سبب وفاة الشيخ الدكتور عبدالرشيد هدية الله رئيس المجلس الأعلى للشريعة في نيجيريا: التفاصيل الكاملة

في حدث أليم هز الأوساط العلمية والدعوية داخل نيجيريا وخارجها، غيب الموت مساء يوم الإثنين 28 أبريل 2025م، العالم والداعية الكبير الشيخ الدكتور عبدالرشيد هدية الله، رئيس المجلس الأعلى للشريعة في نيجيريا ومؤسس كلية الشيخ ابن باز بمدينة إيوو.

فقد وافته المنية بعد رحلة عطاء حافلة لخدمة الإسلام والمسلمين، في وقت بلغ فيه ذروة التأثير العلمي والدعوي، مقدمًا نموذجًا مشرفًا للعالم العامل والداعية المخلص. ولعل وفاته مثلت خسارة لا تُقدّر بثمن لطلاب العلم وعامة المسلمين الذين عرفوه عن قرب أو تابعوا نشاطه العلمي والدعوي.

صلاة الجنازة أُقيمت ظهر الثلاثاء 29 أبريل 2025م، في مشهد مهيب، بمقر كلية الشيخ ابن باز للشريعة في مدينة إيوو بولاية أوسن جنوب نيجيريا.

وقد حضر الجنازة حشود غفيرة من العلماء، والدعاة، وطلاب العلم، وأبناء المجتمع المحلي، تعبيرًا عن تقديرهم للفقيد الذي قدم عمره كله في سبيل نشر العلم والحق.

ويُجمع كثيرون أن الشيخ عبدالرشيد هدية الله كان مدرسة مستقلة في ذاته، يجمع بين عمق الفقه، واتساع الثقافة، وحكمة الدعوة، مع حسن الخلق والتواضع الجم، مما جعله رمزًا محببًا لدى القريب والبعيد.

في هذا المقال، نسلط الضوء على حياة الشيخ، مآثره، مسيرته المباركة، وسر تأثيره الكبير داخل نيجيريا وخارجها، ونوضح سبب وفاته، وسياق جنازته المهيبة.

من هو الشيخ الدكتور عبدالرشيد هدية الله؟

ينتمي الشيخ عبدالرشيد هدية الله إلى جيل العلماء الذين جمعوا بين الأصالة والمعاصرة. نشأ في بيئة محافظة حريصة على تعليم الدين، فحفظ القرآن الكريم صغيرًا، وواصل طلب العلم حتى صار من كبار علماء الشريعة في نيجيريا.

وقد جمع بين الثقافة العربية التي استقاها من مشايخه ومن دراسته النظامية، وبين الثقافة الإنجليزية التي أتقنها بفعل بيئته المحلية والدراسات الأكاديمية، مما أهله للقيام بأدوار دعوية وعلمية متميزة في بلاده وفي الساحة الدولية.

أبرز ملامح سيرته:

  • رئيس المجلس الأعلى للشريعة في نيجيريا.
  • مؤسس ومدير كلية الشيخ ابن باز للشريعة في إيوو.
  • مبعوث سابق لوزارة الأوقاف السعودية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
  • ناشر للدعوة السلفية ومناصر للمنهج الوسطي المعتدل.

سبب وفاة الشيخ عبدالرشيد هدية الله

توفي الشيخ عبدالرشيد هدية الله مساء الإثنين 28 أبريل 2025م بعد صراع قصير مع المرض.

ورغم حرصه الشديد على مواصلة العطاء العلمي والدعوي حتى آخر لحظة من حياته، إلا أن إرهاق السنين الطويلة من العمل والجهد العلمي والدعوي ألقى بظلاله على صحته، ليغادر دنيانا فجأة، دون مقدمات طويلة.

ورغم أن طبيعة المرض لم يتم الكشف عنها بشكل تفصيلي من قبل أسرته، إلا أن مصادر مقربة أفادت بأنه عانى من مضاعفات صحية طبيعية نتيجة تقدمه في العمر وكثرة التنقلات والإرهاق.

وقد أكدت أسرته والمقربون منه أن الشيخ ظل حتى أيامه الأخيرة يتمتع بصفاء الذهن ونقاء القلب، ولم يكن يشكو كثيرًا من آلامه، بل كان منشغلًا بالدعوة ونشر العلم حتى وهو على سرير المرض.

