من هو رشيد شريد؟ السيرة الذاتية للمسؤول الجديد في ولاية أدرار
في كل دولة، هناك شخصيات إدارية لا تصنع ضجيجًا إعلاميًا لكنها تؤثر بعمق في مسارات التنمية المحلية، وتُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس. من بين هؤلاء يبرز اسم رشيد شريد، المسؤول الجزائري الذي لمع نجمه في السنوات الأخيرة من خلال مناصب إدارية أثبت فيها كفاءة عالية.
في 6 أبريل 2025، أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرارًا بتعيين رشيد شريد أمينًا عامًا لولاية أدرار، إحدى أهم وأكبر ولايات الجنوب الجزائري، في خطوة قرأها المراقبون بأنها تعكس توجهًا حكوميًا للاعتماد على الكفاءات الميدانية.
لم يكن هذا التعيين مفاجئًا لأولئك الذين تابعوا مسيرة شريد المهنية، فقد أثبت خلال فترة عمله في دائرة العفرون بولاية البليدة أنه إداري ذو رؤية، استطاع تنفيذ مشاريع تنموية ملموسة أثرت إيجابيًا على سكان المنطقة، ورفع مستوى التعاون بين الإدارات المحلية والمجتمع المدني.
تعيين شريد يأتي أيضًا في سياق الإصلاح الإداري الواسع الذي تشهده الجزائر منذ سنوات، حيث تسعى الحكومة إلى إحداث نقلة نوعية في العمل المحلي، من خلال تعيين مسؤولين يملكون تجربة ميدانية فعلية ويمتازون بالنزاهة والفعالية.
في هذا المقال، نستعرض السيرة الذاتية للمسؤول رشيد شريد، مع تسليط الضوء على مناصبه السابقة، تفاصيل تعيينه في أدرار، رؤيته الإدارية، والتحديات التي تنتظره في واحدة من أصعب الولايات من حيث التوزيع الجغرافي ومتطلبات التنمية.
من هو رشيد شريد ويكيبيديا السيرة الذاتية والإدارية؟
- الاسم الكامل: رشيد شريد
- الجنسية: جزائرية
- الوظيفة الحالية: أمين عام ولاية أدرار
- الوظائف السابقة: رئيس دائرة العفرون – ولاية البليدة
- تاريخ التعيين في أدرار: 6 أبريل/ نيسان 2025
- الاختصاص: إدارة محلية، تنمية ميدانية، تخطيط إداري
ينتمي رشيد شريد إلى الجيل الإداري الجزائري الجديد الذي يجمع بين الخبرة الميدانية والانفتاح على التغيير، وهو من الإداريين الذين آمنوا منذ البداية بأهمية التواصل المباشر مع المواطن، والعمل على رفع جودة الحياة من خلال تحسين الخدمات الأساسية.
تعيينه أمينًا عامًا لولاية أدرار.. خطوة استراتيجية من الرئاسة
في بيان رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية الجزائرية بتاريخ 6 أبريل 2025، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون عن قرار إنهاء مهام الوالي السابق علي بوقرة، وتعيين رشيد شريد خلفًا له بمنصب أمين عام الولاية، في إطار حركة إدارية تهدف إلى تجديد الدماء وتعزيز الأداء المؤسساتي.
جاء في البيان أن هذا القرار يدخل ضمن رؤية إصلاحية شاملة، تستهدف “إعادة الهيكلة وتحسين النجاعة الإدارية على مستوى الولايات”، وخصوصًا في ولايات الجنوب التي تواجه تحديات فريدة بسبب اتساع الرقعة الجغرافية وارتفاع حجم الاحتياجات التنموية.
ولاية أدرار ليست مجرد ولاية صحراوية، بل هي بوابة الجنوب الغربي، وتضم تراثًا ثقافيًا وتنوعًا بشريًا وجغرافيًا كبيرًا، مما يجعل مهمة الأمين العام فيها ليست سهلة، بل تتطلب شخصية حازمة وواعية مثل رشيد شريد.
لماذا أدرار؟ ولماذا رشيد شريد تحديدًا؟
من خلال تتبع مسيرة رشيد شريد، يمكن فهم أسباب اختياره لهذا المنصب بالذات:
خبرة ميدانية في إدارة الدوائر المحلية
شغل سابقًا منصب رئيس دائرة العفرون في ولاية البليدة، حيث كان له دور فعّال في تنفيذ المشاريع على أرض الواقع، وليس فقط من وراء المكاتب.
نتائج ملموسة في البنية التحتية والخدمات
خلال فترة عمله بالعفرون، تحسّنت عدة قطاعات بشكل ملحوظ، مثل التعليم، الصحة، والمواصلات، وفق شهادات محلية.
كفاءة إدارية مشهودة
رشيد شريد يُعرف بالانضباط الإداري، وقدرته على إدارة الفرق والتنسيق بين المصالح المختلفة بفعالية.
استعداد لتحمّل المسؤولية في ظروف معقدة
أدرار تُعد من أكبر ولايات الجزائر، وتتطلب إداريًا متمرسًا يجيد اتخاذ القرار وتنفيذ السياسات في بيئة شاسعة ومتنوعة.
تجربة رشيد شريد في دائرة العفرون
تُعد دائرة العفرون من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية نسبيًا في ولاية البليدة، وتواجه تحديات يومية تتعلق بالتوسع العمراني، وضغط الطلب على المرافق العامة.
خلال توليه إدارة الدائرة، حرص رشيد شريد على:
- تنفيذ مشاريع تنموية في البنية التحتية (شبكات الطرق، الكهرباء، والصرف الصحي)
- تحسين المرافق التعليمية، من خلال دعم بناء وتجهيز المدارس
- تعزيز الخدمة الصحية، لا سيما في القرى المحيطة بالعفرون
- تشجيع الحوار مع المجتمع المدني، من أجل وضع خطة عمل تشاركية تلبي احتياجات السكان
وقد أشادت به الصحف المحلية كأحد “الوجوه الشابة التي تملك حضورًا ميدانيًا لا يستهان به”، خاصة في ظل ندرة الكفاءات المتخصصة في الإدارة الترابية.
أدرار.. ولاية التحديات والفرص
تقع ولاية أدرار في أقصى الجنوب الغربي للجزائر، وتُعد ثالث أكبر ولاية من حيث المساحة. ما يجعل إدارتها مسؤولية كبيرة، تتطلب تخطيطًا طويل الأمد، واستراتيجية تقوم على:
- تحسين الربط بين المناطق النائية
- تعزيز الاستثمار في الطاقة المتجددة
- المحافظة على التراث الثقافي والمحلي
- تمكين الشباب في المناطق الصحراوية
رشيد شريد سيجد أمامه ملفات ثقيلة، أبرزها ملف السكن الاجتماعي، التوظيف، تحسين جودة المياه، وتعزيز البنية التعليمية في المناطق الريفية.
ما الذي ينتظره المواطنون من شريد في ولايته الجديدة؟
يتطلع سكان أدرار إلى:
إصلاح إداري شفاف
مكافحة البيروقراطية وتحسين العلاقة بين المواطن والإدارة.
تعزيز التنمية المحلية
التركيز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومرافقة الفلاحين والحرفيين.
ضمان الأمن الإداري والاجتماعي
العمل على خفض معدلات البطالة وتحسين فرص العيش في القرى.
تمكين المرأة والشباب
عبر برامج دعم ومرافقة فاعلة من السلطات المحلية.
رؤية تحليلية: رشيد شريد والمرحلة المقبلة
في ظل التغيرات السياسية التي تعيشها الجزائر، تشكّل المرحلة القادمة اختبارًا حقيقيًا لأداء المسؤولين المحليين، والذين باتوا تحت المجهر الشعبي والإعلامي.
رشيد شريد، بكفاءته، أمام فرصة ذهبية لإحداث فرق ملموس، ليس فقط في البنية التحتية، بل في إعادة ثقة المواطن بالدولة من خلال إدارة شفافة وميدانية.
وبينما تختلف التحديات من البليدة إلى أدرار، تبقى روح المسؤولية والتجربة الميدانية هما العامل الحاسم في نجاح أي مسؤول، وهو ما يمتلكه شريد، بحسب متابعين.
خاتمة: رشيد شريد.. نموذج إداري يُراهن عليه الجنوب
لا شك أن تعيين رشيد شريد أمينًا عامًا لولاية أدرار يعكس ثقة القيادة السياسية في قدراته، ويُمثّل مرحلة جديدة لمسيرته المهنية.
ولعلّ أهم ما يميزه، أنه إداري لا يكتفي بالتخطيط، بل يُنفّذ، ويستمع، ويشارك.
أدرار تنتظر منه الكثير، والجزائر تراقب عن كثب كيف سيصنع من التحديات فرصًا، ومن المسافات الصحراوية جسورًا للتنمية.
