رقص شرقي أم محتوى خادش؟ الجدل يلاحق حساب رورو البلد تيك توك الرسمي الأصلي
في عالم التيك توك المتجدد كل دقيقة، تظهر شخصيات تخلق من البساطة جدلًا واسعًا، ومن المحتوى العفوي مادة إعلامية متفجرة. من بين تلك الشخصيات البارزة، ظهرت فتاة مصرية تُعرف باسم “رورو البلد“، التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي بمحتواها الراقص والتفاعلي، حتى وصلت إلى صدارة محركات البحث، وتحوّلت إلى مادة ساخنة في البرامج الإخبارية والاجتماعية.
فهل تقدم رورو البلد فنًا حقيقيًا من الرقص الشرقي؟ أم أن ما تعرضه يندرج تحت خانة “الإثارة من أجل التفاعل”؟ وهل هي ضحية شهرة مفاجئة أم مسؤولة قانونيًا عن محتوى وُصف بـ”الخادش للحياء”؟ أسئلة كثيرة نحاول الإجابة عنها في هذا المقال عبر موقع عرب ميرور، مع التوقف عند أهم النقاط المفصلية في هذه القصة الرقمية المتشابكة.
من هي رورو البلد ويكيبيديا؟ ولماذا أصبحت مثار جدل؟
“رورو البلد” هو اسم شهرة تستخدمه الفتاة المصرية رؤى الغيطاني، ذات العشرين عامًا، التي استطاعت خلال شهور قليلة أن تصبح واحدة من أشهر “التيكتوكريين” في مصر. محتواها يتمحور حول الرقص الخفيف، التحديات، الرد على المتابعين، وأسلوبها البسيط والمباشر.
لكن مع تزايد عدد المتابعين، تغيّر طابع محتواها، فأصبح أكثر جرأة وإيحاءً، وهو ما فتح عليها أبواب الانتقاد والبلاغات القانونية، وصولًا إلى قرار النيابة العامة بالتحقيق معها رسميًا بعد بلاغ قدمه أحد المحامين المعروفين في قضايا “التحريض على الفسق”.
حساب رورو البلد الرسمي على تيك توك
يبحث آلاف المستخدمين يوميًا عن حساب رورو البلد الأصلي، وسط كثرة الحسابات الوهمية والمنتحلة لشخصيتها. ورغم غياب أي توثيق رسمي، فإن الحساب الذي يضم أكثر من 2.1 مليون متابع يعتبر الحساب الأصيل المعتمد لها، خاصة أنه يحتوي على معظم الفيديوهات المثيرة للجدل والتي تم تداولها إعلاميًا.
طبيعة محتوى الحساب:
- فيديوهات قصيرة، لا تتجاوز الدقيقة.
- أداء استعراضي، يتضمن ما يُشبه الرقص الشرقي.
- تفاعل مع التعليقات بطريقة مباشرة، أحيانًا بحركات اعتبرها البعض “غير لائقة”.
- استخدام موسيقى رائجة لتعزيز الانتشار والوصول.
هل ما تقدمه رورو البلد يُصنف كرقص شرقي تقليدي؟
الرأي الأول: عرض فني عصري
يرى بعض المتابعين أن رورو تمارس فن الرقص الشرقي بأسلوبها الخاص، مع لمسة عصرية تناسب جمهور تيك توك. هؤلاء يعتبرونها امتدادًا لراقصات الفن الشعبي، وأن مقاطعها ليست مختلفة عن العروض المقدمة في المهرجانات والمناسبات الخاصة.
الرأي الثاني: محتوى قائم على الإثارة
في المقابل، يؤكد آخرون أن ما تقدمه بعيد عن أي مفهوم فني، وأنه محتوى مقصود به جذب التفاعل من خلال الإيحاءات والحركات المثيرة، في محاولة لتحقيق شهرة على حساب القيم المجتمعية، خصوصًا وأن معظم جمهورها من فئة المراهقين.
الفارق بين الرقص الشرقي والفيديوهات المثيرة للجدل
الرقص الشرقي له تاريخ طويل في العالم العربي، ويُعتبر فنًا قائمًا بذاته، يُقدّم في سياقات ثقافية أو عروض فنية منظمة. ويعتمد على تقنيات مدروسة وأداء منضبط، وغالبًا ما يرتبط بأسماء راقصات محترفات مثل فيفي عبده ودينا وسهير زكي.
لكن المحتوى الذي يتم تقديمه على تيك توك عادة ما يفتقر إلى الإطار الفني المنظم، ويعتمد على تقليد الحركات فقط مع تجاوزات لفظية أو بصرية. لذا، فإن ما تفعله رورو البلد لا يمكن تصنيفه ضمن الرقص الشرقي التقليدي، بحسب نقاد الفن والإعلام الرقمي.
البلاغ المقدم ضد رورو البلد للنائب العام المصري
في مارس 2025، تقدم المحامي المعروف أشرف فرحات ببلاغ رسمي إلى النائب العام ضد رورو البلد، اتهمها فيه بـ:
- نشر محتوى يخدش الحياء العام.
- التعدي على القيم الأسرية والمجتمعية.
- التحريض على الفسق، بما يتعارض مع القوانين.
- التربح من محتوى غير قانوني أو غير أخلاقي.
وقد استند البلاغ إلى القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وتحديدًا المادتين (25) و(26) اللتين تجرّمان الاعتداء على القيم الأسرية، ونشر مواد تخالف النظام العام أو الآداب العامة.
هل من المحتمل حذف حساب رورو البلد على تيك توك؟
بحسب سياسات المنصة:
- تيك توك تملك سياسة صارمة ضد المحتوى الذي يتضمن إيحاءات جنسية أو مشاهد غير مناسبة.
- يمكن لأي مستخدم التبليغ عن حساب أو مقطع فيديو، وإذا اجتمع عدد كافٍ من البلاغات، يتم مراجعته من قبل فريق المنصة.
- في حال تكرار المخالفات، يتم تقييد الحساب أو حذفه نهائيًا.
- بالتالي، حساب رورو البلد مهدد بالإغلاق إذا استمر الجدل وازداد الضغط القانوني والإعلامي ضدها.
التأثير المحتمل على مستقبل صناع المحتوى في مصر
قضية رورو البلد ليست حدثًا منفصلًا، بل تأتي ضمن سلسلة من القضايا التي طالت العديد من صناع المحتوى الرقمي، مثل:
- حنين حسام التي حُكم عليها بتهم التحريض على الفسق.
- مودة الأدهم التي واجهت أحكامًا بسبب نشرها فيديوهات وُصفت بأنها غير لائقة.
- سما المصري التي تم الحكم عليها في أكثر من قضية مماثلة.
- كل هذه القضايا تشير إلى تغير في طريقة تعامل الدولة مع المحتوى الرقمي، حيث لم تعد المنصات مجالًا مفتوحًا بلا رقابة.
هل هناك مستقبل لرورو البلد بعد هذه الأزمة؟
سيناريوهات محتملة:
- إغلاق الحساب نهائيًا من قبل تيك توك أو الجهات القانونية.
- استدعاؤها للتحقيق رسميًا، وقد يُصدر بحقها حكم بالحبس أو الغرامة.
- تعديل أسلوبها ومحتواها إن قررت العودة للسوشيال ميديا بطريقة مختلفة.
- اختفاؤها الإعلامي بالكامل بعد هذه الحملة، كما حدث مع غيرها من صانعات المحتوى.
- في كل الأحوال، فإن صورتها كصانعة محتوى قد تأثرت بشدة، سواء لدى المتابعين أو الجهات القانونية.
تيك توك والمنطقة الرمادية بين حرية التعبير والقيود الأخلاقية
تُعتبر منصة تيك توك من أكثر المنصات التي تواجه اتهامات بتعزيز ثقافة “المحتوى السهل”، القائم على الجسد والإثارة، للحصول على مشاهدات. ومع انتشار هذه الظواهر، ازدادت المطالبات بوجود ضوابط:
- فرض رقابة حكومية على المنصات.
- إصدار تراخيص لصناع المحتوى.
- تحديد أعمار المستخدمين وإلزام المنصات بذلك.