مشهد الجنازة: توديع مهيب لعالم جليل

شهدت جنازة الشيخ عبدالرشيد هدية الله حضورًا لافتًا من كبار علماء نيجيريا وطلاب العلم والدعاة وجموع من المسلمين.
وقد أُقيمت صلاة الجنازة ظهر الثلاثاء 29 أبريل 2025م في حرم كلية الشيخ ابن باز، التي كانت إحدى ثمار جهوده في خدمة العلم والدعوة.

اصطف المصلون في صفوف طويلة ممتدة، وارتفعت الأكف ضارعة إلى الله أن يتقبله في الصالحين، وسط أجواء حزينة خيمت على الجميع.

لم تكن الجنازة مجرد وداع لجسد، بل كانت توديعًا لمسيرة عامرة بالعطاء، ومسيرة رجل نذر نفسه لخدمة رسالة الأنبياء.

إسهاماته العلمية والدعوية: ميراث خالد

لم يكن الشيخ عبدالرشيد مجرد عالم عابر، بل كان مؤسسة متحركة للدعوة إلى الله بالعلم والعمل.

أبرز إنجازاته:

  • تأسيس كلية الشيخ ابن باز، التي أصبحت من أهم مراكز التعليم الشرعي في نيجيريا.
  • مساهمته في نشر الدعوة الإسلامية باللغة الإنجليزية، مما أدى إلى دخول العديد من غير المسلمين في الإسلام على يديه.
  • تمثيله للمملكة العربية السعودية في العديد من الفعاليات الدعوية الدولية.
  • تدريبه ورعايته للأجيال الجديدة من طلاب العلم والدعاة الشباب.
  • محاضراته ومشاركاته المؤثرة في المؤتمرات الإسلامية العالمية.

علاقته بالشيخين ابن باز ومرتضى عبد السلام

كان الشيخ عبدالرشيد يكن محبة عظيمة لعلماء الأمة، وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- الذي لازمه وأفاد منه علمًا وسلوكًا.

حتى أنه سمى كليته تيمّنًا باسم الشيخ ابن باز، عرفانًا بفضله العلمي وتأثره بسيرته.

كما كان شديد التقدير لشيخه مرتضى عبدالسلام، وكان يخدمه كخدمة الابن البار لوالده، مما يعكس إخلاصه وأدبه الجم مع شيوخه.

أسرته: ذرية صالحة وميراث علمي باقٍ

كان الشيخ عبدالرشيد من أوائل الأفارقة الذين تزوجوا من العرب، وقد أنجب ذريةً مباركة، نشأوا جميعًا على حب العلم والدين، واستمروا في حمل رسالة أبيهم بكل أمانة.

اليوم، يمضي أبناؤه وأحفاده على دربه في نشر العلم والدعوة، مما يجعل إرثه العلمي والروحي مستمرًا رغم رحيله الجسدي.

وفاته: خسارة كبرى للمسلمين داخل نيجيريا وخارجها

غياب الشيخ عبدالرشيد هدية الله يمثل فقدًا كبيرًا للمجتمع الإسلامي ليس فقط في نيجيريا بل في عموم العالم الإسلامي.
فقد كان علمًا من أعلام السنة والدعوة، ومثالًا يُحتذى في الصبر والإخلاص والعمل الدؤوب.

لكن العزاء يبقى في إرثه العلمي، ومؤسساته، وتلاميذه الذين يواصلون المسيرة بنفس الروح والهمة.

كلمة أخيرة: الرحيل الجسدي والبقاء في القلوب

رحل الجسد، لكن بقيت الذكرى الطيبة، والمواقف العظيمة، والميراث العلمي الثري.

وسيبقى اسم الشيخ عبدالرشيد هدية الله منقوشًا في ذاكرة كل من عرفه أو قرأ عنه، كواحد من رواد العلم والدعوة في إفريقيا.

“اللهم اغفر له وارحمه، وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.”

عمر يوسف

كاتب متمرس يتمتع بخبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام. يتميز بأسلوبه السلس والمباشر الذي يسهل على القارئ استيعاب المعلومات المعقدة. يتمتع بحس إخباري قوي يجعله قادرًا على تحديد أهم الأحداث وتغطيتها بعمق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !