سبب مقتل الأستاذة هاجر العيادر المغربية الحقيقي: تصاعد العنف في معاهد التكوين حادثة أرفود نموذجًا
أسباب وفاة أستاذة أرفود.. القصة الكاملة
في حادثة مؤلمة هزّت المجتمع المغربي، توفيت الأستاذة هاجر العيادر، المكونة بمعهد التكوين المهني بمدينة أرفود، إثر اعتداء غادر من أحد المتدربين. هذا الحادث لم يكن مجرد واقعة فردية، بل كشف عن تصاعد مقلق في حالات العنف داخل مؤسسات التكوين المهني، مما أثار ردود فعل غاضبة من النقابات والمجتمع المدني، ودفع إلى تسليط الضوء على ضرورة تعزيز السلامة والحماية في هذه المؤسسات.
سبب مقتل الأستاذة هاجر العيادر المغربية
في يوم الأحد، 13 أبريل/ أفريل 2025، أعلنت نقابة الجامعة الوطنية للتكوين المهني عن وفاة الأستاذة هاجر العيادر، بعد تعرضها لاعتداء جسدي من أحد المتدربين في معهد التكوين المهني بأرفود. الاعتداء، الذي وصف بأنه “هجوم غادر”، أدى إلى إصابات خطيرة تسببت في وفاتها، مما أثار حالة من الصدمة والحزن بين زملائها والطلاب والمجتمع بأسره.
ردود الفعل النقابية
أعربت الجامعة الوطنية للتكوين المهني، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، عن استنكارها الشديد للحادثة، ووصفتها بأنها نتيجة لتصاعد العنف داخل مؤسسات التكوين المهني. في بيان رسمي، دعت النقابة إلى سلسلة من الإجراءات الاحتجاجية، بما في ذلك:
- حمل الشارة السوداء يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، تعبيرًا عن الحداد والتضامن.
- الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الفقيدة في جميع مقرات العمل الساعة الواحدة والربع بعد الزوال.
- تنظيم وقفات احتجاجية موحدة داخل مقرات العمل من الساعة الثانية عشرة زوالاً إلى الساعة الثانية بعد الزوال.
- وأكدت النقابة أن هذه الإجراءات تهدف إلى تسليط الضوء على تزايد حالات العنف ضد الأطر التكوينية، والمطالبة باتخاذ تدابير فورية لضمان سلامتهم.
تفاصيل تصاعد العنف في مؤسسات التكوين المهني
ليست حادثة وفاة الأستاذة هاجر العيادر الأولى من نوعها، فقد شهدت مؤسسات التكوين المهني في المغرب تزايدًا في حالات العنف، سواء الجسدي أو اللفظي، ضد الأطر التكوينية. في وقت سابق، تعرضت أستاذة بمعهد التكوين المهني بمدينة أزمور لاعتداء شنيع، مما يدل على تفاقم هذه الظاهرة.
النقابة أشارت إلى أن هذه الاعتداءات تعكس “الوضع المأساوي” الذي آلت إليه مؤسسات التكوين المهني، وتضع علامات استفهام حول عدم مبالاة الإدارة وسوء تعاملها مع سلامة وأمن الأطر التكوينية.
مطالب النقابة والإجراءات المقترحة
في ضوء هذه الأحداث، طالبت الجامعة الوطنية للتكوين المهني بعدة إجراءات عاجلة، منها:
- فتح تحقيق نزيه وشفاف في جميع قضايا الاعتداءات المسجلة، ومتابعة الجناة إداريًا وقضائيًا دون تهاون.
- تفعيل الإجراءات الوقائية والأمنية داخل مؤسسات التكوين، من خلال توفير عناصر أمن مؤهلة.
- مراجعة القوانين الداخلية وشروط تسجيل المتدربين، لضمان عدم تحول المؤسسات التكوينية إلى مراكز للعنف.
- تنظيم حملات تحسيسية لترسيخ قيم الاحترام والانضباط داخل الفضاءات التكوينية.
- وأكدت النقابة أن حماية الموارد البشرية داخل قطاع التكوين المهني مسؤولية ملحة لا تقبل التأجيل أو التساهل.
ردود فعل المجتمع المدني والأسر
أثارت حادثة وفاة الأستاذة هاجر العيادر ردود فعل واسعة من قبل المجتمع المدني وأسر المتدربين. دعا العديد من النشطاء إلى ضرورة تعزيز التوعية بأهمية احترام الأطر التكوينية، وتربية الأبناء على الأخلاق الحميدة والتعامل الإيجابي مع المعلمين.
كما طالبوا بضرورة إشراك وسائل الإعلام في حملات توعوية تسلط الضوء على مخاطر العنف داخل المؤسسات التعليمية، وتشجع على بيئة تعليمية آمنة ومحترمة.
خاتمة
حادثة وفاة الأستاذة هاجر العيادر ليست مجرد واقعة مؤلمة، بل هي جرس إنذار يدق بقوة لتنبيه الجميع إلى خطورة تصاعد العنف داخل مؤسسات التكوين المهني. يتطلب الأمر تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من إدارات ونقابات وأسر ومجتمع مدني، للعمل سويًا على خلق بيئة تعليمية آمنة ومحترمة، تضمن سلامة وكرامة الأطر التكوينية.