سبب سحب الجنسية الكويتية من الإعلامي إبراهيم بو عيده.. صدمة إعلامية تعيد الجدل حول “الأعمال الجليلة”

لم تكن مجرد فقرة خبرية عابرة، بل كانت صدمة مدوية في الوسط الإعلامي الكويتي والخليجي حين صدر القرار بسحب الجنسية الكويتية من الإعلامي إبراهيم محمد رزق أبو عيده، المعروف باسم “إبراهيم بو عيده”. وفي وقت اعتادت فيه الساحة الكويتية على جدلية الجنسية والتجنيس، جاءت هذه الخطوة لتفتح الباب على مصراعيه أمام نقاش واسع: من يستحق الجنسية؟ ومتى يمكن سحبها؟ وهل تتحول الجنسية في بعض الحالات إلى سيف مسلط على رقاب من أخلصوا العمل؟

ففي إبريل 2025، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية قرارًا إداريًا مفاجئًا يقضي بسحب الجنسية من بو عيده، بعد نحو 20 عامًا من حصوله عليها. السبب؟ “عدم استيفاء معايير بند الأعمال الجليلة”، وهو البند الذي طالما كان موضع تساؤلات وانتقادات.

لكن ما الذي حدث تحديدًا؟ ومن هو إبراهيم بو عيده؟ ولماذا أثار قرار سحب جنسيته كل هذا الصخب؟ هذا ما نستعرضه في هذا التقرير الكامل.

 من هو إبراهيم بو عيده؟ إعلامي من الظل إلى الصدارة

يحمل إبراهيم محمد رزق أبو عيده، المعروف إعلاميًا باسم “إبراهيم بو عيده”، سيرة إعلامية متوازنة، بدأها بهدوء عبر الصحافة المحلية، ثم انتقل إلى تقديم البرامج على القنوات الكويتية، أبرزها قناة “العدالة”، حيث لمع اسمه عبر برنامجه الاجتماعي السياسي “هموم الناس”.

ولد بو عيده في الأردن لأب فلسطيني الأصل، وترعرع في بيئة سياسية معقدة، لكنه تمكن من بناء نفسه داخل الإعلام الكويتي بجهده المهني. عُرف بأسلوبه الهادئ، الموضوعي، والمهذب، مبتعدًا عن إثارة الجدل، مكتفيًا بطرح القضايا المجتمعية بلمسة إنسانية.

حصل على الجنسية الكويتية في عام 2005 بموجب بند الأعمال الجليلة، بعد أن قدم عددًا من البرامج والأنشطة الإعلامية التي اعتُبرت ذات تأثير إيجابي على المجتمع.

 بند الأعمال الجليلة.. أساس منح الجنسية وأداة سحبها!

واحدة من أكثر المواد القانونية إثارة للجدل في قانون الجنسية الكويتي هي المادة الخامسة، والتي تسمح بمنح الجنسية الكويتية لمن يقدم “خدمات جليلة” للدولة، في مجالات مثل:
الإعلام – الرياضة – الاقتصاد – الأمن – الثقافة.

لكن مع مرور الوقت، تحولت هذه المادة إلى سيف ذي حدين، فكما تُستخدم لتكريم من قدموا خدمات للدولة، تُستخدم كذلك لسحب الجنسية لاحقًا إذا اعتُبر أن تلك الخدمات لم تعد تبرر استمرار الامتياز.

ومع صدور المرسوم الأميري رقم 217 لسنة 2024، والذي شدد على ضرورة مراجعة ملفات التجنيس، أُعيد النظر في آلاف الحالات، من بينها حالة إبراهيم بو عيده.

 متى تم سحب الجنسية من بو عيده؟ وما السبب الرسمي؟

في أبريل 2025، وضمن حملة حكومية موسعة لمراجعة ملفات الجنسية الممنوحة خلال العقود الماضية، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية رسميًا سحب الجنسية من الإعلامي إبراهيم محمد رزق أبو عيده، على خلفية ما سمّته “عدم استيفاء معايير الأعمال الجليلة وفق القانون الجديد”.

وحسب البيان الرسمي، فإن إعادة التقييم كشفت أن بعض الملفات التي مُنحت الجنسية بناءً على أعمال سابقة لا تنسجم مع المعايير المحدثة، وهو ما أدى إلى اتخاذ قرارات بالسحب ضمن إعادة التنظيم الشاملة.

 تداعيات القرار على الحالة النفسية والصحية لإبراهيم بو عيده

القرار لم يكن مجرد إجراء قانوني، بل كان بمثابة ضربة قاصمة للرجل الذي قضى عقودًا من عمره في خدمة الإعلام الكويتي. فوفق ما تداولته مصادر قريبة، فقد تعرض بو عيده لحالة من الانهيار العصبي فور سماعه بالخبر، ودخل في أزمة نفسية حادة.

تحدث بعض الإعلاميين المقربين عن أن حالته الصحية تدهورت، وتعرض لهبوط حاد في ضغط الدم، نُقل على إثره إلى المستشفى، وسط صمت رسمي لم يُصدر أي توضيح بشأن وضعه أو ما إذا كانت هناك إمكانية للطعن في القرار.

 الجنسية الأصلية لإبراهيم بو عيده.. والعودة إلى “اللا هوية”

قبل تجنيسه، كان إبراهيم بو عيده يحمل الجنسية الفلسطينية، حيث وُلد في الأردن لعائلة من اللاجئين الفلسطينيين. ومع القرار الأخير، يصبح وضعه القانوني في الكويت “مقيم غير كويتي”، أو ضمن فئة “البدون”، ما يعرضه لمجموعة كبيرة من التحديات القانونية والاجتماعية.

ولأن فئة البدون تُعاني أصلًا من صعوبات في التعليم، والرعاية الصحية، والتوظيف، فإن إعادة بو عيده لهذا الوضع تشكل نكسة كبرى في مسيرته الشخصية والمهنية.

 بو عيده ليس وحده.. موجة قرارات تشمل شخصيات معروفة

لم يكن بو عيده الاسم الوحيد الذي طاله القرار، بل شمل السحب أيضًا شخصيات بارزة أخرى، مثل:

  • الداعية الشيخ نبيل العوضي
  • الفنان محمد العجيمي
  • عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية الأخرى

وقد رُبطت هذه الحملة بجهود الدولة في “إعادة التوازن الديموغرافي” و”تعزيز الهوية الوطنية الكويتية”، كما ورد في التصريحات الرسمية.

لكن في المقابل، رأى البعض أن القرارات اتسمت بـ”الانتقائية”، وافتقرت إلى الشفافية والمعايير الواضحة.

 ردود فعل الشارع الكويتي والإعلامي

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا مع خبر سحب جنسية بو عيده، بين متضامن معه، ومؤيد للقرار، ومتخوف من اتساع رقعة الإجراءات.

كتب أحد الإعلاميين على منصة “إكس”:

“إبراهيم بو عيده إعلامي محترم، قدّم الكثير.. وقد يكون القرار قانونيًا، لكن توقيته وطريقته تحتاج لمراجعة إنسانية.”

بينما قال ناشط حقوقي:

“سحب الجنسية عقوبة قاسية، خاصة حين لا تكون هناك محاكمة أو تحقيق علني. المواطنة ليست منحة، بل حق إنساني.”

 هل هناك أمل في استئناف القرار أو الطعن فيه؟

حتى الآن، لا توجد معلومات واضحة حول ما إذا كان بإمكان إبراهيم بو عيده الطعن في القرار أمام المحاكم الكويتية. فغالبًا ما تُعتبر قرارات سحب الجنسية في الكويت نهائية، ويُصدرها أمير البلاد بناءً على توصية وزارة الداخلية.

لكن مع تزايد التغطية الإعلامية والتضامن الشعبي، قد يتم فتح باب المراجعة لبعض الحالات الحساسة، لا سيما تلك التي تتعلق بأشخاص لم تصدر بحقهم أي إدانات جنائية.

 الأسئلة الشائعة

ما سبب سحب الجنسية من إبراهيم بو عيده؟
بحسب بيان وزارة الداخلية، جاء القرار بسبب “عدم استيفاء المعايير القانونية لبند الأعمال الجليلة”.

متى حصل على الجنسية الكويتية؟
في عام 2005، بموجب المادة الخامسة من قانون الجنسية.

ما جنسيته الأصلية؟
فلسطيني من مواليد الأردن.

ما هو وضعه القانوني الحالي؟
يُعتبر الآن “مقيم غير كويتي” أو في فئة “البدون”.

هل يمكنه استئناف القرار؟
لم تعلن أي جهة عن إمكانية الطعن في القرار حتى الآن.

أحمد شلبي

محرر مُحنك مع خبرة واسعة في تحرير ومراجعه المحتوى الإخباري بأنواعه المختلفة، يمتلك مهارات ممتازة في القواعد والنحو والهجاء والتدقيق اللغوي، يتمتع بقدرة عالية على التحقق من صحة المعلومات والبيانات، لديه إلمام واسع بالأحداث الجارية والقضايا الراهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !