حقيقة إعفاء يحيى رسول من منصبه وسبب الجدل حول تصريحاته: من هو ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
في بلد يعيش تحديات أمنية معقدة مثل العراق، تبرز بعض الشخصيات كرموز للثبات والتوازن في أصعب اللحظات، ويُعتبر اللواء يحيى رسول عبد الله الزبيدي من بين هذه الرموز، بصفته أحد أهم الوجوه الإعلامية والعسكرية خلال العقد الماضي.
فهو ليس مجرد متحدث عسكري، بل عقل أمني استراتيجي وصوت ميداني مسؤول، نجح في بناء جسور ثقة بين المؤسسة العسكرية والجمهور، وظل لأعوام طويلة الواجهة الإعلامية التي تشرح وتفسّر وتواجه الحملات النفسية والتضليل الإعلامي.
لكن كما في كل مهنة شاقة، لا تخلو المسيرة من لحظات توتر وقرارات مصيرية، وهو ما حصل مؤخرًا عندما صدر قرار إعفاء اللواء يحيى رسول من منصبه كمتحدث رسمي للقائد العام للقوات المسلحة، بعد جدل واسع حول تصريح سياسي – أمني حساس.
من هو اللواء يحيى رسول ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
اللواء يحيى رسول عبد الله الزبيدي، ضابط عسكري عراقي رفيع المستوى، اشتهر بصفته الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية منذ عام 2020، وسبق له أن شغل منصب المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة خلال فترات مفصلية في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “داعـش”.
ولد في العاصمة بغداد عام 1969، وتدرج في الرتب العسكرية بجهد ومثابرة، إلى أن أصبح أحد أعمدة الإعلام العسكري العراقي، بفضل مهاراته الخطابية، واحترافيته في التعامل مع الأزمات، وخبرته القتالية والإدارية المتراكمة.
النشأة والبدايات العسكرية
نشأ اللواء يحيى رسول في بيئة عسكرية انضباطية ساعدت على تشكيل ملامح شخصيته منذ صغره. بعد إنهاء تعليمه الثانوي، التحق بـ الكلية العسكرية الأولى، وهي أحد أعرق المؤسسات التعليمية العسكرية في العراق، وتخرج منها عام 1989 ضمن صنف القوات الخاصة.
بعد التخرج، التحق فورًا بـ مدرسة القوات الخاصة وعمل كـ معلم صاعقة، وهو منصب يتطلب مهارات قتالية استثنائية ولياقة بدنية عالية، ما ساعد في صقل شخصيته العسكرية، وتمهيد الطريق أمامه لتولي أدوار قيادية ميدانية لاحقًا.
المناصب التي شغلها اللواء يحيى رسول
منذ بداية تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، شغل اللواء يحيى رسول عددًا من المناصب المتقدمة في المؤسسة العسكرية العراقية، أبرزها:
- آمر فصيل طلاب في الكلية العسكرية الأولى.
- آمر سرية إسناد ضمن التشكيلات القتالية الخاصة.
- ضابط استخبارات في الحرس الوطني بعد عام 2003.
- آمر الفوج الثاني في فرقة المشاة الحادية عشرة.
- مدير مكتب الأمين العام لوزارة الدفاع العراقية، وهو منصب إداري – استخباراتي عالي الحساسية.
- متحدث رسمي باسم قيادة العمليات المشتركة (2015).
- متحدث رسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة (2020 – 2025).
يحيى رسول والإعلام العسكري.. صوت المؤسسة في قلب المعركة
تُعد فترة تولي يحيى رسول مهمة المتحدث الرسمي نقطة التحول الأبرز في حياته المهنية، خاصة خلال المرحلة الساخنة من الحرب ضد تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017.
في تلك المرحلة، ظهر يحيى رسول كـ وجه إعلامي يومي على الشاشات العراقية والعربية والدولية، وهو يشرح تطورات المعارك، ويطمئن المواطنين، ويرد على الشائعات، وينقل صورة دقيقة ومهنية.
كان حضوره مؤثرًا، خصوصًا في مؤتمر تحرير الموصل، إذ وصفه بعض الإعلاميين بـ:
- “البوصلة الإعلامية التي حافظت على الروح الوطنية وسط العتمة الأمنية.”
السمات القيادية والاحترافية
ما ميّز اللواء يحيى رسول ليس فقط خلفيته القتالية، بل أيضًا:
- تمتعه بذكاء إعلامي نادر بين القادة العسكريين.
- القدرة على التحدث بلغة الناس، بعيدًا عن المصطلحات الجافة.
- تحقيق توازن دقيق بين الأمن القومي وحق الجمهور في المعلومة.
- التزام صارم بالخط الرسمي دون الانزلاق إلى التهويل أو التخوين.
تعيينه ناطقًا باسم القائد العام للقوات المسلحة
في يناير 2020، أصدر مكتب رئيس الوزراء العراقي قرارًا بتعيين اللواء يحيى رسول ناطقًا باسم القائد العام للقوات المسلحة، وهو أعلى منصب إعلامي رسمي للجيش في البلاد.
وكانت هذه الخطوة بمثابة ترقية نوعية لمكانته، حيث بات يمثل:
- صوت الحكومة العراقية في ما يخص العمليات الأمنية.
- حلقة الوصل بين الجيش والإعلام.
- الناطق باسم القيادة العسكرية العليا في أوقات الأزمات.
أزمة التصريحات حول “الجولاني” وإعفاؤه من المنصب
في أبريل 2025، صرّح اللواء يحيى رسول في لقاء إعلامي بأن “أبو محمد الجولاني هو إرهـابي قاتل مطلوب للعدالة ولا يمكن القبول بأي حوار معه”، في إشارة إلى الزعيم العسكري لهيئة تحرير الشام في سوريا.
هذا التصريح أثار موجة من الجدل السياسي والإعلامي، خاصة في ظل توازنات إقليمية حساسة، حيث اعتبره البعض:
- تصريحًا يتناقض مع بعض التوجهات الدبلوماسية.
- خروجًا عن السياق الإعلامي الرسمي الذي يتطلب “الهدوء والحذر”.
وبعد ساعات من الجدل، صدر قرار رسمي بإعفاء اللواء يحيى رسول من منصبه كمتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، وهو ما أُشير إليه في بعض التقارير على أنه قرار سياسي أكثر من كونه مهنيًا.
ردود الأفعال على إعفائه
الشارع العراقي لم يصمت، حيث انقسمت الآراء:
- مؤيدون رأوا أن تصريح اللواء كان وطنيًا وصادقًا، ويعبر عن إرادة شعبية.
- معارضون رأوا أن الموقع الحساس الذي يشغله لا يسمح بتصريحات قد تُحرج القيادة.
- صحفيون وصفوا القرار بأنه “خسارة صوت مؤثر وصادق في المشهد الأمني.”
الحياة الشخصية والجانب الإنساني
رغم موقعه الحساس، يُعرف عن اللواء يحيى رسول أنه:
- زوج وأب يعيش حياة أسرية مستقرة في بغداد.
- محبوب في الوسط الإعلامي، ويمتاز بأخلاق رفيعة وتواضع.
- يهوى القراءة ومتابعة الوثائقيات العسكرية العالمية.
- يُشارك أحيانًا في ورش عمل وندوات عن الإعلام العسكري والاتصال الاستراتيجي.
بطاقة تعريفية عن اللواء يحيى رسول
- الاسم الكامل يحيى رسول عبد الله الزبيدي
- تاريخ الميلاد 1969
- مكان الولادة بغداد – العراق
- الرتبة العسكرية لواء
- التخصص القوات الخاصة – الإعلام العسكري
- المناصب الأبرز متحدث قيادة العمليات المشتركة – متحدث القائد العام
- أبرز المعارك تحرير الموصل – حرب داعش
- تاريخ الإعفاء أبريل 2025
- سبب الإعفاء تصريح حول أبو محمد الجولاني
- الحالة العائلية متزوج وأب
الختام: يحيى رسول.. من الميدان إلى الذاكرة الوطنية
قد يغادر اللواء يحيى رسول منصبه الرسمي، لكن بصمته ستبقى راسخة في الذاكرة العراقية، فهو رجل لم يختبئ خلف المكاتب، بل وقف في الصفوف الأولى، يتحدث بثقة وشفافية، ويبني جسورًا بين الجيش والشعب.
وإن كان اليوم خارج المشهد الرسمي، فسيبقى اسمه حاضرًا كلما ذُكرت مرحلة ما بعد 2014، وانتصارات العراق ضد الإرهاب، ودور الإعلام العسكري في الصمود الوطني.
