من هو زكريا بوقيرة ويكيبيديا السيرة الذاتية؟: كيف أصبح طبيبًا بصوت معارض؟

في تونس، حيث الطب والسياسة يتقاطعان معًا في مشهد متغير، برز اسم الدكتور زكريا بوقيرة، ليس فقط كطبيب تخدير وإنعاش، بل كصوت صارخ في وجه الصمت الرسمي، ووجدان شعبي يصرخ في زمن الأزمات.
هو واحد من تلك الشخصيات التي لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، إذ امتزجت في مسيرته العلم والضمير، الجرأة والانحياز للحق، ليصير أيقونة لدى البعض، ومصدر جدل لدى البعض الآخر.
فمن هو زكريا بوقيرة؟ ولماذا تصدر العناوين في تونس وخارجها؟

 النشأة والبدايات

ولد زكريا بوقيرة سنة 1987 في تونس العاصمة لعائلة متوسطة الحال. منذ صغره، كان شغوفًا بالعلم والنقاش الحر، وهو ما دفعه لاختيار الطب طريقًا له، فدرس في كلية الطب بتونس العاصمة، ليختار لاحقًا التخصص في التخدير والإنعاش، المجال الذي يتعامل مع أدق حالات الحياة والموت، في أقسام العناية المركزة وغرف العمليات.

لكن مهنة الطب لم تكن سوى الجزء الأول من قصته… إذ كان في داخله ما هو أكبر من العلم… كانت فيه روح الناشط، والحقوقي، والإنساني.

 التكوين العلمي والمستوى الأكاديمي

تمكّن بوقيرة من نيل شهادته الطبية بامتياز، وخضع لبرامج تدريب دقيقة في عدة مستشفيات عمومية، حيث اكتسب مهاراته في التخدير، التعامل مع الطوارئ، والعناية المركزة.

وقد ساهم عمله في أقسام الحالات الحرجة في تطوير وعيه بحالة المنظومة الصحية في تونس، التي لطالما عانى منها المواطن البسيط والطبيب معًا.

كان يتحدث كثيرًا عن نقص المعدات، سوء توزيع الموارد، وتأخر التدخلات… ولكن ما فعله لاحقًا لم يكن مجرد تذمر طبيب، بل ثورة واعية من داخل الرداء الأبيض.

 النشاط الحقوقي والطلابي قبل الثورة

حتى قبل انطلاق الثورة التونسية في ديسمبر 2010، كان زكريا بوقيرة حاضرًا بقوة في الفضاءات الطلابية، وخصوصًا داخل الجامعات، حيث عُرف بمشاركته في النقاشات الفكرية التي كانت تدور حول القضايا الوطنية والعدالة الاجتماعية.
كان من أبرز الأصوات التي تطالب بالإصلاح، وحرية التعبير، وتطوير التعليم الطبي، ووقف التجاوزات داخل المنظومة الجامعية.

ومع سقوط النظام السابق، زادت وتيرة نشاطه، واتخذ مسارًا علنيًا أكثر جرأة وصراحة.

 بوقيرة في زمن كورونا: صوت في وجه العاصفة

مع بداية جائحة كورونا عام 2020، خرج الدكتور زكريا بوقيرة من دائرة الطبيب العادي إلى دائرة الصوت الشعبي.

أبرز ما فعله خلال الجائحة:

  • أطلق تنبيهات متكررة عبر صفحاته الشخصية في فيسبوك وإنستغرام حول خطورة تفشي الفيروس.
  • دعا بوضوح إلى فرض حجر صحي شامل في وقت رفضت فيه الدولة الإغلاق الكامل.
  • كشف بالأرقام والصور نقص الأكسجين والمعدات الطبية في مستشفيات تونس.
  • اتهم وزارة الصحة والحكومة بـ “إخفاء الأرقام الحقيقية” و”عدم احترام البروتوكولات”.
  • تحول بوقيرة إلى مرجع شعبي، إذ لجأ إليه آلاف التونسيين للحصول على المعلومة الصادقة، فيما اعتبره آخرون “مهووسًا بالمبالغة” و”مثيرًا للذعر”.

 صدامات مع السلطات

بسبب مواقفه الصريحة، استُدعي بوقيرة أكثر من مرة من قبل النيابة العمومية، وواجه اتهامات من قبيل:

  • نشر أخبار زائفة.
  • تكدير السلم العام.
  • التشهير بمؤسسات الدولة.
  • لكن كل هذه المحاولات لم تثنه عن مواصلة ما اعتبره “واجبًا أخلاقيًا تجاه الناس”، وكان يرد دائمًا:

“إذا لم يكن للطبيب صوت في زمن الوباء… فمتى يتكلم؟”

 الحضور الرقمي والتأثير الجماهيري

بوقيرة لم يكن ناشطًا ميدانيًا فقط، بل كان أيضًا أحد أشهر الوجوه على فيسبوك في تونس خلال الجائحة.
تجاوز عدد متابعيه عشرات الآلاف، وكان جمهوره يتفاعل بقوة مع منشوراته، التي جمع فيها بين:

  • المعلومة الطبية الدقيقة
  • التحليل السياسي الجريء
  • اللغة البسيطة والقريبة من الناس

هذه التوليفة جعلته يتفوق على كثير من الإعلاميين والأطباء الأكاديميين، ويجعل من صفحته مصدرًا “شبه رسمي” للمعلومة.

 مواقف مثيرة للجدل

طوال مسيرته، لم يكن بوقيرة يسير في خط الوسط. فقد تبنّى مواقف حادة في مواضيع عدّة:

  • انتقد “الطبقية الصحية” في تونس.
  • هاجم فساد المسؤولين في القطاع الصحي.
  • رفض ما اعتبره “سياسات التلاعب بأرواح الناس”.
  • دعا مرارًا إلى مراجعة السياسة الصحية من الجذور.
  • وقد اعتبره البعض في الإعلام أنه يتجاوز اختصاصه كطبيب إلى منطقة السياسة، لكنه ردّ على ذلك قائلًا:

“أنا طبيب قبل أن أكون ناشطًا، وأعرف جيدًا متى أتكلم طبيًا، ومتى أتكلم إنسانيًا”.

 ماذا قدّم لتونس؟

قد يتساءل البعض: ماذا قدم بوقيرة فعليًا؟ الإجابة تكمن في:

  • مساهمته في نشر الوعي الصحي بشكل لم تفعله بعض الوزارات.
  • تحويله للصراع الصحي إلى قضية ضمير وشفافية.
  • فضحه للعديد من أوجه التقصير داخل المستشفيات.
  • منح صوتًا للمواطن البسيط الذي لم يكن يجد من يسمعه.

 ما هو إرث زكريا بوقيرة اليوم؟

حتى بعد وفاته في ظروف غامضة، لا يزال اسمه يُتداول كرمز للطبيب الذي لم يسكت، للإنسان الذي لم يهادن، وللناشط الذي جعل من مهنته رسالة حياة.

لقد كان، كما وصفه أحد متابعيه:

“رجل وقف وحده ليقول الحقيقة في وقت كانت الحقيقة ممنوعة”.

 ملخص سيرته الذاتية

  • الاسم الكامل زكريا بوقيرة
  • تاريخ الولادة 1987
  • مكان الميلاد تونس العاصمة
  • التخصص الطبي التخدير والإنعاش
  • أهم المواقف ناشط خلال جائحة كورونا، دعا للحجر الصحي الشامل
  • أبرز الصدامات استدعاءات قضائية بسبب تصريحاته
  • الوفاة أبريل 2025 – في ظروف غامضة (قيد التحقيق)

أيمن سعيد

محرر علمي يتمتع بمهارات تحرير قوية واهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، قادر على شرح المفاهيم العلمية المعقدة بطريقة سهلة الفهم، يجيد كتابة المقالات العلمية والتقارير البحثية، لديه خبرة في تحرير محتوى علمي متنوع، يتابع أحدث الاكتشافات والتطورات العلمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !