سبب وفاة الدكتور زكريا بوقيرة في ظروف غامضة.. لغز يهز تونس

في مشهد صادم ومثير للقلق، استيقظت تونس صباح الأربعاء على خبر العثور على جثة الدكتور زكرياء بوقيرة داخل شقته بمنطقة المرسى، إحدى الضواحي الراقية للعاصمة.

الوفاة لم تكن متوقعة، والأسباب لا تزال غامضة، ما فتح أبواب التكهنات على مصراعيها، وأعاد إلى الأذهان السجال القديم حول شخصية هذا الطبيب الشاب الذي لم يكن عاديًا في يوم من الأيام.

  • فمن هو زكرياء بوقيرة؟
  • ولماذا تحيط الغموض بوفاته؟
  • وهل من شبهة جنائية خلف الحادث؟

في هذا المقال نستعرض التفاصيل الكاملة، من حياته المهنية إلى نشاطه السياسي، وآخر المستجدات حول الحادث الذي أصبح حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل.

 من هو الدكتور زكريا بوقيرة ويكيبيديا؟

ولد زكريا بوقيرة عام 1987، ودرس الطب في تونس العاصمة، ليتخصّص لاحقًا في التخدير والإنعاش، وهو التخصص الذي يتعامل مع أكثر الحالات الطبية دقة وحساسية.

لكن لم يكن الطب وحده مجال تفوّقه، فقد عُرف بوقيرة بميوله الحقوقية ونشاطه السياسي منذ سنوات ما قبل الثورة التونسية.

 نشاطه البارز خلال جائحة كورونا

خلال ذروة تفشي فيروس كورونا، ظهر اسم بوقيرة بقوة على الساحة التونسية، حيث:

  • كان من أوائل الأطباء الذين نبهوا لخطورة الفيروس وتداعياته.
  • طالب مرارًا بتطبيق حجر صحي شامل، ووجّه انتقادات حادة لإدارة الأزمة من قبل الدولة.
  • تحدث عن نقص حاد في الأكسجين والمعدات داخل المستشفيات.
  • اتهم السلطات بإخفاء الأرقام الحقيقية للوفيات والإصابات.

أثارت تصريحاته تلك ضجة واسعة، بين مؤيد رأى فيه ضميرًا حيًا وصوتًا نزيهًا، وبين من اتهمه بالمبالغة وتهويل الوضع لأغراض سياسية.

 صدامات متكررة مع السلطات

ما ميّز بوقيرة أكثر من غيره هو لجوؤه المباشر إلى صفحته على فيسبوك، التي تحولت خلال الجائحة إلى منصة إعلامية بديلة، ينشر من خلالها:

  • تحليلات طبية.
  • مواقف سياسية ناقدة.
  • توثيقات بالفيديو من المستشفيات والطرقات.

وقد تم استدعاؤه أكثر من مرة من قبل النيابة العمومية بتهم تتعلق بـ”نشر معلومات مغلوطة” و”الإضرار بالسلم الاجتماعي”، إلا أن هذه الاستدعاءات لم تُسفر عن إدانة رسمية.

 واقعة 2011.. بداية الحكاية

في نوفمبر 2011، كان بوقيرة أحد شهود العيان على واقعة عنف في مطار تونس قرطاج، حيث قام بتوثيق ما وصفه بـ”اعتداء من عناصر أمنية على أحد المواطنين”.

تم اعتقاله حينها لساعات، ليخرج لاحقًا بكفالة، وتتحول الواقعة إلى نقطة تحول جعلته يدخل المجال الحقوقي من أوسع أبوابه.

 وفاته الغامضة في المرسى.. ماذا حدث؟

في فجر الأربعاء 17 أبريل 2025، تلقت السلطات التونسية بلاغًا يفيد بوجود رائحة غريبة في شقة أحد المواطنين.

وبعد الدخول إلى المكان، تم العثور على جثة الدكتور زكرياء بوقيرة ملقاة على الأرض في غرفة المعيشة، دون وجود علامات واضحة على العنف أو السرقة.

تم استدعاء وحدات الأمن والطب الشرعي، وأذنت النيابة العمومية بفتح تحقيق فوري.

 الطب الشرعي يدخل على الخط

أُمرت الجثة بالتحول إلى مركز الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول في العاصمة، لإجراء فحص دقيق.

وبحسب مصدر من داخل اللجنة الطبية، سيتم فحص النقاط التالية:

  • عينات من الدم لكشف وجود أي مواد سامة أو مخدرة.
  • فحص القلب والرئتين للتحقق من الأسباب الطبيعية.
  • البحث عن أي إصابات داخلية أو مؤشرات تدل على العنف.

نتائج التشريح لم تصدر بعد، إلا أن مصادر أمنية أكدت أن التحقيق لا يستبعد أي فرضية، بما في ذلك:

  • الانتحار.
  • الوفاة الطبيعية بسبب نوبة قلبية.
  • تدخل طرف ثالث.

 هل كان يشعر بالخطر؟

منشوراته الأخيرة على فيسبوك حملت الكثير من الرسائل الغامضة، منها:

  • “عندما تغدو الكلمة تهمة، يصبح الصمت خيانة”.
  • “بعض الحروب لا تُعلن، لكنها تُخاض بصمت، وتُكلف أرواحًا”.
  • هذه العبارات دفعت المتابعين للتساؤل: هل كان زكرياء يمر بأزمة نفسية؟
  • أم كان يتلقى تهديدات مباشرة؟

 التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي

بمجرد انتشار الخبر، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدات ومنشورات تحت وسم

  • #زكرياء_بوقيرة
  • #وفاة_غامضة
  • #طبيب_الحق

وكتب أحدهم:

“بوقيرة قال الحقيقة في زمن الخوف، فهل كانت هذه نهايته؟”

وكتبت أخرى:

“الطبيب الذي دافع عنا أيام كورونا، من سيدافع عنه الآن؟”

 هل هناك دوافع سياسية؟

بعض المدافعين عن بوقيرة ذهبوا إلى أبعد من ذلك، معتبرين أن وفاته قد تكون “اغتيالًا ناعمًا” على خلفية:

  • مواقفه المعارضة لسياسات الدولة.
  • كشفه لأسرار القطاع الصحي.
  • دعواته المتكررة للمحاسبة والشفافية.

لكن بالمقابل، هناك من دعا إلى عدم التسرع في إصدار الأحكام وانتظار تقرير الطب الشرعي والنيابة.

 مسيرة مهنية قصيرة.. لكن مؤثرة

على الرغم من صغر سنه، استطاع بوقيرة أن:

  • يُحرك الشارع التونسي مرات عديدة.
  • يفرض نفسه كأحد رموز ما بعد الثورة.
  • يجمع بين الطب والحقوق والإعلام.
  • وكان يحلم بتأسيس منظمة تجمع بين الطب والحقوق، تقدم الدعم للضحايا والمرضى.

هل كان يعاني من مشاكل صحية أو نفسية؟

مقربون من العائلة أكدوا أن زكرياء لم يكن يعاني من أمراض مزمنة، لكنه كان متأثرًا من تقلص فرص العمل في القطاع العمومي، ومحبطًا من تراجع دور الأطباء في صناعة القرار.

 أبرز المحطات في حياة زكريا بوقيرة

  • 2011 اعتقاله بمطار تونس قرطاج بعد توثيق اعتداء أمني
  • 2020 صعوده إلى الواجهة الإعلامية خلال جائحة كورونا
  • 2021 دعوته إلى فرض حجر صحي شامل واتهامه السلطات بالتقصير
  • 2023 خروجه من المستشفى بعد إصابته بكورونا
  • 2025 العثور على جثته داخل شقته في المرسى

يحيى سالم

كاتب متمرس يتميز بأسلوب شيق ويمتلك شغفاً لا ينضب تجاه المعرفة. يغطي مجموعة واسعة من المواضيع، بدءاً من السياسة والاقتصاد وصولاً إلى الثقافة والفنون والتكنولوجيا. يهدف من خلال كتاباته إلى إثراء القارئ العربي وتزويده بمعلومات قيمة ورؤى جديدة حول العالم من حوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !