تفاصيل اعتقال عبدالعزيز هارون.. من هو عبدالعزيز هارون ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ ولماذا أثار توقيفه كل هذا الجدل؟

في واحدة من أكثر القضايا الأمنية إثارة للجدل في الأردن خلال السنوات الأخيرة، تصدّر اسم المهندس عبدالعزيز عماد الدين عزام هارون عناوين الصحف ونشرات الأخبار بعد اعتقاله المفاجئ في ديسمبر 2023. فقد تم توقيفه دون توجيه تهمة رسمية معلنة، واحتجازه في زنزانة انفرادية وسط ظروف وصفتها منظمات حقوقية بـ “المقلقة” للغاية.

ما زاد من الجدل هو أن عبدالعزيز لا يُعد شخصية عادية في المجتمع الأردني، بل ينتمي لعائلة ذات تأثير سياسي وديني معروف، ويتمتع بمكانة أكاديمية ومهنية مرموقة في مجال هندسة الطيران.

فمن هو عبدالعزيز هارون؟ ولماذا تحوّل اعتقاله إلى قضية رأي عام تتصدر حديث الصحافة المحلية والمنظمات الدولية؟

من هو عبدالعزيز هارون ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

عبدالعزيز هارون هو مهندس طيران أردني، ينتمي إلى عائلة ذات إرث مزدوج من السياسة والدين:

  • جده السياسي: النائب السابق عبدالعزيز جبر
  • جده الديني: الشيخ عزام هارون، من الوجوه الإسلامية البارزة
  • مؤهلاته الأكاديمية: يحمل شهادة هندسة طيران من جامعة معترف بها دوليًا
  • نشاطه المجتمعي: معروف بعمله التطوعي في المبادرات الشبابية والتنموية، وله تأثير واسع بين شباب الجامعات الأردنية

هذا المزج بين الخلفية السياسية والانتماء الديني، إضافة إلى نشاطه الجماهيري، جعل من عبدالعزيز شخصية ذات حضور، ولكنه – في ظل التوترات الإقليمية والداخلية – وُضع أيضًا تحت المجهر الأمني.

تفاصيل اعتقال عبدالعزيز هارون: اقتياد مفاجئ وسط صمت رسمي

في ديسمبر 2023، تم اعتقال عبدالعزيز بطريقة مباغتة من مقر عمله في إحدى شركات الطيران، حيث اقتيد معصوب العينين ومقيد اليدين إلى منزله الذي تعرض لتفتيش دقيق، وتمت مصادرة عدد من متعلقاته.

اللافت أن عملية الاعتقال تمت:

  • دون مذكرة توقيف معلنة
  • بدون توجيه تهم مباشرة
  • دون السماح بمحامٍ أو تواصل حر مع أسرته

بحسب ما أكدت والدته، الإعلامية دعاء جبر، فإن ابنها محتجز في زنزانة انفرادية، ويُمنع من التواصل الكامل مع ذويه أو محاميه، ويُسمح له فقط بزيارات محدودة لا تتجاوز عشر دقائق أسبوعيًا.

الأمر الذي دفعها للمطالبة علنًا بكشف مصير ابنها، ووقف ما وصفته بـ “الضغوط النفسية” التي يتعرض لها داخل محبسه.

الاعترافات المصورة: هل هي دليل أم أداة ضغط؟

في 15 أبريل 2025، نشرت السلطات الأردنية تسجيلًا مصورًا يظهر فيه عبدالعزيز هارون إلى جانب معتقلين آخرين، يقر فيه بما يلي:

  • أنه يشغل منصبًا قياديًا في جماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة
  • أنه تلقى دعمًا ماليًا خارجيًا
  • أنه شارك في تجنيد شباب لدورات فكرية وأمنية

غير أن هذه الاعترافات قوبلت بـ تشكيك واسع من قبل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، خاصة في ظل:

  • عدم وجود محاكمات عادلة حتى تاريخ التسجيل
  • احتمالية تعرض المعتقلين لـ ضغوط أو إكراه خلال فترة الاعتقال
  • غياب الشفافية حول ظروف التصوير ومدته والموافقات القانونية
  • منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أعربتا عن قلقهما إزاء “انتهاك حقوق المتهمين في محاكمة عادلة”.

انتماؤه للإخوان المسلمين.. هل هو السبب وراء الاعتقال؟

جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تعتبرها الحكومة “غير قانونية” منذ عام 2016، وتمّ تجميد نشاطها وإغلاق مقراتها. وبحسب المراقبين، فإن اعتقال عبدالعزيز يأتي في سياق حملة أشمل ضد التيار الإسلامي الذي يتخذ مواقف مناصرة للمقاومة الفلسطينية.

ما جعل الوضع أكثر حساسية:

  • تزامن الاعتقالات مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية المؤيدة لفلسطين
  • تصاعد الخطاب السياسي والديني من شخصيات محسوبة على الإخوان
  • اعتبار بعض الأنشطة الطلابية المرتبطة بعبدالعزيز تهديدًا للأمن الداخلي
  • وعليه، يرى البعض أن اعتقال عبدالعزيز ليس فقط على خلفية قانونية، بل ضمن رسالة سياسية موجهة للتيار الإسلامي في البلاد.

الغموض القانوني: محاكمة مؤجلة أم توقيف تعسفي؟

حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تُصدر السلطات الأردنية:

  • لائحة اتهام رسمية
  • موعدًا لمحاكمة واضحة
  • أي توضيح قانوني معلن للرأي العام
  • الأمر الذي يطرح تساؤلات كبيرة حول:
  • شرعية الاحتجاز المطوّل دون محاكمة
  • مخالفات دستورية أو قانونية محتملة
  • إمكانية استخدام الاعتقال كأداة للضغط السياسي

ردود الفعل الحقوقية والإعلامية

  • أطلقت منظمات حقوقية حملات تضامن مع عبدالعزيز
  • نظمت أسرته وقفات احتجاجية أمام مجلس النواب

عبّر مئات الناشطين الأردنيين والعرب عبر منصات التواصل عن تضامنهم، وطالبوا بـ:

  • إطلاق سراحه
  • تقديمه لمحاكمة علنية وعادلة
  • حماية حقوقه كمواطن ومهندس شاب مستقل

هل القضية شخصية أم نموذج لمناخ سياسي مضطرب؟

عبدالعزيز هارون لم يكن أول من يُعتقل دون محاكمة واضحة في الأردن، ولكن قضيته أعادت تسليط الضوء على:

  • واقع الحريات العامة في البلاد
  • مستقبل التيارات المعارضة
  • قدرة المؤسسات الرسمية على تحقيق التوازن بين الأمن والحقوق

وفي ظل توتر إقليمي متصاعد، يبدو أن السلطات تتجه إلى تعزيز القبضة الأمنية، حتى وإن كان ذلك على حساب شخصيات معتدلة أو إصلاحية.

أبرز محطات عبدالعزيز هارون قبل اعتقاله

  • التحق بعد تخرجه بمؤسسة طيران كبرى في الأردن
  • شارك في مبادرات تطوعية وتنموية شبابية
  • عرف بمشاركته في فعاليات مناصرة للقضية الفلسطينية
  • تم استضافته في عدة ندوات فكرية داخل الجامعات الأردنية
  • لم يُسجّل عليه أي نشاط حزبي علني مخالف للقانون، بحسب شهادات زملائه

خاتمة: إلى أين تمضي قضية عبدالعزيز هارون؟

في ظل الصمت الرسمي، وغياب الوضوح القانوني، تبقى قضية عبدالعزيز هارون مفتوحة على احتمالات كثيرة. لكن المؤكد أنها تحوّلت إلى نقطة اختبار حقيقية لمؤسسات العدالة وحرية التعبير في الأردن.

  • فهل نرى تسوية قانونية عادلة تنهي هذه المأساة الإنسانية؟
  • أم أن القصة ستبقى حبيسة الغموض، كما عشرات القضايا التي انتهت دون إجابات؟

وحده الوضوح، والمحاكمة العادلة، يمكن أن يُعيد الثقة في مؤسسات القانون، ويضع حدًا لهذه الأزمة.

 

ريم عبد العزيز

كاتبة متألقة تتمتع بروح حرة وشغف لا ينضب بالاستكشاف. تجذب قراءها بأسلوبها العفوي والصادق، وقدرتها على نسج القصص التي تلامس القلوب وتثير التفكير. تتناول سلمى في كتاباتها مواضيع متنوعة، من قضايا الهوية والانتماء إلى قضايا البيئة وحماية الحيوان، وتسعى دائماً إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية في كل قصة ترويها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !