صبحي عطري ديانته الحقيقية.. هل كان مسلمًا سنيًا؟ سيرة إعلامي خطف القلوب قبل الرحيل
في صباح هادئ من صباحات أبريل، انتشرت أنباء صادمة نزلت كالصاعقة على متابعي الإعلام العربي: وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري. كان الخبر مفجعًا ليس فقط لأنه فَقَدَ أحد ألمع الوجوه الإعلامية، بل لأن رحيله جاء مفاجئًا، دون مقدمات تُنبئ بهذا الغياب الأبدي.
تفاعل الآلاف مع الخبر عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتوالت عبارات النعي من قنوات تلفزيونية وصحفيين ومتابعين أحبوا حضوره الراقي، وأسلوبه البسيط، وكلماته الصادقة. ومع صدمة الفقد، بدأ كثير من المتابعين بالبحث عن تفاصيل أكثر عن هذا الإعلامي، الذي لطالما تميز بحضوره الأنيق، وصوته الهادئ، وحياديته الملفتة.
كان من بين أكثر الأسئلة تداولًا: “ما هي ديانة صبحي عطري؟” وهل كان مسلمًا سنيًا أم ينتمي لطائفة أو ديانة أخرى؟ سؤال أثار فضول الكثيرين، ربما بسبب طبيعة المنطقة التي نشأ فيها، أو بسبب عدم إفصاحه الصريح عن انتمائه الديني خلال مسيرته الإعلامية الطويلة.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل دقيقة عن ديانة صبحي عطري كما تداولها المقربون منه، ونبحر في سيرته الذاتية ومسيرته المهنية التي جعلت منه أحد أبرز الإعلاميين في العالم العربي، من حلب إلى دبي، ومن روتانا إلى BBC، وصولًا إلى MBC.
هل صبحي عطري مسلم؟ ديانته بين الغموض والتأكيد
لم يسبق أن صرّح صبحي عطري، خلال مقابلاته الإعلامية أو عبر حساباته الشخصية، بأي حديث مباشر عن ديانته، وهو أمر شائع بين الإعلاميين الذين يفضلون إبقاء حياتهم الشخصية بعيدًا عن الجدل.
لكن وفقًا لمصادر مقربة من عائلته، فإن صبحي عطري وُلد في مدينة حلب لعائلة مسلمة من الطائفة السنية. وقد أكد عدد من أصدقائه وزملائه الإعلاميين هذا الانتماء في منشورات النعي والتأبين، مشيرين إلى خلفيته الثقافية والدينية المعتدلة.
كما أن نشأته في مدينة حلب، ذات الأغلبية السنية، ودراسته في جامعاتها، وتربيته في بيئة سورية محافظة، كلها مؤشرات عززت الاعتقاد بأنه مسلم سني المذهب، دون أن يُعلن ذلك بنفسه بشكل رسمي.
نبذة عن صبحي عطري: المولد والنشأة والتعليم
وُلد الإعلامي صبحي عطري في 6 يوليو 1977، في مدينة حلب السورية، وترعرع في كنف أسرة حلبية محافظة. أكمل تعليمه الأساسي في مدارس حلب، قبل أن ينتقل إلى الدراسة الجامعية حيث حصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة حلب.
إلى جانب دراسته الأكاديمية، انخرط في دورات إعلامية متخصصة، مكثّفة في إعداد وتقديم البرامج الحوارية، وهو ما ساعده لاحقًا على شق طريقه بثقة في عالم الإعلام.
البداية الإعلامية: من حلب إلى روتانا
بدأ صبحي عطري مشواره الإعلامي من داخل سوريا، لكنه سرعان ما جذب أنظار القنوات الخليجية، ليبدأ أول تجربة احترافية له في عام 2007 من خلال قناة روتانا خليجية، حيث لمع نجمه في برامج مثل “سيدتي” و”Fashion Time”.
أسلوبه المختلف، واهتمامه بأدق التفاصيل، جعلاه وجهًا محببًا لدى جمهور روتانا، خاصة بين المتابعات من الفئة الشابة الباحثة عن محتوى عصري وأنيق.
تدرجه في القنوات العربية والعالمية
بعد روتانا، اتجه صبحي إلى قناة LBC اللبنانية، ثم خاض تجربة مميزة في قناة DMTV الألمانية الناطقة بالعربية. ولاحقًا، انتقل إلى عوالم أكبر، مثل قناة BBC لندن حيث عمل كمعد ومنسق تقارير، ثم قناة الجزيرة كمعد ومقدم برامج.
كل محطة كانت تضيف له عمقًا جديدًا، وتمنحه تجربة إعلامية متنوعة تجمع بين المهنية، والحياد، والذوق الرفيع في التقديم.
صبحي عطري في MBC وبرامج التألق
كانت قنوات MBC المحطة الأبرز في مسيرته الإعلامية. فقد انضم إلى فريق عمل برنامج ET بالعربي، ومن ثم MBC Trending، حيث استطاع من خلال هذين البرنامجين الوصول إلى قلوب الجمهور العربي.
برنامجه ET بالعربي كان بوابة تعارفه مع جيل جديد من المشاهدين، حيث قدم تغطيات فنية دقيقة لأهم المهرجانات والجوائز، وخصّص فقرات مميزة لتسليط الضوء على نجوم الفن والثقافة في الوطن العربي.
أبرز تغطياته ومشاركاته في الأحداث
شارك صبحي عطري في تغطيات مباشرة وحصرية لعدد كبير من الفعاليات الضخمة، من بينها:
- مهرجان كان السينمائي
- حفل جوائز جوي بالرياض
- مهرجان الجونة السينمائ
- مؤتمرات فنية وثقافية في دبي والرياض والقاهرة
وفاته المفاجئة.. وحزن عارم على منصات التواصل
في صباح الأربعاء 23 أبريل 2025، توفي صبحي عطري عن عمر ناهز 47 عامًا في مدينة دبي، حيث كان يُحضّر لإطلاق موسم جديد من برنامجه.
أُعلن عن وفاته بعد تعرضه لنوبة صحية مفاجئة، وفق مصادر قريبة، مما أثار موجة واسعة من الحزن والصدمة، حيث عجّت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل النعي، والدعاء له بالرحمة.
رحيله وغياب لم يُعوض
كتب أحد زملائه في MBC:
“صبحي لم يكن إعلاميًا فقط، بل كان أخًا، ورفيقًا في كل لحظة إعداد خلف الكواليس. لا يُعوّض غيابه”.
فيما قالت إعلامية لبنانية شهيرة:
“الابتسامة التي لم تفارق وجهه، والكلمة الطيبة التي تسبق حديثه، هذه هي الأشياء التي ستبقى محفورة في ذاكرتنا”.
خاتمة: صبحي عطري.. أكثر من مجرد اسم على الشاشة
لم يكن صبحي عطري مجرد إعلامي ناجح، بل كان قصة نجاح سوري عربي شق طريقه بصمت، واحترف الحضور دون أن يفرض نفسه. اختار أن يبقى بعيدًا عن الجدل، فاحترمه الجميع.
ورغم غموضه حول انتمائه الديني، إلا أن سيرته كانت أوضح من أن تُختزل في سؤال عن الطائفة أو المذهب. فقد آمن بالتنوع، وخدم الإعلام العربي باحتراف، ورحل وهو لا يزال في أوج عطائه.
رحم الله صبحي عطري، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ذكراه الطيبة حيّة في قلوب كل من عرفه أو تابعه.