موعد ليلة القدر 2025 / 1446 – متى تكون الليلة المباركة وكيف نستعد لها؟
ليلة القدر هي أعظم ليلة في السنة، حيث ورد في القرآن الكريم أنها خير من ألف شهر، أي ما يعادل 83 عامًا و4 أشهر من العبادة. فهي ليلة نزول القرآن الكريم، وتتنزل فيها الملائكة بالرحمات والبركات، ويستجيب الله الدعوات، ويغفر الذنوب لعباده الصادقين الذين يقضونها في الصلاة، الذكر، والدعاء.
ومع اقتراب العشر الأواخر من رمضان 1446 هـ / 2025 م، يتساءل المسلمون حول العالم متى ستكون ليلة القدر هذا العام؟ وما هي أفضل العبادات التي يجب القيام بها في هذه الليلة المباركة؟
في هذا المقال، سنستعرض موعد ليلة القدر 2025، علامات ليلة القدر، وأفضل الأعمال المستحبة فيها، بالإضافة إلى فضلها العظيم كما ورد في القرآن والسنة.
متى تكون ليلة القدر في رمضان 2025 / 1446؟
1. الموعد المتوقع لليلة القدر 2025 فلكيًا
- وفقًا للحسابات الفلكية، يبدأ شهر رمضان لعام 1446 هـ يوم السبت 1 مارس 2025، وعليه فإن العشر الأواخر تبدأ يوم الاثنين 21 مارس 2025.
- وبما أن ليلة القدر تأتي في الليالي الوترية من العشر الأواخر، فإنها ستكون في إحدى الليالي التالية:
- ليلة 21 رمضان: مساء الاثنين 21 مارس 2025.
- ليلة 23 رمضان: مساء الأربعاء 23 مارس 2025.
- ليلة 25 رمضان: مساء الجمعة 25 مارس 2025.
- ليلة 27 رمضان: مساء الأحد 27 مارس 2025.
- ليلة 29 رمضان: مساء الثلاثاء 29 مارس 2025.
2. هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة؟
- لم يتم تحديد ليلة القدر بشكل قاطع، فقد أخفى الله موعدها ليجتهد المسلمون في العبادة طوال العشر الأواخر.
- لكن وفقًا لأحاديث كثيرة، فإنها تميل إلى أن تكون في الليالي الوترية، وأغلب الآراء ترجح أنها ليلة 27 رمضان.
3. حديث النبي عن موعد ليلة القدر
- عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” (صحيح البخاري: 2017).
أهمية ليلة القدر في القرآن الكريم والسنة النبوية
-
1. ليلة نزول القرآن الكريم
- قال الله تعالى في سورة القدر:
“إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ” (سورة القدر: 1).
- وهذا يدل على عظمة هذه الليلة، حيث شهدت بداية نزول القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي ليلة مباركة مليئة بالرحمات.
2. ليلة خير من ألف شهر
- قال الله تعالى:
“لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ” (سورة القدر: 3).
- وهذا يعني أن عبادة الله في ليلة القدر تعادل عبادة 83 عامًا و4 أشهر.
3. غفران الذنوب لمن قامها إيمانًا واحتسابًا
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه” (صحيح البخاري: 1901).
- وهذا فضل عظيم يجعل المسلم يحرص على قيام هذه الليلة بصدق وإخلاص.
4. تتنزل الملائكة بالخير والرحمات
- قال الله تعالى:
- “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ” (سورة القدر: 4).
- وهذا يعني أن الملائكة تنزل إلى الأرض حاملةً البركات والسلام على المؤمنين.
أفضل الأعمال المستحبة في ليلة القدر
1. الإكثار من الدعاء وخاصةً دعاء ليلة القدر
- عن عائشة رضي الله عنها قالت:
- قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟
قال: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي” (سنن الترمذي: 3513).
2. قيام الليل بالصلاة والتهجد
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر أكثر من أي وقت آخر، وكان يصلي الليل ويوقظ أهله.
- قالت عائشة رضي الله عنها:
- “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله، وجدَّ وشدَّ المئزر” (صحيح مسلم: 1174).
3. تلاوة القرآن الكريم والتدبر في معانيه
- يجب على المسلم الإكثار من قراءة القرآن، لأن ليلة القدر هي ليلة نزول القرآن الكريم، ومن أفضل الأعمال فيها التدبر في معاني الآيات.
4. الصدقة والإحسان إلى الفقراء
- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- “أفضل الصدقة صدقة في رمضان” (الترمذي: 663).
- ويستحب في ليلة القدر إخراج الصدقات ومساعدة المحتاجين، فهي ليلة مضاعفة الأجر والثواب.
5. الاعتكاف في المساجد
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد خلال العشر الأواخر، وكان يحرص على البحث عن ليلة القدر فيها.
علامات ليلة القدر
هناك بعض العلامات التي وردت في الأحاديث الشريفة حول ليلة القدر، ومنها:
- ليلة هادئة ومضيئة:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“ليلة القدر ليلة بلجة، لا حارة ولا باردة، ولا يرمى فيها بنجم” (رواه الطبراني).
- شروق الشمس في صباحها دون أشعة قوية:
- عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه، قال:
“وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها” (رواه مسلم).
- الطمأنينة والسكينة في القلب:
- يشعر المؤمن براحة وطمأنينة غير معتادة في هذه الليلة.
خاتمة
ليلة القدر هي أعظم ليلة في السنة، وفرصة عظيمة لمغفرة الذنوب ومضاعفة الأجور. لا ينبغي للمسلم أن يفوت هذه الليلة، بل عليه الاجتهاد في الطاعة، والصلاة، والدعاء، وتلاوة القرآن، وإخراج الصدقات.
وبما أن ليلة القدر غير محددة، فإن السبيل الوحيد لضمان إدراكها هو الاجتهاد في العبادة طوال العشر الأواخر، خصوصًا في الليالي الوترية.
ونسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر، ويتقبل أعمالنا، ويغفر ذنوبنا، ويجعلنا من الفائزين بها.
