قصة فيديو آدم بنشقرون Adam Benchekroun تشعل السوشيال ميديا المغربية وتتصدر الترند.. ما الحقيقة؟
في عالم يسير بسرعة الضوء، أصبح مقطع فيديو لا يتجاوز دقائق معدودة قادرًا على قلب الموازين، وتغيير مسار حياة أشخاص. وهذا تمامًا ما حدث في الأيام الماضية مع التيكتوكر المغربي الشاب آدم بنشقرون، الذي تصدّر اسمه محركات البحث والمنصات الرقمية بعد انتشار فيديو مسيء منسوب إليه، أثار ضجة كبرى وسط الرأي العام المغربي والعربي، وفتح باب النقاش حول مسؤولية صناع المحتوى وحدود حرية التعبير في الفضاء الرقمي.
من هو آدم بنشقرون؟
آدم بنشقرون هو أحد صناع المحتوى الشباب على تطبيق تيك توك، استطاع في فترة وجيزة أن يحظى بمتابعة كبيرة داخل المغرب من خلال محتوى يصفه البعض بالساخر والمثير للجدل، ويتبنى نمطًا متمردًا أحيانًا على الأعراف والتقاليد.
وقد عرف عنه حضوره القوي على مختلف منصات التواصل، وخاصة تيك توك وإنستغرام، بمحتوى يعتبره البعض خفيف الظل، بينما يراه آخرون متجاوزًا لحدود اللياقة والاحترام العام، وهو ما جعله دومًا في مرمى الانتقادات.
القصة الكاملة: فيديو آدم بنشقرون Adam Benchekroun
بدأت القصة مع تداول مقطع فيديو قصير عبر تيليجرام، يظهر فيه شخص يُعتقد أنه آدم بنشقرون، في أوضاع غير لائقة وخادشة للحياء العام. لم تمضِ ساعات حتى تسلل الفيديو إلى منصات مثل فيسبوك، تويتر، تيك توك، وإنستغرام، وانهالت المشاركات والتعليقات، بين مشمئز مما شاهده، ومتهم، ومطالب بمحاسبة المتورطين.
المحتوى المثير للجدل
الفيديو، الذي لم يتم تأكيد صحته أو نفيه رسميًا من قبل آدم، تضمن مشاهد اعتبرها المغاربة غير أخلاقية ومنافية للقيم المجتمعية، مما أثار حالة من الغضب والاستنكار.
ردود الفعل: بين الغضب والدعوة للتحقيق
غضب شعبي واسع
انهالت آلاف التعليقات على مختلف المنصات، مطالبة بضرورة محاسبة صاحب الفيديو، ورفع دعاوى قضائية بحقه، واعتبر كثيرون أن ما حصل يُمثل تدهورًا في أخلاقيات بعض المؤثرين، متسائلين عن مدى الرقابة على المحتوى المنشور.
دعوات لفتح تحقيق رسمي
رغم عدم صدور بيان رسمي من السلطات المغربية حتى لحظة كتابة المقال، إلا أن نشطاء حقوقيين وإعلاميين دعوا إلى:
- فتح تحقيق لمعرفة الجهة التي سربت الفيديو.
- التأكد من صحة المقطع.
- ضمان عدم الإفلات من العقاب لأي طرف يساهم في نشر محتوى مسيء.
من يدعم آدم؟
وسط هذا السجال، برزت أصوات دعت إلى التريث، وعدم الحكم على الشخص قبل التأكد من صحة الفيديو، مع تأكيد أن آدم قد يكون ضحية تسريب متعمد أو ابتزاز إلكتروني.
تطورات سابقة: هل كانت هناك إشارات تحذيرية؟
الجدير بالذكر أن اسم آدم بنشقرون لم يكن غريبًا عن الجدل، ففي أواخر 2024، انتشر له مقطع يظهر فيه وهو يبكي أمام منزل والدته، بعد أن رفضت إدخاله إلى المنزل، بدعوى اكتشافها “أشياء غير أخلاقية” في هاتفه.
الواقعة حينها أثارت ضجة لكنها انتهت بتعاطف شعبي مع الأم، وتحذير كبير من طريقة تعامل الشباب مع شهرتهم الرقمية.
الجريمة الإلكترونية في المغرب: بين النصوص والواقع
ماذا يقول القانون المغربي؟
بموجب القانون المغربي، يعتبر نشر أو مشاركة محتوى إباحي أو فاضح عبر الإنترنت جريمة يعاقب عليها بالسجن والغرامة، كما يجرّم القانون كل من:
- يقوم بالتصوير دون إذن.
- ينشر محتويات تنتهك الحياء العام.
- يروج لمواد تمس الأخلاق أو تحرض على الفساد.
وبالتالي، سواء كان الفيديو صحيحًا أم لا، فإن المسؤولية لا تقع فقط على الشخص الظاهر فيه، بل أيضًا على من قام بتسريبه، وعلى المنصات التي تسمح بتداوله.
تأثير الفضيحة على صناعة المحتوى في المغرب
قضية آدم بنشقرون ليست فردية، بل تفتح نقاشًا مهمًا حول:
- طبيعة المحتوى الذي ينتجه المؤثرون.
- مدى وعي الجمهور و”تقديس” بعض الأسماء لمجرد شهرتها.
- ضرورة تقنين نشاط صناع المحتوى في إطار يحمي المجتمع ولا يكمم الحريات.
هل سيتأثر مستقبل آدم بنشقرون المهني؟
من المبكر الجزم بذلك، ولكن في العادة، تؤدي مثل هذه القضايا إلى:
- فقدان الشركات والمعلنين الثقة في الشخص.
- تراجع أعداد المتابعين.
- اختفاء تدريجي من الفضاء العام في حال عدم التدارك أو الاعتذار العلني.
إذاعة الفيديو: من يملك الحق؟ ومن يتحمل المسؤولية؟
في عالم تتداخل فيه الحرية مع المسؤولية، يصبح من الضروري التساؤل:
- هل يحق للمستخدمين مشاركة مقطع مسيء دون التأكد؟
- هل الجمهور شريك في الجريمة حين يسهم في نشرها؟
- من يضبط المحتوى في التطبيقات المغلقة مثل تيليجرام؟
الأسئلة كثيرة، لكنها تؤكد أن المحاسبة ليست فقط على من يظهر في الفيديو، بل على كامل منظومة النشر الإلكتروني.
ما الدروس المستفادة من قصة آدم بنشقرون؟
- لا أحد محصن من الفضائح في عصر السوشيال ميديا.
- مسؤولية صانع المحتوى تبدأ من احترام جمهوره وقيم بلده.
- على المجتمع أن يتحول من رد الفعل إلى المبادرة بالتوعية.
- ضرورة وجود قانون صارم يحمي الأفراد من الابتزاز والتشهير، لكن في الوقت نفسه يضبط ما يُنشر ويُستهلك.
ختامًا: نجوم التيك توك.. بين الشهرة والهوية
آدم بنشقرون، سواء أُدين أو بُرئ، يبقى مثالًا حيًا على ما يمكن أن تفعله ثوانٍ من الفيديو في حياة إنسان، خصوصًا حين يكون مشهورًا.
ومهما كانت الحقائق خلف هذا الفيديو، فإن القضية أكدت أننا نعيش في عالم لا يرحم، لا ينسى، ولا يُفلت فيه أحد من الكاميرا.
لذا، يبقى أهم ما نحتاج إليه اليوم هو الوعي الرقمي، والانضباط الأخلاقي، والمسؤولية الاجتماعية لصنّاع المحتوى والجمهور على حد سواء.