من هو سيف مهنا السهلي ويكيبيديا؟ السيرة الذاتية الكاملة لشاعر الخليج

برز اسم الشاعر سيف مهنا السهلي كواحد من ألمع نجوم الشعر النبطي في الخليج العربي خلال العقد الماضي، وأصبح صوته من الأصوات التي تمثّل جيلًا جديدًا من الشعراء القادرين على التوفيق بين الأصالة الشعرية وروح العصر.

عُرف السهلي بجزالة شعره، صدقه في التعبير، وتفاعله الكبير مع جمهوره، مما جعله شاعرًا قريبًا من القلوب، وصوتًا معبّرًا عن الناس، الوطن، والمشاعر الإنسانية. لم تكن قصائده مجرد أبيات منمقة، بل كانت نبضًا حيًا، فيه من الحكمة، والكرم، والوجدان ما يخلده بعد رحيله.

من هو سيف مهنا السهلي ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ النشأة والبدايات

ولد سيف بن مهنا السهلي في المملكة العربية السعودية، وينتمي إلى قبيلة السهول الشهيرة، وقد نشأ في بيئة بدوية أصيلة، غنية بالقيم، والتقاليد، والفروسية، وكان لهذه البيئة أثر عميق على تكوين شخصيته وصوته الشعري.

منذ سنواته الأولى، تفتحت مداركه على الشعر النبطي، متأثرًا بالشعراء الكبار وأجواء المجالس التقليدية التي كان الشعر فيها لغة التعبير الأولى.

بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة، وسرعان ما أظهر نبوغًا لافتًا أهّله للانطلاق نحو ساحة الشعر الشعبي بثقة وثبات.

محطته الأهم.. التألق في شاعر المليون

نقطة التحول الأبرز في مسيرة سيف مهنا السهلي كانت مشاركته في البرنامج الجماهيري الضخم “شاعر المليون”، في موسمه الخامس الذي أُقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي في أبريل 2013.

لم يكن مجرد اسم ضمن قائمة المشاركين، بل استطاع أن يلفت الأنظار منذ الجولة الأولى بقصائد مميزة، ذات مضمون قوي، وصور شعرية مبتكرة.

في ختام المسابقة، حلّ في المركز الثالث، بعد مشوار شعري لامع، نال خلاله احترام لجنة التحكيم، وتفاعل الجمهور، وتقدير شعراء كبار. تلك المشاركة منحته دفعة هائلة في مسيرته، وأثبتت أنه شاعر يمتلك أدواته، ويستحق أن يكون في الصفوف الأمامية.

أسلوبه الشعري: بين الأصالة والتجديد

تميز سيف السهلي بأسلوب شعري جمع بين الجزالة التقليدية والبساطة المحببة. كانت كلماته تمتلك عمقًا شعوريًا عاليًا، واختيارًا دقيقًا للألفاظ، مما جعل قصائده تدخل إلى الوجدان من دون تعقيد.

تناول في قصائده مواضيع مثل:

  • الفخر والكرامة القبلية
  • مشاعر الحب والاشتياق
  • القضايا الاجتماعية الراهنة
  • الوفاء، الكرم، وحنين الأرض
  • الحزن والخذلان والحنين إلى الوطن

وكان يؤمن، كما عبّر في بعض لقاءاته، أن الشعر الشعبي يجب أن يواكب العصر، ويعبّر عن قضايا الناس دون أن يبتعد عن موروثه الأصيل.

التفاعل مع الجمهور.. شاعر منصات التواصل

من الأمور التي زادت من شعبية سيف السهلي، أنه لم يكن شاعر منصة فقط، بل كان قريبًا من جمهوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا عبر حسابه الرسمي على سناب شات، حيث كان يشارك الجمهور قصائده الجديدة، ومقاطع فيديو من أمسياته، إضافة إلى مداخلاته الاجتماعية والمواقف اليومية.

كان حريصًا على الحضور المتجدد، وكان جمهوره يعتبره أحد الشعراء الذين يعبرون عنهم بصدق، ويتفاعلون معهم في أفراحهم وأتراحهم، وهذا الحضور الرقمي جعله حاضرًا دائمًا في ساحة الشعر النبطي الرقمية.

