من هو يوسف.إ؟ تفاصيل صادمة عن الجاني في جريمة غازي عنتاب

في واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية التي سُجّلت بالصوت والصورة، ظهر اسم “يوسف.إ” ليتحوّل في ساعات إلى عنوانٍ للعنف الأسري، والوحشية المطلقة، والخذلان الأبوي الذي لا يغتفر. لم يعد السؤال عن ماذا حدث؟ بل صار السؤال الأهم: من هو يوسف.إ؟ الجاني الذي عذّب طفلته “ياسمين” ذات العامين، بطريقة وحشية أثارت موجة من الصدمة والغضب على مستوى الوطن العربي وتركيا.

في هذا المقال، نسلط الضوء على شخصية الجاني، خلفيته النفسية والاجتماعية، دوافعه، ومسار التحقيقات التي طالت واحدًا من أكثر المقاطع المؤلمة التي تم تداولها في مواقع التواصل في أبريل 2025.

 من هو يوسف.إ؟ سيرة قاتمة في الظل

“يوسف.إ” هو لاجئ سوري في العقد الثالث من العمر، يقيم منذ سنوات في ولاية غازي عنتاب التركية، وتحديدًا في حي شعبي يُعرف بكثافة اللاجئين ومحدودي الدخل. لا يملك وظيفة ثابتة، ويعيش في منزل فقير خالٍ من الأثاث، وهو أب لطفلتين إحداهما “ياسمين”، ضحية التعذيب.

بحسب التحقيقات الأولية، تبين أن يوسف مدمن على تعاطي المواد المخدرة، ويعاني من اضطرابات نفسية وسلوك عدواني متكرر، سبق وأن شُكي به من قبل جيرانه، لكنه لم يكن محل متابعة جدية.

 الجريمة التي فضحت كل شيء: تعذيب طفلة على يد والدها

في يوم 4 أبريل/ نيسان 2025، انتشر مقطع فيديو صادم يظهر يوسف.إ وهو يعتدي بالضرب المبرح على طفلته “ياسمين” التي لم تتجاوز العامين. في المشهد، يُسجّل جسدها النحيل وهو يتلقى الركلات، والسحب من الشعر، والدفع إلى الأرض دون رحمة، بينما تبكي بصوت مرتجف، لا يجد من ينقذه.

الأكثر إيلامًا، أن شخصًا كان يصوّر المشهد دون تدخّل، فيما ظهرت طفلة ثانية في الخلفية – يُعتقد أنها شقيقتها الكبرى – تراقب الموقف في صمت مرير.

 دوافع الجريمة: ابتزاز الطليقة مقابل المال

ما كشفته التحقيقات كان صادمًا أكثر من المشهد ذاته، إذ تبين أن يوسف.إ كان يستخدم ابنته كأداة ضغط لابتزاز طليقته ماليًا. كان يرسل لها صورًا ومقاطع فيديو لابنته المعنّفة، ويهددها بالمزيد ما لم ترسل له المال.

طليقته كانت قد هربت منه بعد سنوات من العنف والتهديدات، لكنها لم تكن تتوقع أن تصل وحشيته إلى هذا الحد، باستخدام طفلتهما بهذه الطريقة البشعة للضغط النفسي والمادي.

 شخصية مضطربة: عنف، إدمان، وعزلة

تشير التحقيقات إلى أن يوسف.إ يعيش حالة من العزلة الاجتماعية والتدهور النفسي:

  • لا يعمل
  • يعيش في منزل متهالك
  • لا يملك أصدقاء
  • يشكو منه الجيران بسبب صراخه المتكرر
  • يُعرف بسلوكه العنيف تجاه أطفاله وطليقته

وأكدت الجهات الطبية بعد فحصه الأولي أنه بحاجة إلى تقييم نفسي شامل، رغم أن التوصيف القانوني سيُصنّفه كمسؤول عن أفعاله.

 تفاصيل القبض على يوسف.إ

بعد تداول المقطع المؤلم، تحركت فرق قيادة الدرك التركية (الجندرما) في غازي عنتاب بشكل عاجل، وتمكنت خلال ساعات من تحديد موقع الجاني وتوقيفه. تم تحويله مباشرة إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيق، مع وعود بإجراءات قضائية صارمة.

 مصير الطفلة ياسمين وشقيقتها

تم تسليم الطفلة ياسمين إلى مديرية الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، حيث خضعت لفحوصات طبية ونفسية، وتم وضعها تحت الحماية الرسمية للدولة. أما الطفلة الثانية، التي يُعتقد أنها هي من سربت الفيديو لاحقًا، فقد وُضعت كذلك تحت المراقبة والرعاية الاجتماعية.

 غضب عارم في الشارع العربي والتركي

قضية يوسف.إ لم تمر بصمت، بل تحوّلت إلى قضية رأي عام، شهدت تفاعلًا هائلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف عن غضبهم ومطالبتهم بمحاكمة عاجلة وإنزال أشد العقوبات بالجاني.

الوسم “#العدالة_لياسمين” تصدر ترند “تويتر”، بينما غرد الناشطون بـ:

“هذا ليس أبًا، هذا جلاد. ياسمين تحتاج لحضن الوطن، لا لسجن الخوف.”

“لا أعذار للعنف، لا شفقة على من يفترس براءة الطفولة.”

 ما العقوبات القانونية المتوقعة ضد يوسف.إ؟

وفق القانون التركي، فإن تعنيف الأطفال يندرج تحت جرائم الإيذاء الجسيم، والتي يعاقب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين 5 إلى 15 عامًا، وقد تتضاعف في حال ثبوت وجود نية إجرامية أو تكرار الجريمة.

في حالة يوسف.إ، فإن استخدام العنف لغرض الابتزاز والتهديد يُضيف إلى لائحة التهم:

  • تعنيف قاصر
  • تهديد
  • ابتزاز مالي
  • انتهاك الحقوق الأسرية
  • تعريض قاصر لخطر نفسي وجسدي دائم

 دروس من الجريمة: العنف الأسري لا حدود له إذا لم يُرصد

تكشف قضية يوسف.إ أن العنف الأسري قد يحدث في أي لحظة، داخل أي بيت، بعيدًا عن أعين القانون. وأن الأطفال هم الحلقة الأضعف في منظومة متشابكة من الفقر، والاضطراب النفسي، والعلاقات العائلية السامة.

إن السكوت عن العنف هو تمكين له، وإن الجريمة هذه لو لم تُسجل وتنتشر، لبقيت في طي الكتمان، واستمرت الطفلة ياسمين في معاناة لا يعرفها أحد.

 رسائل لا بد أن تصل:

  • على المجتمع أن يبلغ فورًا عن أي حالة يشتبه بها.
  • يجب على الحكومات تعزيز أنظمة الرعاية الاجتماعية، خصوصًا للأطفال في بيئات الفقر واللجوء.
  • لابد من تطوير أدوات المراقبة النفسية للأسر الهشة، لمنع الانهيار التام.
  • الإعلام يجب أن يستمر في فضح العنف، لا التستر عليه.

 كلمة أخيرة: لا ننسى ياسمين

الطفلة “ياسمين” ليست مجرد ضحية حادث عابر، بل رمز لطفولة مسحوقة في قلب المعاناة. يوسف.إ ليس فقط معتديًا، بل جرس إنذار لمجتمع بأكمله، عليه أن يستيقظ قبل فوات الأوان.

فيروز أحمد

كاتبة متميزة تمتلك حساً إبداعياً فريداً وقدرة على صياغة الأفكار بأسلوب شيق ومبتكر. تتقن فيروز فن السرد القصصي، وتتميز بقدرتها على نقل القارئ إلى عوالم مختلفة من خلال شخصياتها الواقعية وأحداثها المشوقة. تهتم فيروز بتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية الهامة، وتسعى دائماً إلى إثارة النقاش والتأمل من خلال كتاباتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !