قصة فيديو الدكتور حمدي حجاج وكلب هاسكي الذي أثار غضبًا واسعًا في مصر.. تفاصيل موجعة وردود أفعال غاضبة

لحظة واحدة كانت كفيلة بإشعال الغضب على امتداد منصات التواصل الاجتماعي، حيث وثّق مقطع فيديو مشهدًا مؤلمًا لكلب من فصيلة “هاسكي”، رُبط في شجرة بإحدى شوارع المحلة الكبرى، قبل أن يُحقن بحقنة قاتلة على يد الطبيب البيطري الدكتور حمدي حجاج، في واقعة وُصفت بأنها أبشع ما شهده الشارع المصري من انتهاكات ضد الحيوانات خلال الفترة الأخيرة.

مشهد صادم يُشعل مواقع التواصل

لم يكن الفيديو الذي انتشر قبل أيام مجرد مقطع عابر، بل كان صرخةً بصرية أيقظت في القلوب مشاعر الغضب والذهول والحزن. كلب أبيض من فصيلة “هاسكي”، بدا عليه الهلع، مُقيّد في أحد شوارع المحلة الكبرى بسلاسل حديدية إلى شجرة، تحيط به نظرات المارة، وصراخ أطفال، وجمهور ينظر دون تدخل حقيقي.

ثم يظهر الطبيب البيطري حمدي حجاج، الذي يقوم وفقًا للشهادات والمقطع المُصور، بحقن الكلب بحقنة قاتلة أنهت حياته، وسط احتجاج خافت من بعض الحضور.

ردود الفعل كانت سريعة، قوية، وجارفة. ناشطون في مجال حقوق الحيوان، شخصيات فنية وإعلامية، مواطنون من جميع أنحاء الجمهورية، أطلقوا هاشتاغات، وتقدموا ببلاغات، وطالبوا بإقالة الطبيب ومحاسبته، وسط انقسام كبير بين من رأى أن الكلب كان خطرًا على الأهالي، ومن رأى أن ما جرى جريمة مكتملة الأركان.

تفاصيل قصة فيديو الدكتور حمدي حجاج وكلب هاسكي: من البداية حتى الحقنة القاتلة

بدأت الواقعة حين انتشر مقطع فيديو مؤلم على منصات التواصل الاجتماعي، يوثق لحظة تقييد كلب من نوع هاسكي إلى جذع شجرة في أحد الشوارع، وسط تجمهر عدد من المواطنين. بدا الكلب في حالة ذعر شديد، يقاوم الحبال الحديدية التي كبّل بها، وسط أصوات مرتفعة من الحضور، بعضهم يطالب بـ”التخلص منه” بزعم أنه هاجم طفلًا في الشارع.

وبعد دقائق، يظهر الطبيب البيطري حمدي حجاج وهو يتقدم إلى الكلب، يحمله وسط مقاومة واضحة، ثم يقوم بإعطائه حقنة في الرقبة، يُقال إنها تحتوي على مادة قاتلة. يسقط الكلب بعدها مباشرةً، وسط أنين مكتوم وصمت ثقيل لف الحضور.

كيف بدأت موجة الغضب؟

بمجرد تداول الفيديو على فيسبوك وإنستغرام وتويتر، أطلق المستخدمون هاشتاغات مثل: #إقالة_الدكتور_حمدي_حجاج و#حق_كلب_هاسكي، مطالبين بمحاسبة الطبيب وكل من شارك في هذه الجريمة التي وصفها كثيرون بأنها مشهد “إعدام” لحيوان بريء دون تبرير علمي أو إنساني.

أبرز مطالب المتفاعلين:

  • محاسبة الطبيب البيطري حمدي حجاج على تصرفه.
  • تقديم دعوى ضد الجهات المسؤولة في المحلة لتقاعسها عن التدخل الإنساني.
  • تشريع قوانين تجرّم التعذيب والتسميم بحق الحيوانات.
  • إغلاق العيادة البيطرية الخاصة بالطبيب المعني.

الفنانة أسماء جلال تدخل على خط الأزمة

من بين الأصوات البارزة التي تفاعلت مع الحدث، كانت الفنانة المصرية أسماء جلال، التي نشرت عبر خاصية القصص على حسابها الرسمي في إنستغرام منشورات غاضبة، مستخدمة هاشتاغ “إقالة الدكتور حمدي حجاج”.

من كلماتها المؤثرة:

  • “ليه الشر لن ينتصر أبدًا؟ وهنشوفك مسجون ومتعذب زي ما عذبت روح بريئة إن شاء الله”.

كما أرفقت صورة للكلب وكتبت:

“قتلوني ظلم.. عايز حقي.. ربنا يردهالك في أعز حاجة في حياتك”.

وفي منشور لاحق، كتبت بأسى:

“كل من شارك في الجرم ده يتمنى الموت وما يلاقيهوش، يشوفوا عذاب الكلب ده في أغلى ما عندهم”.

هذه العبارات المؤثرة لقيت تفاعلًا واسعًا، وجعلت القضية تتصدر قوائم التريند في مصر لساعات طويلة.

تحقيقات أمنية ومطالب بالمحاسبة

وفقًا لتقارير أمنية، بدأت السلطات المعنية فتح تحقيق عاجل في ملابسات الواقعة، بعد بلاغات عدة تقدمت بها منظمات حقوق الحيوان، إضافة إلى حملة الكترونية واسعة طالبت بتوقيف الطبيب عن العمل والتحقيق معه بتهمة قتل حيوان دون مبرر علمي أو طبي.

منظمات حقوق الحيوان طالبت بـ:

  • التحقيق مع الطبيب تحت بند “سوء استخدام المهنة”.
  • تطبيق القانون المصري لحماية الحيوان (قانون رقم 53 لسنة 1966).
  • إنشاء نظام طوارئ للتعامل الإنساني مع الحيوانات الضالة.

الطبيب يلتزم الصمت.. وعيادته تواجه الإغلاق

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يُصدر الدكتور حمدي حجاج أي بيان رسمي أو تعليق علني على الواقعة، بينما قالت مصادر قريبة إنه “يعاني من ضغوط نفسية”، وفق تعبيرهم.

في المقابل، أعلنت بعض الجمعيات والصفحات المتخصصة في مجال الطب البيطري أن العيادة التابعة للطبيب شهدت انخفاضًا حادًا في عدد الزيارات، وسط دعوات لمقاطعتها وإغلاقها.

تكرار مشاهد العنف ضد الحيوانات في مصر

هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، إذ سبقها حالات عدة تم فيها قتل أو تسميم كلاب ضالة في عدد من المحافظات، ما يسلّط الضوء على غياب قوانين واضحة وصارمة لحماية الحيوان في مصر، رغم توقيع القاهرة على عدد من الاتفاقيات الدولية.

أشهر الحوادث المشابهة:

  • حادثة تسميم الكلاب في حي المعادي بالقاهرة عام 2021.
  • الاعتداء على قرد في سيرك بطنطا عام 2023.
  • فيديو تعذيب قطة داخل إحدى المدارس عام 2024.

موقف القانون المصري من قتل الحيوانات

ينص قانون العقوبات المصري على أن قتل الحيوان دون داعٍ يعرض الفاعل لعقوبة الحبس لمدة تصل إلى ستة أشهر، بالإضافة إلى غرامات مالية. ومع ذلك، فإن ضعف التفعيل والتطبيق، يُبقي مثل هذه الجرائم بلا محاسبة حقيقية.

أسماء جلال وسجلها في الدفاع عن الحيوان

ليست هذه المرة الأولى التي تتدخل فيها الفنانة الشابة أسماء جلال للدفاع عن الحيوانات، فقد أطلقت في السابق حملة لمقاطعة السيرك بعد تداول فيديوهات تُظهر سوء معاملة لحيوانات في عرض بطنطا، كما شاركت في مبادرة لحظر تربية الحيوانات المفترسة في المنازل.

من هو الكلب الهاسكي في قصة المحلة الكبرى؟

بحسب شهود عيان ومقاطع فيديو متداولة، فإن الكلب كان ضالًا وتائهًا، لكنه من نوع “هاسكي”، وهي فصيلة نادرة في الشوارع المصرية. بعض الشهادات أشارت إلى أنه كان خائفًا فقط ولم يبادر بأي هجوم فعلي، بينما قالت جهة أخرى إنه عض أحد الأطفال.

لكن، وحتى لو كان الكلب قد عض طفلًا – وهو ما لم يتأكد رسميًا – فإن الطريقة التي جرت بها المعالجة تعتبر غير إنسانية ومخالفة لأدنى المعايير الطبية البيطرية.

دعوات لحماية الحيوان: من الشارع إلى البرلمان

عقب انتشار الفيديو، بدأ نشطاء التواصل مع نواب في البرلمان المصري لدفعهم نحو تقديم مشروع قانون لحماية الحيوان يشمل:

  • تجريم التعذيب والتسميم والتعدي على الحيوانات.
  • وضع بروتوكولات طبية للتعامل مع الحيوانات الضالة.
  • إنشاء مأوى وطني للحيوانات في كل محافظة.
  • فرض رقابة على ممارسات الأطباء البيطريين.

كلمة ختامية: هل يتحقق العدل لكلب الهاسكي؟
قصة “كلب هاسكي” في المحلة الكبرى ليست مجرد حادثة عابرة، بل جرس إنذار للمجتمع كله. حين يُقتل كائن حي وسط الشارع، أمام عيون المارة، دون تدخل قانوني أو طبي، فنحن أمام أزمة قيم قبل أن تكون أزمة قانون.

الكلب مات، لكن القضية لم تنته. وما زالت أصوات الغاضبين ترتفع مطالبة بالعدالة، لا لهذا الكلب وحده، بل لكل المخلوقات التي لا تملك لسانًا لتصرخ، ولا قانونًا يحميها بجدية.

عمر يوسف

كاتب متمرس يتمتع بخبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام. يتميز بأسلوبه السلس والمباشر الذي يسهل على القارئ استيعاب المعلومات المعقدة. يتمتع بحس إخباري قوي يجعله قادرًا على تحديد أهم الأحداث وتغطيتها بعمق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !