من هي سلمى مشهور ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ صانعة المحتوى التي فجّرت أزمة في نادي داجنهام
في عالم رياضي تحكمه الصفقات والنتائج، قلّما تظهر شخصيات قادرة على كسر الحواجز وتغيير الموازين من خارج الميدان.
لكن سلمى مشهور، صانعة المحتوى الرياضية المصرية، فعلت ذلك تمامًا.
لم تكن محللة فنية أو لاعبة أو مديرة تنفيذية، لكنها استطاعت أن تدخل ناديًا إنجليزيًا من بوابة الجمهور والإعلام الجديد، ثم تثير جدلًا عالميًا بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، لتنقلب قصتها إلى ما يشبه قضية رأي عام عربي.
فمن هي سلمى مشهور؟ ولماذا طُردت من نادي داجنهام الإنجليزي؟ وكيف تحوّل موقف مروان سري من الداعم إلى المنسحب؟ إليكم القصة كاملة بتفاصيلها المثيرة والإنسانية.
من هي سلمى مشهور ويكيبيديا؟
سلمى مشهور هي صانعة محتوى رياضي مصرية، برزت في السنوات الأخيرة بفضل تغطياتها الميدانية المتميزة من مدرجات كرة القدم الإنجليزية، وتحديدًا في الدرجات الأدنى مثل الشامبيونشيب والليغ وان.
لكن تميزها لم يكن فقط في الجرأة أو الأسلوب، بل في زاوية النظر التي اعتمدتها. كانت تنقل صورة كرة القدم من وجهة نظر الجماهير العادية، وتسلط الضوء على الفرق المنسية، والقصص الإنسانية داخل الملاعب البعيدة عن الأضواء، مما منحها جماهيرية كبيرة بين الشباب العربي المتابع للكرة الأوروبية من منظور مختلف.
انطلاقتها في صناعة المحتوى
بدأت سلمى مشهور مسيرتها عبر منصات مثل:
- يوتيوب: حيث أطلقت سلسلة “من المدرج”، وهي يوميات تحضر فيها مباريات أندية صغيرة.
- تيك توك وإنستغرام: بنشر مقتطفات مشوقة، وتعليقات حماسية تلقى تفاعلًا كبيرًا.
- تويتر (إكس): حيث شاركت تحليلات وانطباعات لحظية من قلب الحدث.
وفي كل هذه المنصات، حرصت على أمرين:
- تقديم محتوى عفوي وحقيقي يعكس روح الجمهور.
- الاحتفاظ بمواقف إنسانية واضحة تجاه القضايا التي تؤمن بها، ومنها القضية الفلسطينية.
تعيينها في نادي داجنهام وريدبريدج الإنجليزي
في أبريل 2025، تم الإعلان رسميًا عن تعيين سلمى مشهور كمديرة للتطوير والتفاعل الجماهيري في نادي داجنهام وريدبريدج الإنجليزي، أحد الأندية الشعبية في الدرجة الخامسة الإنجليزية.
وكان ذلك ضمن مشروع استثماري واعد يقوده اليوتيوبر المصري الشهير مروان سري، الذي اشترى أسهمًا في النادي بهدف تطويره عبر أفكار إعلامية جماهيرية حديثة.
تم استقبال الخبر بفرحة كبيرة في أوساط المتابعين المصريين والعرب، واعتُبر تعيينها خطوة تاريخية، كونها أول صانعة محتوى عربية تنال هذا الدور في مؤسسة رياضية أوروبية.
المفاجأة: إقالة سلمى مشهور بعد 72 ساعة فقط!
لم يدم الاحتفاء طويلًا، إذ فُجرت مفاجأة صادمة بعد ثلاثة أيام فقط: إدارة نادي داجنهام قررت إقالة سلمى مشهور من منصبها.
السبب؟ منشورات قديمة على حسابها الشخصي دعمت فيها القضية الفلسطينية، وانتقدت الاحتلال الإسرائيلي.
القرار جاء بعد ضغوط من بعض الجماهير البريطانية المؤيدة لإسرائيل، الذين أعربوا عن رفضهم تعيين شخصية “ذات توجه سياسي منحاز”، حسب وصفهم، رغم أن منشورات سلمى لم تتضمن أي إساءة لأي فئة، بل كانت مواقف إنسانية داعمة للحقوق.
تفاعل واسع: بين الدعم العربي والغضب من القمع
ما إن تم الإعلان عن الإقالة، حتى انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي العربية بهاشتاغات:
- #كلنا_سلمى_مشهور
- #الحرية_لسلمى
- #سلمى_صوت_الحق
- حيث اعتبر المغردون أن ما حدث هو:
- اعتداء صارخ على حرية التعبير.
- تمييز ضد العرب والمسلمين في أوروبا.
- دليل على ازدواجية المعايير الغربية في قضايا حقوق الإنسان.
موقف مروان سري.. انسحاب مدوٍ من المشروع
لم يكن رد فعل مروان سري أقل قوة، إذ أعلن في فيديو مصور أنه:
“قرر الانسحاب بالكامل من استثماره في نادي داجنهام، تضامنًا مع سلمى مشهور، ورفضًا لسياسة الإقصاء على أساس المواقف السياسية والإنسانية.”
وهو قرار صادم في عالم الأعمال الرياضية، حيث نادرًا ما يضحي المستثمرون بملايينهم لأسباب أخلاقية أو تضامنية.
وصف الجمهور موقفه بأنه:
- “شجاع وإنساني”.
- “أكبر من الأرباح”.
“خطوة تُعيد تعريف الشرف في الاستثمار الرياضي”.
تصريحات سلمى مشهور بعد الإقالة
رغم الضغط، نشرت سلمى مشهور بيانًا مقتضبًا قالت فيه:
“أشكر كل من دعمني، وضميره كان حاضرًا. لن أعتذر عن قول كلمة حق في وجه ظلم واضح، وسأواصل الدفاع عن القيم التي أؤمن بها، سواء من داخل نادٍ أو من خارجه.”
وجاء ردها هادئًا، ناضجًا، وغير انفعالي، مما زاد من احترام الجماهير لها.
ما الذي يميز سلمى مشهور في مشوارها؟
- الصدق والعفوية في التعامل مع المتابعين.
- الشغف الحقيقي بكرة القدم الشعبية.
- الانتصار للقيم، حتى على حساب الفرص المهنية.
- الشجاعة في التعبير عن مواقف سياسية أخلاقية رغم الضغط.
بطاقة تعريفية عن سلمى مشهور
- الاسم الكامل سلمى مشهور
- الجنسية مصرية
- التخصص صانعة محتوى رياضي
- المنصات يوتيوب، تويتر، إنستغرام
- الانطلاقة تغطية أندية إنجليزية غير جماهيرية
- النادي الذي عملت به داجنهام وريدبريدج
- المنصب مديرة التطوير والتفاعل الجماهيري (مُقالة)
- سبب الإقالة مواقفها من القضية الفلسطينية
- الدعم الشعبي كبير على مستوى العالم العربي
- موقفها الحالي مستمرة في صناعة المحتوى وتدافع عن مبادئها
السياق الأوسع: التعبير عن الرأي في الغرب.. حرية مشروطة؟
أثارت قصة سلمى مشهور نقاشًا أوسع حول:
- حدود حرية التعبير في الغرب عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.
- ازدواجية المعايير في دعم قضايا معينة ورفض أخرى.
- المخاوف من صعود الرقابة الأيديولوجية داخل المؤسسات الرياضية الأوروبية.
وقد كتب صحفي بريطاني بارز:
“إذا كانت سلمى مشهور قد ارتكبت جريمة، فهي جريمة التعاطف مع الضحايا.”
الختام: سلمى مشهور.. أكثر من مجرد صانعة محتوى
قد تكون البداية من فيديوهات بسيطة على اليوتيوب، لكن ما حدث لسلمى مشهور يؤكد أن الكلمة الصادقة لا تموت، بل تؤلم من لا يريد سماعها.
ورغم خسارتها لمنصبها، فإنها كسبت احترام الشارع العربي، وأعادت النقاش حول الهوية، والانتماء، والعدالة، وحرية التعبير في عالم تحكمه الحسابات السياسية.
وسلمى اليوم لم تعد فقط صانعة محتوى، بل صوتًا يمثل آلاف الشبان العرب الذين يبحثون عن حيز آمن ليعبروا فيه عن أنفسهم دون أن يُحاسبوا على إنسانيته
