ما هي ديانة فرح الديباني المغنية المصرية.. مسلمة أم مسيحية؟ حقيقة هويتها الدينية ومسيرتها الفنية العالمية

لم يعد اسم فرح الديباني مجرد اسم يمر مرور الكرام في وسائل الإعلام. بل بات مرادفًا للنجاح المصري خارج الحدود، للصوت الأوبرالي الذي دوّى في أعرق مسارح أوروبا، وللشخصية الثقافية التي كسرت النمطية وقدّمت فنها بلغة عالمية دون أن تتخلى عن هويتها.

ومع تصاعد شهرتها العالمية، خصوصًا بعد مشاركتها في مناسبات كبرى مثل إعادة انتخاب الرئيس ماكرون، وافتتاحات دولية لليونسكو، برز تساؤل متكرر بين الجمهور العربي والمصري:

ما ديانة فرح الديباني؟ هل هي مسلمة أم مسيحية؟ وهل تُخفي معتقداتها خلف الأضواء الأوروبية؟

في هذا التقرير الموسع، نُسلّط الضوء على هذه التساؤلات، ونكشف حقيقة ديانتها، إلى جانب استعراض جوانب من سيرتها الذاتية، مسيرتها الفنية، وتكريمها من رؤساء دول.

فرح الديباني.. حين تتحدث الموهبة المصرية بلغة الأوبرا العالمية

قبل الدخول في تفاصيل الديانة، لا بد أن نُدرك من هي فرح الديباني، ولماذا أصبحت ظاهرة فنية تستحق هذا القدر من الاهتمام؟

ولدت فرح الديباني في الإسكندرية يوم 12 فبراير 1989، في أسرة مهتمة بالفن والموسيقى. بيئة خصبة جمعت بين آلة البيانو التي كان يعزف عليها جدها، والمدرسة الألمانية التي احتضنت أول ملامح صوتها الأوبرالي.

موهبتها الفذة لاحظها أساتذتها مبكرًا، خصوصًا في مرحلة الدراسة الثانوية، حيث كانت تغني مقطوعات كلاسيكية بصوت ميزو سوبرانو نادر في الوطن العربي، ما شجّعها على دخول عالم الموسيقى الغربية من أوسع أبوابه.

ما ديانة فرح الديباني المغنية المصرية؟

الجواب باختصار ووضوح:

فرح الديباني تعتنق الديانة الإسلامية، وهي مسلمة معتزة بهويتها المصرية والعربية.

رغم تنقّلها في بيئات أوروبية علمانية، واحتكاكها بثقافات متباينة، إلا أن فرح لم تُخفِ يومًا خلفية انتمائها الديني، بل عبرت أكثر من مرة عن اعتزازها بذلك، في لقاءات صحفية وتصريحات علنية، خاصة حين سُئلت عن كونها فنانة عربية تقدم فنًا “غربيًا صرفًا”.

وقد أكدت في أكثر من مناسبة:

“أنا فنانة مصرية مسلمة، أُقدم فني بروح عالمية دون أن أنفصل عن جذوري.”

لماذا أثير الجدل حول ديانة فرح الديباني؟

الجدل حول ديانة الشخصيات العامة ليس جديدًا، خصوصًا في مجتمعات تضع أهمية كبيرة على الانتماء الديني.

وفي حالة فرح، ارتبط الجدل بسبب:

  • نشأتها الأوروبية: درست في ألمانيا ثم في باريس، مما جعل البعض يفترض أنها تنتمي لأقلية دينية غير إسلامية.
  • ظهورها في مناسبات فرنسية رسمية: كمشاركتها في احتفالات النشيد الوطني الفرنسي، جعل البعض يخلط بين الانتماء الثقافي والانتماء العقائدي.
  • اسمها الأول “فرح” واسم عائلتها “الديباني”: حيث أن بعض الأسماء العائلية المصرية تُطلق على الأسر القبطية أيضًا، مما أثار التكهنات.
  • لكن الحقيقة ثابتة ومؤكدة: هي مسلمة، مصرية، وتفخر بذلك.

التعليم والتكوين الفني.. من الإسكندرية إلى باريس

  • درست فرح في المدرسة الألمانية بالإسكندرية، وهو ما أتاح لها تعلم اللغات والانفتاح على الثقافة الألمانية، ما سيساعدها لاحقًا في التعامل مع الأوبرا الألمانية العريقة.
  • التحقت بـ مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية عام 2005، وهناك بدأ صقل موهبتها الغنائية بشكل أكاديمي.
  • انتقلت لاحقًا إلى جامعة برلين للفنون (UdK) لدراسة الغناء الكلاسيكي.
  • ثم التحقت بـ كونسرفتوار باريس، وأصبحت أول عربية تنضم رسميًا إلى أكاديمية أوبرا باريس الوطنية عام 2016.

تكريمات دولية تؤكد مكانتها الاستثنائية

فرح ليست فقط صوتًا جميلًا، بل باتت رمزًا دوليًا للموهبة النسائية العربية، وقد تم تكريمها في مناسبات عالمية، أبرزها:

  • وسام الفنون والآداب الفرنسي (برتبة فارس)، أرفع وسام ثقافي فرنسي.
  • تكريم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب.
  • غناؤها للنشيد الفرنسي في نهائي كأس العالم 2022 في قطر، ضمن حفل عالمي شاهدته مليارات العيون.

بين العروبة والعالمية.. كيف تعكس فرح الديباني هويتها؟

رغم كونها “أوبرالية عالمية”، إلا أن فرح لم تنفصل عن هويتها المصرية والعربية، ويتجلى ذلك في:

  • غنائها بالعربية في محافل أوروبية، مثل أغنية “وحياة قلبي وأفراحه” لعبد الحليم حافظ في احتفالات اليونسكو.
  • حديثها باللغة العربية في لقاءات رسمية.
  • تمسكها بزيّ محافظ في المناسبات الشرقية، ما يؤكد حفاظها على ملامح ثقافية واضحة رغم بيئتها الغربية.

اللغة والدين.. كيف توازن فرح بين انفتاحها وانتمائها؟

  • فرح تتحدث خمس لغات بطلاقة: العربية، الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، الإنجليزية.
  • ومع كل هذا الانفتاح، ظلت متوازنة دينيًا وثقافيًا، حيث قالت في أحد لقاءاتها:

“الانفتاح لا يعني التخلي عن الهوية، بل القدرة على فهم الآخر من موقعك دون أن تفقد نفسك.”

الردود الجماهيرية: إعجاب وفضول واعتزاز

أثار السؤال حول ديانة فرح الديباني تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل، لكن اللافت أن الردود جاءت مزيجًا من:

  • الفضول الطبيعي: لمعرفة خلفية فنانة بارزة.
  • الإعجاب الشديد: بقدرتها على تمثيل الهوية المصرية بإتقان.
  • الفخر الجماعي: بكونها مسلمة تقدم فنًا عالميًا في عواصم الثقافة الغربية.

رسالة فرح الديباني للشباب العربي

في أكثر من لقاء، وجّهت فرح رسائل مهمة للشباب العربي:

“لا توجد أحلام كبيرة على من يملك الإصرار.”

“الفن لا يحتاج إلى جنسية أو ديانة، بل إلى روح خالصة.”

“كونك مسلمًا أو عربيًا لا يعني أنك محدود الإمكانيات.”

الجوائز التي نالتها فرح الديباني

  • جائزة مؤسسة فاجنر 2018 (ألمانيا)
  • جائزة Kammeroper Schloss Rheinsberg 2017
  • أفضل أداء في مهرجان مونتي كارلو
  • تكريم رسمي من دار الأوبرا المصرية 2014

فقرة ختامية: فرح الديباني.. بين سؤال الديانة وصوت الانتماء
ربما كان سؤال “ما ديانة فرح الديباني؟” محاولة طبيعية لفهم من يقف خلف هذا الصوت الملائكي، لكن الأهم من الإجابة هو الطريقة التي تمثل بها فرح الدين والهوية دون استعراض.

إنها نموذج نادر من فنانة مسلمة، عربية، مصرية، غربية الصياغة ولكن شرقية الروح، تألقت في سماء أوروبا دون أن تنسى من أين جاءت، فكانت سفيرة فن، وصوت أمل، ورسالة أن الهوية لا تتعارض مع العالمية بل تُغنيها.

ريم عبد العزيز

كاتبة متألقة تتمتع بروح حرة وشغف لا ينضب بالاستكشاف. تجذب قراءها بأسلوبها العفوي والصادق، وقدرتها على نسج القصص التي تلامس القلوب وتثير التفكير. تتناول سلمى في كتاباتها مواضيع متنوعة، من قضايا الهوية والانتماء إلى قضايا البيئة وحماية الحيوان، وتسعى دائماً إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية في كل قصة ترويها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !