مشاهد جريئة في مسلسل رحمة المغربي تثير ضجة.. هل تجاوزت الدراما الخط الأحمر؟

في موسم درامي مزدحم بالإنتاجات العربية، جاء المسلسل المغربي “رحمة” ليتصدر نسب المشاهدة على قناة MBC 5، ويثير عاصفة من النقاش في المغرب والعالم العربي.

فعلى الرغم من إشادة النقاد والمشاهدين بقصته الاجتماعية الواقعية، إلا أن بعض المشاهد الجريئة التي جمعت بين بطلي العمل كريمة غيث وهيثم مفتاح كانت كفيلة بتحويل المسلسل من عمل ناجح إلى مادة جدلية تشغل الرأي العام.

فهل هذه المشاهد تخدم الحبكة الدرامية فعلًا؟ أم أن الجرأة الزائدة أصبحت وسيلة تجارية لجذب الانتباه؟

في هذا المقال، نغوص في تفاصيل الأزمة، ونسلط الضوء على العمل من جميع الزوايا: الفنية، الأخلاقية، الاجتماعية، والإعلامية.

قصة مسلسل رحمة المغربية.. نبشٌ في جراح المجتمع

يروي المسلسل حكاية “رحمة”، شابة تنتمي لطبقة شعبية تصارع من أجل الكرامة والعدالة في بيئة تسودها العلاقات المعقدة، النفاق الاجتماعي، والانهيارات الأسرية.

تتشابك مصائر الشخصيات في قصة تفضح زيف العلاقات، الخيانة الزوجية، التحرش الجنسي، والجنس مقابل العمل.

لكن وسط هذا التشابك الدرامي، تبرز مشاهد وصفت بـ”الحميمية المفرطة” بين بعض الأبطال، والتي فُسّرت لدى الكثيرين بأنها غير مبررة دراميًا، بل تُسيء إلى القيم الاجتماعية، خصوصًا في شهر رمضان.

مشاهد جريئة في مسلسل رحمة المغربي:  كريمة غيث وهيثم مفتاح في قلب العاصفة

منذ عرض الحلقة الثالثة، بدأ الجدل يتصاعد، حيث ظهرت الممثلة كريمة غيث في مشاهد داخلية وخارجية مع الممثل هيثم مفتاح، تتخللها لمسات، نظرات، وقرب جسدي غير معتاد في الدراما المغربية.

تم تصوير إحدى المشاهد في مقهى عمومي، والثانية داخل شقة صغيرة، وكان الطابع الرومانسي فيهما صريحًا بدرجة لم يألفها المشاهد المغربي المحافظ.
ووصف بعض المتابعين تلك اللقطات بأنها “محاكاة مفرطة للدراما الغربية”، و”محاولة لاستنساخ جرأة أعمال تركية أو لبنانية على حساب الهوية المغربية”.

 ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل.. هاشتاغات تطالب بالرقابة

عبر منصات X (تويتر سابقًا)، فيسبوك، وتيك توك، ضجت الصفحات المغربية بوسوم مثل:

  • #مسلسل_رحمة
  • #كريمة_غيث
  • #MBC5
  • #الدراما_المغربية

“هذا ليس ما نريد أن يشاهده أولادنا في رمضان!”

“الدراما المغربية يجب أن تحفظ ماء الوجه”

“إلى أين نحن ذاهبون بمحتوى التلفزيون؟”

هذه كانت بعض التعليقات التي انتشرت مع مطالبات صريحة بتدخل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، خاصة أن القناة تبث في وقت الذروة، وأمام جمهور متنوع، منهم العائلات والأطفال.

 وجهة نظر النقاد.. بين الإبداع والابتذال

  • رغم الانتقادات الواسعة، إلا أن بعض النقاد دافعوا عن المسلسل، معتبرين أن:
  • المشاهد الحميمية ليست هدفًا بحد ذاتها، بل انعكاس لحالة نفسية متوترة.
  • الدراما الواقعية تحتاج إلى اقتحام المسكوت عنه لطرح مشاكل المجتمع.
  • الاحتشام لا يعني تجاهل القضايا الشائكة.

ورأى آخرون أن التناول الجريء لقضايا مثل الخيانة، التحرش، العلاقات غير الشرعية، والهيمنة الذكورية، هو نوع من كسر التابوهات، بشرط أن يكون بأسلوب متزن.

 شخصية “نور” وصدمةالمساوامة مقابل العمل

لم تقتصر الجرأة في المسلسل على شخصيات “رحمة” أو “عيسى”، بل تجلت في قصة “نور” التي تجسدها الفنانة ريم فكري، حيث تعرضت لأكثر من محاولة استغلال جنسي من مديرها في العمل.

هذه المشاهد سلطت الضوء على ظاهرة “الجنس مقابل التوظيف”، وهي قضية حقيقية موجودة في المجتمع المغربي، ولكن طريقة عرضها وصراحتها البصرية أثارت قلق البعض.

بين من رأى فيها رسالة توعية مهمة، ومن اعتبرها “مشاهد صادمة للأطفال”، بقيت هذه القضية مطروحة للنقاش بقوة في الصحافة والمنصات الرقمية.

 أبطال المسلسل.. توازن بين الأداء والمخاطرة

🔸 كريمة غيث: فاجأت الجميع بأداء درامي ناضج بعيد عن الاستعراض، لكنها وقعت في مرمى الانتقاد بسبب جرأتها.
🔸 هيثم مفتاح: نضج واضح في الشخصية، رغم أنه معروف في السابق بأدوار الكوميديا.
🔸 عبدالله ديدان، منى فتو، ريم فكري، فرح الفاسي: قدموا أداءً متوازنًا، بين الواقعية الفنية والحدود الأخلاقية.

 هل فقدت الدراما المغربية بوصلتها؟

هذا هو السؤال الأبرز الذي تكرر في النقاشات:

  • هل أصبح جذب الانتباه هدفًا أهم من الرسالة الفنية؟
  • هل نجح صناع المسلسل في تمرير قضية اجتماعية؟ أم اختاروا الإثارة طريقًا للانتشار؟
  • وهل تسير الدراما المغربية نحو “لبننة” و”تركنة” في طريقة المعالجة البصرية؟

الجواب يظل نسبيًا… لكن من المؤكد أن “رحمة” فتحت نقاشًا جديدًا حول حدود الفن وأخلاقياته في المغرب.

 ماذا يقول المخرج والكاتبة؟

حتى اللحظة، لم يصدر أي تصريح رسمي من المخرج محمد علي المجبود أو الكاتبة بشرى مالك بخصوص الانتقادات.
لكن مصادر قريبة من فريق العمل أفادت أن فريق المسلسل “كان يتوقع الجدل”، وأن “كل مشهد تمت مراجعته وفق المعايير الإخراجية قبل التصوير”.

فقرة تحليلية: “رحمة”.. نموذج لتغيير الذوق العام أم صدمة تلفزيونية؟

يشير بعض المحللين الإعلاميين إلى أن مسلسل “رحمة”:

  • ينقل التلفزيون المغربي من الدراما المحافظة إلى الواقعية الجريئة.
  • يكشف عن انقسام في الجمهور المغربي بين من يرحب بالتجديد ومن يتمسك بالهوية.
  • يختبر رد فعل المشاهد في زمن الرقمنة والانفتاح.

لكن تبقى المعضلة أن حرية الإبداع لا تعني التجاوز على الخصوصيات الثقافية للمجتمع، خصوصًا في الشهر الفضيل.

الأسئلة الشائعة حول مسلسل “رحمة”

🔹 هل المشاهد الحميمية كانت ضرورية؟
يعتمد ذلك على الرؤية الإخراجية، لكن الجمهور انقسم بين مؤيد ومعارض.

🔹 هل المسلسل مناسب للمشاهدة العائلية؟
في بعض الحلقات، احتوت على مشاهد لا تناسب الأطفال أو العائلات المحافظة.

🔹 هل هناك متابعة قانونية للمحتوى؟
الجهات المختصة لم تصدر بيانًا رسميًا حتى الآن، لكن “الهاكا” تراقب ردود الفعل.

الخاتمة: رحمة… ما بين الحداثة والمحافظة
مسلسل “رحمة” لم يكن مجرد عمل فني عابر، بل تجربة مغربية جريئة في تناول قضايا واقعية بطرح جديد، لكن الطموح الفني اصطدم بجدار القيم الاجتماعية.

هل نحن أمام بداية جديدة للدراما المغربية؟ أم أنها تجربة ستُحسب كخطأ لن يُكرّر؟
الزمن كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن مسلسل “رحمة” لن يُنسى بسهولة، لا لقصته فقط، بل للجدل الذي أحدثه في كل بيت مغربي.

ريم عبد العزيز

كاتبة متألقة تتمتع بروح حرة وشغف لا ينضب بالاستكشاف. تجذب قراءها بأسلوبها العفوي والصادق، وقدرتها على نسج القصص التي تلامس القلوب وتثير التفكير. تتناول سلمى في كتاباتها مواضيع متنوعة، من قضايا الهوية والانتماء إلى قضايا البيئة وحماية الحيوان، وتسعى دائماً إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية في كل قصة ترويها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !