سبب إنهاء مهام علي بوقرة كوالي لولاية أدرار.. من هو ويكيبيديا؟
لطالما عرفت الإدارة الجزائرية كفاءات متميزة صنعت الفرق في مختلف مواقع المسؤولية، ومن بين هذه الشخصيات يبرز اسم علي بوقرة، الذي ارتبط اسمه بالعمل الميداني، والقرارات الجريئة، والانخراط الفعلي في قضايا التنمية المحلية.
خلال مسيرته الطويلة، تقلّد بوقرة مناصب قيادية مهمة في عدة ولايات، أبرزها تيارت، ورقلة، وأدرار، وكان معروفًا بمتابعته الدقيقة لمشاريع البنية التحتية وتفاعله الدائم مع المواطنين، حتى أصبح اسمه رمزًا للإدارة الجادة والمتابعة الدقيقة.
لكن ما أثار تساؤلات عديدة هو قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإنهاء مهامه كوالي لولاية أدرار بتاريخ 6 أبريل 2025، ضمن حركة جزئية في سلك الولاة، وهو ما طرح تساؤلات كثيرة حول الخلفيات والسياقات.
في هذا المقال، نسلط الضوء على السيرة الذاتية لعلي بوقرة، مناصبه السابقة، أبرز إنجازاته، أسباب إقالته المحتملة، وتوقعات المرحلة المقبلة لولاية أدرار.
من هو علي بوقرة ويكيبيديا؟ سيرة ذاتية لمسؤول إداري جزائري
- الاسم الكامل: علي بوقرة
- الجنسية: جزائرية
- المجال: الإدارة المحلية
- الوظيفة السابقة: والي ولاية أدرار
- سنوات الخدمة: منذ التسعينيات حتى 2025
- المؤهلات: خبرة طويلة في التسيير والتنمية الإدارية
علي بوقرة ليس مجرد إداري تقليدي، بل شخصية إدارية ميدانية، تولى مهامًا تتطلب الصرامة في التنظيم والذكاء في التعامل مع التحديات التنموية، خصوصًا في ولايات الجنوب.
بداية المسار المهني.. من مدير للتنظيم إلى أمين عام
بدأت مسيرة بوقرة المهنية بتوليه منصب مدير التنظيم والشؤون العامة، وهو منصب محوري في ضبط الهياكل الإدارية وتطبيق السياسات الوطنية محليًا.
ثم تم تعيينه أمينًا عامًا لولاية معسكر عام 2001، حيث عمل حتى سنة 2006. وخلال تلك الفترة، أشرف على العديد من الملفات المعقدة، خصوصًا التنسيق بين المصالح الولائية، وتعزيز الدور التنظيمي للإدارة المحلية.
مناصب ولائية بارزة.. ورقلة وتيارت وأدرار
بعد نجاحه في ولاية معسكر، أصبح علي بوقرة واليًا لعدة ولايات منها:
- ورقلة: حيث ركز على مشاريع الربط الطاقوي والخدمات الحضرية
- تيارت: تولى المنصب في سبتمبر 2022، وتميز بأسلوب ميداني، شمل زيارات مفاجئة للإدارات ومواقع المشاريع
- أدرار: آخر محطة في مسيرته، عُين واليًا في ديسمبر 2024، قبل أن يُنهى تكليفه رسميًا في أبريل 2025
- كان أسلوب بوقرة يعتمد على سياسة الأبواب المفتوحة، وتمكين المواطنين من طرح انشغالاتهم مباشرة، مما أكسبه احترامًا واسعًا.
علي بوقرة في أدرار.. تحديات التنمية في عمق الصحراء
ولاية أدرار تُعد واحدة من أكبر الولايات الجزائرية من حيث المساحة، وتواجه تحديات تنموية كبيرة نظرًا لطبيعتها الجغرافية ومحدودية الموارد.
منذ توليه المنصب، حرص بوقرة على:
- تحسين الخدمات التعليمية والصحية
- توفير المياه الصالحة للشرب في المناطق النائية
- إطلاق مشاريع دعم الفلاحة الصحراوية
- تحفيز الاستثمار في السياحة والطاقات المتجددة
كما أطلق مشاريع تنموية بالشراكة مع السلطات المحلية، وكان حريصًا على خلق قنوات تواصل فعّالة مع المجتمع المدني.
قرار إنهاء مهامه.. توقيت وتداعيات
في السادس من أبريل 2025، أصدر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قرارًا رسميًا بإنهاء مهام علي بوقرة من منصبه كوالي لولاية أدرار، ضمن حركة جزئية شملت عددًا من الولاة.
وجاء القرار في وقت حساس، حيث تشهد الحكومة الجزائرية جهودًا لإعادة هيكلة الإدارة وتحسين الأداء في ولايات الجنوب، لا سيما تلك التي تعاني من بطء في إنجاز المشاريع أو اختلالات في التسيير.
الأسباب المحتملة لإنهاء المهام
لم تُفصح الرئاسة الجزائرية عن أسباب الإقالة، لكن تحليل المعطيات يشير إلى احتمال وجود:
- مراجعة شاملة لأداء الولايات الجنوبية
- رغبة في ضخ دماء جديدة بالإدارة المحلية
- تقييم داخلي لمستوى تقدم المشاريع في أدرار
- استجابة لتقارير ميدانية حول تأخر بعض الإنجازات
- وفي مقابل ذلك، لم تُسجل انتقادات علنية لبوقرة، ما يرجح أن القرار إداري تنظيمي أكثر منه سياسي.
من هو رشيد شريد؟ خليفة بوقرة المؤقت في أدرار
بموجب القرار الرئاسي نفسه، تم تكليف رشيد شريد، الأمين العام لولاية أدرار، بتولي مهام تسيير الولاية بصفة مؤقتة.
ويُعرف شريد بخبرته الإدارية السابقة كرئيس لدائرة العفرون في البليدة، ويتمتع بسمعة جيدة في التنسيق الإداري والميداني.
التوقعات تشير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تقييمًا شاملًا للأداء التنموي في الولاية، ومتابعة دقيقة لمشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية.
تحليل إداري: ما الذي يميز أسلوب علي بوقرة في التسيير؟
يُحسب لعلي بوقرة خلال مسيرته:
- تفضيله العمل الميداني على البيروقراطية
- تعزيز قنوات التواصل المباشر مع المواطن
- تبنّي سياسة التنمية اللامركزية
- تشجيع الاستثمار المحلي واستغلال الموارد الطبيعية
لكن التحدي الأبرز في ولاية أدرار يتمثل في التحول من التخطيط إلى التنفيذ الملموس، وهي النقطة التي قد تكون أضعفت موقفه أمام الجهات المركزية.
هل تكون نهاية لمسيرته الإدارية؟
حتى الآن، لم تُعلن أي تفاصيل عن تعيين علي بوقرة في منصب آخر، لكن بالنظر إلى تاريخه الإداري الطويل، لا يُستبعد أن يُكلّف مستقبلاً بمهمة أخرى في جهاز الدولة.
إقالته من ولاية أدرار قد تكون مرحلة انتقالية، وليست بالضرورة نهاية للمسيرة، بل قد تفتح المجال لإعادة توجيه كفاءته في إدارة مشاريع وطنية أو قطاعات أخرى.
ردود الفعل المحلية.. ماذا قال المواطنون؟
على منصات التواصل الاجتماعي، تباينت الآراء بين:
- من رأى في قرار الإقالة فرصة لضخ دماء جديدة
- ومن اعتبر أن بوقرة أدى واجبه في ظروف صعبة ويستحق التقدير
- وآخرون طالبوا بمحاسبة المسؤولين الذين أهملوا المشاريع فعليًا وليس بناءً على التوقيت فقط
في كل الأحوال، بدا واضحًا أن اسم علي بوقرة حظي باحترام في عدة ولايات، خاصة في الوسط والجنوب.
الخاتمة: بين الكفاءة والقرار.. علي بوقرة إداري يُسجّل حضوره في سجل المسؤولين الجزائريين
رحلة علي بوقرة في الإدارة الجزائرية لا تختزل في منصب، بل في سجل طويل من المسؤوليات، حمل فيها همّ المواطن وعبء القرار.
ورغم إنهاء مهامه في أدرار، إلا أن اسمه سيظل مرتبطًا بالنمط الإداري الذي يعتمد على الانغماس الميداني والمقاربة التشاركية.
وبينما تتهيأ ولاية أدرار لمرحلة جديدة بقيادة رشيد شريد، ستظل التحديات قائمة، والرهان الأكبر هو على إحداث تغيير ملموس في حياة المواطن المحلي، وهي الغاية الأسمى لكل مسؤول حقيقي.
