تفاصيل صادمة حول فيديو تعذيب القطة الوهرانية… هل عُرفت هوية الفاعل؟

في مشهد أقل ما يمكن وصفه بأنه “جريمة في حق البراءة”، اجتاحت حالة من الصدمة والغضب الشارع الجزائري خلال الأيام الماضية، بعد تداول مقطع فيديو مروّع على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر شابًا يعذب قطة بطريقة وحشية، ويقوم بخلع إحدى عينيها بدمٍ بارد.

هذا المقطع الذي انتشر تحت وسم “فضيحة القطة الوهرانية”، فجّر موجة من الغضب الشعبي، وأعاد تسليط الضوء على ضعف قوانين حماية الحيوانات في الجزائر، وسط مطالبات شعبية واسعة بإلقاء القبض على الفاعل وتقديمه للمحاكمة بتهمة تعذيب كائن حي.

ماذا يتضمن فيديو خلع عين القطة؟ ولماذا أثار هذه الضجة؟

يبدأ الفيديو بمشهد هادئ نسبيًا، يظهر فيه شاب يقترب من قطة صغيرة بريئة تبدو وكأنها اعتادت التعامل مع البشر. سرعان ما يتبدل المشهد إلى عنف غير مبرر، إذ يقوم المعتدي بضرب القطة، قبل أن ينتهي المشهد بواحدة من أبشع الصور التي يمكن تخيلها: اقتلاع عين القطة بوحشية.

لم يكن العنف في حد ذاته ما أثار الغضب فحسب، بل الطريقة الباردة التي نُفذ بها الفعل، والتي عكست انعدامًا تامًا للرحمة والإنسانية.

منصات التواصل تشتعل.. والشارع يطالب بالعدالة

خلال ساعات من انتشار المقطع، تحوّل إلى ترند وطني في الجزائر، وتصدر وسم #العدالة_لقطة_وهران المنصات، حيث عبّر آلاف المستخدمين عن استيائهم وطلبوا بتحقيق عاجل.

بعض التعليقات كانت حادة ومباشرة:

“مشهد لن أنساه أبدًا… كيف يمكن لإنسان أن يفعل هذا؟”

“نطالب بالسجن الفوري لكل من شارك في هذا الجرم.”

“أين قانون حماية الحيوان؟ إلى متى ننتظر فضائح لنطالب بتطبيقه؟”

من هو صاحب الفيديو؟ وهل اعترف بالجريمة؟

مع تصاعد الضغوط، بدأت محاولات الوصول إلى هوية الجاني. وقد تبين أن الشخص الذي نشر الفيديو على فيسبوك، وواجه سيلاً من الاتهامات، يُدعى “رؤوف”، وهو ناشط سابق في إحدى مجموعات تبني الحيوانات.

لكن رؤوف نفى بشكل قاطع أن يكون هو من قام بتعذيب القطة، وخرج في منشور مطوّل على فيسبوك ليدافع عن نفسه، قائلاً:

“ربما شاهدتم المقطع المؤلم الذي انتشر مؤخرًا، والمعروف بـ’خلع عين القطة’، أؤكد للجميع أنني لست الفاعل، لم أقم بتصويره أو تنفيذه. بل أنا محب للقطط، وأربي ثلاثًا منها، بالإضافة إلى جرو صغير في منزلي.”

وأكد أنه نشر الفيديو في إحدى مجموعات تبني الحيوانات فقط لغرض التنبيه إلى خطورة مثل هذه الأفعال، لكنه لم يتوقع أن يُفهم بشكل مغاير.

الاعتذار.. والخوف من المحاسبة

رغم نفيه التهمة، عبّر رؤوف عن ندمه الشديد قائلاً:

“أشعر بثقل كبير في صدري، وأعيش في حالة خوف دائم. أتوقع في كل لحظة أن تُطرق بابي الشرطة. نادم على لحظة غباء جلبت لي الألم والمشكلات.”

وأضاف في ختام منشوره:

“من قلبي، أعتذر لكل من تأذى نفسيًا أو شعوريًا من هذا المقطع. أنا بشر، أخطأت، والله يعلم بنيتي.”

لكن وعلى الرغم من الاعتذار، لا تزال الشكوك تحوم حول مسؤوليته عن المقطع، خاصة بعد أن تلقى مئات البلاغات الرسمية إلى الجهات المعنية.

رأي القانون في القضية: هل يُعاقب الجاني؟

في الجزائر، لا توجد منظومة قانونية قوية لحماية حقوق الحيوانات مقارنة بدول أخرى. ومع ذلك، تنص المادة 455 من قانون العقوبات على معاقبة كل من يقوم بأعمال تعذيب على كائن حي، بغرامات مالية أو عقوبات بالسجن حسب الضرر.

وبحسب محامين، إذا ثبت تورط أي شخص في هذا الفعل، فقد يواجه:

  • السجن من 3 أشهر إلى سنتين
  • غرامة مالية تصل إلى 100 ألف دينار جزائري
  • منع من تربية الحيوانات مدى الحياة

المجتمع المدني يرد: دعوات لتشريع أقوى

عدة جمعيات ناشطة في مجال رعاية الحيوانات، منها “SPA الجزائر”، و”أصدقاء القطط في وهران”، أصدرت بيانات إدانة قوية للحادث، وطالبت الجهات الحكومية بسن قوانين أكثر صرامة لمعاقبة المعتدين على الحيوانات.

وقالت إحدى الناشطات:

“هذه الجريمة ضد قطة اليوم، وغدًا قد تكون ضد طفل أو عجوز. الشخص الذي يفتقد الرحمة مع الحيوان، يمكن أن يكون خطرًا على المجتمع كله.”

الجانب النفسي: هل نحن أمام مختل أم مريض نفسي؟

اختصاصيون في السلوكيات النفسية اعتبروا أن الجريمة لا يمكن تفسيرها إلا من خلال عدسة الاضطرابات السلوكية.

ويقول الدكتور سامي قواسمية، خبير الطب النفسي:

“من يعذب حيوانًا بهذه الطريقة يعاني من نقص في الضوابط الأخلاقية والاجتماعية. الأمر قد يكون مرتبطًا بميول سادية أو اضطرابات نفسية عميقة تحتاج إلى متابعة عاجلة.”

أثر الفيديو على الرأي العام

ليس من السهل تجاوز المشهد بالنسبة للكثير من المستخدمين. فعدد كبير من الأشخاص أكدوا أنهم لم يتمكنوا من إكمال المقطع بسبب قسوته. وبدأت حملات مقاطعة ومطالبة بحذف الفيديو من منصات التواصل حفاظًا على الصحة النفسية للمتابعين.

تيك توك وإنستغرام.. ساحة للفوضى أم وسيلة توعية؟

أعاد الفيديو الجدل القديم الجديد حول دور منصات التواصل في نشر محتوى صادم دون رقابة.

  • كيف تمكّن فيديو بهذه الوحشية من الانتشار؟
  • لماذا لا تفرض المنصات أدوات تحذير تلقائية؟
  • هل أصبح “الترند” يبرر أي شيء، حتى العنف؟

ما الذي يجب أن يحدث الآن؟

صوت الجمهور كان واضحًا:

  • نريد التحقيق الفوري في الجريمة.
  • نطالب بمحاكمة علنية لتكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه تكرار الفعل.
  • نحتاج إلى تعديل القوانين، بما يضمن حماية أفضل للحيوانات في الجزائر.
  • يجب أن تُطلق حملات توعوية في المدارس والمجتمع حول الرحمة بالحيوان.

يحيى سالم

كاتب متمرس يتميز بأسلوب شيق ويمتلك شغفاً لا ينضب تجاه المعرفة. يغطي مجموعة واسعة من المواضيع، بدءاً من السياسة والاقتصاد وصولاً إلى الثقافة والفنون والتكنولوجيا. يهدف من خلال كتاباته إلى إثراء القارئ العربي وتزويده بمعلومات قيمة ورؤى جديدة حول العالم من حوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !