من هو يمان دركوشي ويكيبيديا السيرة الذاتية الكاملة للمعتقل الأبرز في إدلب؟: قصة سقوط أحد أبرز المتهمين بجرائم النظام السوري

في الثاني من أبريل 2025، صُعقت محافظة إدلب بخبر عاجل تناقلته المنصات الإعلامية المحلية: القبض على يمان دركوشي. اسمٌ لم يكن غريبًا على من تابع تفاصيل الاعتقالات والانتهاكات داخل سجون النظام السوري خلال العقد الأخير.

لكن أن يتم اعتقاله اليوم، بعد سنوات من التواري عن الأنظار، فهذا يُعد تطورًا لافتًا وحدثًا مفصليًا في سياق العدالة الانتقالية المنتظرة في سوريا.

من هو يمان دركوشي؟ نبذة عن السيرة الذاتية

يمان دركوشي هو أحد العناصر السابقين في الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، عُرف باسمه داخل جدران سجون عدرا ودوما، كونه كان أحد الأذرع المتورطة في تنفيذ عمليات التعذيب الممنهج والانتهاكات الجسيمة بحق المعتقلين، خاصة النساء.

رغم غموض ملفه الشخصي إعلاميًا، فإن العديد من الناجين من تلك السجون أكدوا وجوده داخل مراكز التحقيق كمُنفّذ مباشر أو مشرف على جلسات تعذيب جسدي ونفسي.

بعد انهيار سيطرة النظام على أجزاء من ريف دمشق، توارى يمان عن الأنظار، يُعتقد أنه استخدم هوية مزورة وتنقل بين مناطق سيطرة فصائل مختلفة، حتى استقر لفترة في محافظة إدلب، حيث جرى القبض عليه.

تفاصيل القبض على يمان دركوشي في إدلب

بحسب بيان أمني صادر من مكتب التحقيقات الجنائية التابع لجهات الأمن في إدلب، فإن دركوشي تم توقيفه بعد تحريات استمرت قرابة شهرين، اعتمدت على بلاغات محلية وتقارير استخباراتية تشير إلى وجود شخص يُشتبه بضلوعه في جرائم تعذيب يعيش بهوية مزورة.

العملية الأمنية نُفذت بهدوء تام، بالتعاون بين جهاز الأمن الداخلي وجهاز الأمن العام، وتم ضبطه داخل ورشة حدادة صغيرة في أحد أحياء أطراف مدينة إدلب.

لماذا يُعد يمان دركوشي شخصية خطيرة؟

ما يميز قضية يمان دركوشي عن غيرها من قضايا عناصر النظام السابق، هو حجم الانتهاكات المنسوبة إليه، وتحديدًا داخل سجون معروفة بأنها تمثل الوجه الأشد قسوة للنظام السوري في تعامله مع المعارضين والمعتقلين.

تصفه إحدى الناجيات بأنه “صاحب الوجه البارد… لا يرتعش وهو يُصدر الأوامر بالتعذيب، لا يُظهر تأثرًا بصرخات الألم، بل يعتبرها جزءًا من عمله اليومي”.

الملف المرفوع ضد دركوشي يتضمن:

  • شهادات لعدد من المعتقلين السابقين
  • تقارير حقوقية محلية توثق وجوده في أقسام التحقيق
  • أدلة رقمية تؤكد تحركاته ما بعد النزاع
  • أدلة طبية من ضحايا تعرضوا للتعذيب في فترات إشرافه

سجون دوما وعدرا: مسارح للانتهاكات تحت إدارة أشباح النظام

تُعتبر سجون دوما وعدرا من أكثر السجون شهرة في سوريا، ليس بسبب حجمها أو طاقتها الاستيعابية، بل بسبب ما يُنسب إليها من جرائم ممنهجة ارتكبت داخلها.

سجن عدرا

يقع على أطراف العاصمة دمشق، ويضم أقسامًا سياسية وجنائية وعسكرية. أُنشئ منذ عقود، لكن شهرته تعاظمت منذ عام 2011 مع تزايد حملات الاعتقال السياسي.

سجن دوما

سجن أصغر من عدرا، لكن أكثر بشاعة في الأساليب، وارتبط اسمه بانتهاكات جسيمة، معظمها كان يستهدف النساء الناشطات أو زوجات المعارضين.

كلا السجنين شهدا أسوأ أنواع التعذيب، منها:

  • العزل الانفرادي لشهور
  • التعليق من الأطراف لساعات طويلة
  • الصدمات الكهربائية
  • التحرش الجنسي والاغتصاب بحق النساء
  • الحرمان من الطعام والدواء

الأبعاد الحقوقية لاعتقال يمان دركوشي

يمثل توقيف دركوشي نقطة ارتكاز مهمة في أي مشروع عدالة انتقالية في سوريا، ويُنتظر أن تُفتح من خلاله ملفات شائكة مرتبطة بـ:

  • توثيق الجرائم الجماعية في السجون
  • تعويض الضحايا والناجين
  • إصدار لوائح اتهام بحق متورطين آخرين
  • إعادة الثقة بين السكان والجهات القضائية المحلية

الخطوة الأهم، كما يُطالب الحقوقيون، أن تتم محاكمة دركوشي محاكمة علنية، تتيح للرأي العام متابعة تفاصيل الجرائم وشهادات الضحايا.

من هم ضحايا يمان دركوشي؟

الضحايا الحقيقيون ليسوا فقط أولئك الذين فقدوا أرواحهم أو تعرّضوا للتعذيب، بل تشمل أيضًا:

  • الأسر التي فقدت أبناءها دون معرفة مصيرهم
  • النساء اللواتي خرجن من المعتقل محطمات نفسيًا واجتماعيًا
  • الأطفال الذين نشأوا دون آباء بسبب اعتقالهم أو تصفيتهم داخل السجون
  • ويُتوقع أن تُشكّل محاكمة دركوشي فرصة لإسماع صوت الضحايا، ولجمع مزيد من الأدلة حول الجرائم التي طالت آلاف الأبرياء.

ردود الفعل على القبض على دركوشي

أحدث إعلان القبض على يمان دركوشي صدى واسعًا على منصات التواصل، وتفاوتت التفاعلات ما بين:

  • ارتياح شعبي كبير في إدلب خاصة، نظرًا لشعور السكان بأن العدالة بدأت تتحقق تدريجيًا.
  • دعوات لتوسيع الحملة الأمنية لتشمل متورطين آخرين متواجدين في الشمال السوري.
  • رسائل تضامن من جهات حقوقية تُشيد بالخطوة وتدعو إلى تحقيق نزيه وشفاف.

هل سيتم تسليم دركوشي إلى محكمة دولية؟

رغم أن التوقيف تم من قبل جهاز محلي في إدلب، فإن هناك دعوات من منظمات دولية لاعتبار قضية يمان دركوشي جزءًا من الجرائم ضد الإنسانية، التي يُمكن للمحاكم الدولية النظر فيها لاحقًا.

لكن إلى الآن، لا توجد مؤشرات على وجود تعاون قضائي دولي فعّال بهذا الشأن، ما يجعل المحاكمة المحلية هي الخيار المتاح حاليًا.

تحليل قانوني: هل تسقط جرائم دركوشي بالتقادم؟

وفقًا للتصنيف القانوني، فإن الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية لا تسقط بالتقادم، كما أنها لا تُخضع للمصالحات أو العفو. بالتالي:

  • يحق للضحايا تقديم شهاداتهم في أي وقت
  • يمكن فتح القضية مجددًا ولو بعد عقود
  • تظل المسؤولية قائمة طالما الجريمة موثقة
  • هذا ما يجعل اعتقال يمان دركوشي فرصة قانونية نادرة لتوثيق جرائم كادت تُنسى.

ما الدروس المستفادة من هذه القضية؟

  • ذاكرة السوريين لم تنسَ… حتى إن العالم نسي.
  • الإفلات من العقاب مرحلة مؤقتة فقط.
  • كل جريمة موثقة هي رصاصة في جسد الظلم.
  • العدالة المحلية قادرة على ملاحقة مجرمي الحرب.

خاتمة: حين تتحول العدالة إلى حقيقة
قد يبدو توقيف يمان دركوشي حدثًا أمنيًا فقط، لكنه في عمقه يمثل انتصارًا للعدالة الأخلاقية، الاجتماعية، والحقوقية. ليس لأن القبض عليه أنهى المعاناة، بل لأنه أثبت أن صوت الضحايا يمكن أن يُسمع، وأن سنوات الصمت قد تُكسر بقوة القانون والإرادة الشعبية.

في هذا الملف، لا أحد فوق المحاسبة. وحتى أولئك الذين اختفوا في الظل، سيأتي يوم تشرق فيه العدالة… ويكون سقوطهم بداية النهاية لحلقة طويلة من الألم السوري.

علي شاهين

كاتب مثقف ومتعدد المواهب، يمتلك شغفًا بالمعرفة والاكتشاف. يكتب عن مجموعة واسعة من الموضوعات، من الثقافة والفنون إلى السياسة والاقتصاد. يتميز بأسلوبه الرصين والتحليلي الذي يضيف قيمة معرفية للقارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !