من هو رمضان أبو جناح وزير الصحة الليبي ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
برز اسم رمضان أبو جناح خلال السنوات الأخيرة كأحد أبرز الأسماء في المشهد السياسي والإداري في ليبيا، خاصة مع تعيينه نائبًا لرئيس حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتكليفه بمهام وزير الصحة في واحدة من أكثر الفترات حساسية في القطاع الصحي الليبي.
وقد عاد اسمه إلى الواجهة مؤخرًا، بعد قرار رسمي بإعفائه من منصبه على خلفية مخالفات تتعلق باستيراد شحنة أدوية من العراق خارج الإطار الرسمي، مما أثار موجة جدل واسعة حول طبيعة هذا الملف ودور الوزير فيه.
من هو رمضان أبو جناح ويكيبيديا؟ النشأة والانتماء القبلي
ينحدر رمضان أبو جناح من منطقة فزان جنوب ليبيا، وتحديدًا من قرية تامزاوة التابعة لبلدية الشاطئ. وهو من قبيلة الحساونة، وهي واحدة من أكبر القبائل في الجنوب الليبي، والمعروفة بدورها السياسي والاجتماعي التاريخي.
تُعد خلفية أبو جناح الاجتماعية والقبلية إحدى الركائز التي عززت حضوره في المشهد السياسي الليبي، خاصة أن الجنوب ظل لعقود طويلة يطالب بتمثيل أكبر في حكومات ما بعد الثورة.
المؤهلات والمسيرة المهنية
بدأ أبو جناح حياته المهنية في مجال التعليم، حيث عمل كـ أمين اللجنة الشعبية للتعليم سابقًا في منطقة وادي الشاطئ. ومن هناك، بدأ في بناء علاقات إدارية وسياسية مهدت له طريق الدخول إلى الصفوف الأولى في الحكومة الليبية لاحقًا.
مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة عام 2021، تم تعيينه نائبًا لرئيس الحكومة، إلى جانب تكليفه بمهام وزير الصحة ضمن التشكيلة الحكومية المعتمدة.
وزارة الصحة في عهد أبو جناح: ملفات معقدة وتحديات يومية
منذ توليه وزارة الصحة، واجه رمضان أبو جناح تحديات جسيمة في ملف الخدمات الطبية والأدوية والبنية التحتية للمستشفيات، خصوصًا في ظل الأوضاع الأمنية والانقسام المؤسسي الذي تشهده ليبيا.
شملت أبرز تحركاته:
- زيارات ميدانية للمستشفيات في مدن الجنوب مثل الأصابعة والعربان.
- إشراف مباشر على خطط تطوير المراكز الطبية.
- لقاءات تنسيقية مع مسؤولي الصحة في مختلف المناطق.
- العمل على إطلاق برامج شراكة مع منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية.
علاقات دبلوماسية ومبادرات تعاون صحي
على الصعيد الخارجي، عمل أبو جناح على تعزيز العلاقات الثنائية لليبيا في المجال الصحي، وكان من أبرز تحركاته:
- زيارة رسمية إلى إيران على رأس وفد حكومي، تضمنت بحث سبل التعاون في ملفات الأدوية والخدمات الصحية.
- لقاءات مع ممثلي منظمة الصحة العالمية، وفي مقدمتهم الدكتور أحمد زويتن، لتنسيق جهود دعم القطاع الصحي في ليبيا.
- وقد أكدت تلك اللقاءات على أهمية الدعم الفني والتقني لمستشفيات ليبيا في ظل التحديات المالية واللوجستية المستمرة.
الأزمة الأخيرة: شحنة أدوية السرطان من العراق
في أبريل 2025، تفجّرت أزمة سياسية وصحية في البلاد، بعد أن أعلنت وزارة الصحة العراقية عن توريد شحنة أدوية لعلاج السرطان إلى ليبيا. الأمر الذي نفته الهيئة الوطنية الليبية لمكافحة السرطان جملةً وتفصيلًا.
حيث أوضحت الهيئة أنها لم تكن على علم أو طرفًا في أي إجراءات لاستيراد أدوية من العراق، وأنها لا تتعامل إلا مع مصادر أوروبية وأمريكية معتمدة لضمان الجودة.
هذه المخالفة الخطيرة تم تنفيذها دون موافقة الهيئة أو مرور الأدوية عبر نظام العطاء العام الرسمي، وهو ما اعتبرته الحكومة خللًا إداريًا يستدعي المحاسبة.
إعفاء أبو جناح.. وتداعيات القرار
بناءً على ما تقدم، قررت حكومة الوحدة الوطنية إعفاء رمضان أبو جناح من مهامه كوزير للصحة، إلى جانب إيقاف عدد من مسؤولي الوزارة عن العمل، وإحالتهم للتحقيق، أبرزهم:
- توفيق إدريس (وكيل الوزارة)
- نادية أبو صبع (مديرة إدارة الصيدلة)
- ناهد المكي (رئيسة قسم التسجيل)
- أكرم الفزاني (رئيس لجنة العطاء المحلي)
- فاطمة الوافي (مديرة إدارة التمريض)
القرار لاقى ترحيبًا شعبيًا من جانب مراقبي الأداء الحكومي، واعتُبر بمثابة رسالة قوية من رئيس الحكومة بأن لا أحد فوق المساءلة، خصوصًا في الملفات المتعلقة بصحة وأرواح الليبيين.
هل سيعود إلى المشهد السياسي؟
رغم الإعفاء، لم تُصدر حكومة الوحدة أو مجلس النواب أي قرار بإلغاء صفة نائب رئيس الحكومة عن رمضان أبو جناح، مما يُبقي الباب مفتوحًا أمام احتمالات عودته إلى العمل السياسي من بوابة أخرى، سواء داخل أو خارج حكومة الدبيبة.
خاتمة: بين الثقة والانقسام.. اسم يثير الجدل
يبقى رمضان أبو جناح شخصية خلافية في المشهد الليبي، تجمع بين الطموح السياسي والانتماء القبلي والدور الإداري. ومع تعدد الأزمات في ليبيا، فإن الأداء تحت المجهر، والإخفاقات تُقابل بمحاسبة صارمة.
ورغم أن مسيرته شملت محطات نجاح، فإن الأزمة الأخيرة حول شحنة الأدوية وضعت علامة استفهام كبيرة حول قدرته على القيادة في القطاعات الحساسة، لتبقى الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على سؤال مهم: هل انتهت مسيرته، أم أنها مجرد عثرة في طريق سياسي طويل؟