أبرز القصائد التي كتبها سيف مهنا السهلي

من بين أبرز قصائده التي لا تزال متداولة حتى اليوم، تلك الأبيات التي تحولت إلى حكم متداولة على ألسن الناس، ومنها:

المجلس اللي لا كرم ولا وقار
عنه اترفع يكرّمون السامعين
إذا دخلته قدم الرجل اليسار
وإذا طلعته قدم الرجل اليمين

كما أبدع في قصيدة “درع الجزيرة” التي ألقاها خلال مشاركته في شاعر المليون، والتي نالت تفاعلًا كبيرًا لما تحمله من روح وطنية عالية، ورسائل واضحة في الدفاع عن الوطن ووحدة الخليج.

وفاته المفاجئة.. لحظة حزينة للوسط الشعري

في صباح يوم السبت 17 مايو/ أيار 2025، أعلن حسابه الرسمي عبر سناب شات، عن وفاة الشاعر سيف مهنا السهلي، على لسان نجله، الذي نشر رسالة مؤثرة ضمن خاصية “Our Story”.

وجاء في الرسالة تنويه عن وفاة الشاعر بعد معاناة طويلة مع المرض، دون أن يكشف عن التفاصيل الدقيقة، لكن مقربين أكدوا أن حالته الصحية كانت تتدهور في الأشهر الأخيرة، نتيجة مضاعفات في الكلى والجهاز التنفسي.

فور الإعلان عن وفاته، اشتعلت منصات التواصل بالتعازي، وتحوّلت ساحة الشعر الخليجي إلى دفتر عزاء لشاعر رحل بجسده، وبقيت كلماته تتردد بصوت الوفاء.

كيف استقبل الوسط الشعري خبر وفاته؟

ردود الفعل كانت واسعة وصادقة. نعاه كبار الشعراء والإعلاميين، وكتب البعض:

  • “سيف السهلي لم يكن شاعرًا عابرًا.. كان وجدانًا حيًا، ولغة تفيض بالحكمة. فقدناه، ولكن الشعر النقي لا يموت.”

فيما كتب آخرون:

  • “كان أقرب لنا من الكثيرين.. ببساطته، بحكمته، بكلماته التي كانت تخفف عنا أوجاع الحياة.”

وتم إطلاق عدة وسمات تحمل اسمه، وتداول محبوه تسجيلاته وقصائده، ووثقوا أبرز اللحظات من أمسياته الشعرية.

الإرث الذي تركه بعد رحيله

رغم رحيله، إلا أن سيف السهلي ترك إرثًا شعريًا كبيرًا، يُتداول بين الشعراء والمحبين. بعض النقاد بدأوا في جمع أعماله في ديوان شعري موثق، كما ظهرت دعوات لتنظيم أمسية تكريمية سنوية باسمه تُقام في الرويضة أو في أحد مهرجانات الشعر النبطي الخليجية.

كما أبدى بعض الشعراء الشباب نيتهم إنشاء حساب توثيقي يضم أرشيفه الكامل، من تسجيلات، ومشاركات، وقصائد مكتوبة، ليبقى إرثه منارة للأجيال القادمة.

السيرة الذاتية المختصرة لسيف مهنا السهلي

  • الاسم الكامل سيف بن مهنا السهلي
  • الجنسية سعودي
  • القبيلة السهول
  • مكان الميلاد الرويضة – المملكة العربية السعودية
  • مجال الشهرة شاعر نبطي – مشارك في شاعر المليون
  • أهم إنجاز المركز الثالث في شاعر المليون – الموسم الخامس
  • تاريخ الوفاة السبت 17 مايو/ أيار 2025
  • سبب الوفاة مضاعفات صحية مزمنة
  • أبرز القصائد درع الجزيرة – أبيات الوفاء والكرم
  • النشاط على السوشيال سناب شات – تويتر – مشاركات تلفزيونية

الخاتمة: سيف السهلي.. شاعر رحل وبقيت الكلمة حيّة
سيف مهنا السهلي لم يكن مجرد شاعر نال جوائز، بل كان صوتًا حيًا من ضمير الناس، مرآةً لمشاعرهم، ودفترًا مفتوحًا لقضاياهم.
رحل وهو شامخ، ولم يترك خلفه فراغًا فقط، بل ترك إرثًا شعريًا سيبقى حيًا، تُتلى أبياته في المجالس، وتُذكر سيرته في أمسيات الوفاء.

رحم الله الشاعر، وجعل كلماته شفاعة له، وصوته نبراسًا لكل من أراد أن يقول الشعر بصدق.

علي شاهين

كاتب مثقف ومتعدد المواهب، يمتلك شغفًا بالمعرفة والاكتشاف. يكتب عن مجموعة واسعة من الموضوعات، من الثقافة والفنون إلى السياسة والاقتصاد. يتميز بأسلوبه الرصين والتحليلي الذي يضيف قيمة معرفية للقارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !