى الآن، وتقديم رؤية درامية لهذه الوقائع الغامضة.

مقارنة مع مسلسل سفاح الجيزة.. لماذا الرعب يسيطر على الدراما؟

بعد النجاح الهائل لمسلسل “سفاح الجيزة” الذي عرض على منصة شاهد، وتسبب في طفرة درامية على مستوى الجرائم النفسية، يبدو أن شركات الإنتاج بدأت تتجه بوضوح إلى هذا النوع من القصص المظلمة التي تثير الرعب والأسئلة في آنٍ واحد.

الجمهور بات متعطشًا لأعمال تخترق النفس البشرية، وتقدم شخصيات مريضة نفسيًا بطريقة غير نمطية، بعيدًا عن مسلسلات “الخير والشر” التقليدية.

منصة شاهد وعرض المسلسل أونلاين.. كيف تتابعه فور صدوره؟

بحسب التسريبات، فإن مسلسل “سفاح التجمع” سيُعرض حصريًا على منصة شاهد VIP، في موسم صيف 2025. ومن المتوقع أن يتم طرح الحلقات بطريقة أسبوعية، بمعدل حلقة كل يوم خميس، في سابقة تشويقية تهدف إلى تعزيز الترقب والتفاعل الجماهيري.

ستكون خدمة المشاهدة أونلاين متاحة بدقة عالية، مع ميزات الترجمة والتحميل، ويمكن متابعة المسلسل من أي مكان في العالم العربي.

ردود الفعل المبدئية: بين الحماس والخوف من التكرار

الجدل الذي رافق إعلان المسلسل انعكس على ردود الفعل الجماهيرية، حيث عبر كثير من المتابعين عن حماسهم لمشاهدة قصة جديدة من نوعية الجرائم النفسية الواقعية، فيما عبّر آخرون عن تخوفهم من التكرار والوقوع في فخ المقارنة مع “سفاح الجيزة”.

ومع ذلك، يبدو أن المسلسل قادر على فرض نفسه كعمل مختلف من حيث البنية النفسية للبطل، وطريقة السرد، ومواقع التصوير.

تحليل فني: هل نحن أمام عمل فني أم توثيقي؟

رغم أن المسلسل مستوحى من وقائع حقيقية، إلا أنه ليس وثائقيًا. بل هو عمل درامي يستند إلى ملف مفتوح، لكنه يقدم رؤية إبداعية تحاول إعادة طرح الأسئلة التي لم يُجب عنها أحد حتى اليوم.

وهنا يكمن التحدي: كيف تكتب قصة سفاح حقيقي دون الوقوع في التكرار أو الاستغلال؟

الإجابة على هذا السؤال ستكون في حلقات المسلسل، وكيفية بناء الشخصيات، وإدارة الإيقاع، وإقناع الجمهور بأن ما يشاهده ليس فقط جريمة، بل مرآة لما قد يختبئ خلف وجوه نعرفها في حياتنا اليومية.

خاتمة: الدراما المصرية تدخل عالم الجريمة النفسية بقوة
مسلسل “سفاح التجمع” ليس مجرد عمل ترفيهي. إنه جزء من تحول حقيقي في المزاج الدرامي المصري والعربي، نحو استكشاف العوالم المظلمة للنفس، وطرح أسئلة عن الشر والهوية والثقة والخيانة.

سواء نجح أو أثار الجدل، فإن هذا العمل يثبت أن الدراما العربية قادرة على منافسة أضخم الإنتاجات العالمية، حين تتوفر لها الجرأة، والكتابة الجيدة، والرؤية الإخراجية الحادة.

أحمد شلبي

محرر مُحنك مع خبرة واسعة في تحرير ومراجعه المحتوى الإخباري بأنواعه المختلفة، يمتلك مهارات ممتازة في القواعد والنحو والهجاء والتدقيق اللغوي، يتمتع بقدرة عالية على التحقق من صحة المعلومات والبيانات، لديه إلمام واسع بالأحداث الجارية والقضايا الراهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !