من هي ابتهال أبو سعد ويكيبيديا السيرة الذاتية كاملة؟ مهندسة مغربية قلبت الطاولة داخل مايكروسوفت

في عالم تسيطر فيه التكنولوجيا على مفاصل الحياة، وتغيب فيه في كثير من الأحيان الأصوات الشجاعة القادرة على الوقوف في وجه الظلم، ظهرت شابة مغربية قررت أن تُسمع صوتها رغم كل التحديات.

ابتهال أبو سعد، المهندسة والمبرمجة المغربية، تحوّلت في لحظات قليلة من موظفة في شركة تكنولوجية عملاقة إلى رمز للضمير الإنساني داخل وادي السيليكون.

لم تكن شهرتها بسبب كفاءتها التقنية فقط، بل لأنها اختارت الوقوف في وجه من وظّفوا الذكاء الاصطناعي لخدمة الاحتلال الإسرائيلي، وفضحت تواطؤ عملاق البرمجيات مايكروسوفت من قلب مقره، خلال احتفالية بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الشركة.

فكيف بدأت رحلة هذه الشابة؟ وما تفاصيل احتجاجها؟ وما الرسائل التي وجهتها للعالم من خلال موقفها الجريء؟ إليك كل ما تحتاج معرفته عن ابتهال أبو سعد ويكيبيديا، سيرة ذاتية، موقف إنساني، وحكاية فتاة عربية من طراز مختلف.

من هي ابتهال أبو سعد ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

ابتهال أبو سعد هي مهندسة برمجيات مغربية من مواليد 1999 في العاصمة الرباط، وهي خريجة جامعة هارفارد الأميركية في تخصص علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي. عُرفت بنشاطها التكنولوجي منذ سن مبكرة، وتم اختيارها للمشاركة في برنامج “TechGirls” التابع للخارجية الأميركية، حيث خاضت تجربة تعليمية دولية في سن صغيرة، قبل أن تكمل دراستها الجامعية في واحدة من أعرق جامعات العالم.

عملت لاحقًا في شركة مايكروسوفت، ضمن قسم الذكاء الاصطناعي، لتكون جزءًا من فرق تطوير مشاريع تقنية ضخمة، كان من أبرزها مشروع Microsoft Azure. لكن المفاجأة الكبرى كانت حينما قررت كسر حاجز الصمت والاحتجاج العلني على علاقة الشركة مع الجيش الإسرائيلي، مما أحدث ضجة عالمية دفعت الجميع إلى التساؤل: من تكون هذه الشابة؟ وماذا وراء جرأتها؟

النشأة والتعليم

نشأت ابتهال في بيئة مغربية تقليدية في الرباط، لكنها سرعان ما برزت في مجتمعها بسبب تفوقها الأكاديمي، حيث حصلت على البكالوريا في العلوم الرياضية عام 2017 من ثانوية مولاي يوسف، وهي من أبرز المدارس الثانوية في العاصمة المغربية.

في صيف 2016، وقبل دخولها الجامعة، شاركت ابتهال في برنامج “TechGirls”، وهو برنامج أكاديمي ترعاه وزارة الخارجية الأميركية لتعزيز المهارات العلمية والتقنية للفتيات العربيات المتميزات. وقد ذكرت في أكثر من مناسبة أن هذه التجربة “غيرت حياتها”، ومنحتها الثقة في قدرتها على إحداث فرق حقيقي.

قالت حينها في فيديو نشرته على يوتيوب:

“تعلمت كيف أستخدم التكنولوجيا لحل مشكلات حقيقية في مجتمعي. لم أعد أرى البرمجة مجرد أكواد، بل وسيلة للتغيير.”

مسيرتها الجامعية في هارفارد

حصلت ابتهال على منحة دراسية كاملة إلى جامعة هارفارد، حيث تخصصت في علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي، وكانت من أوائل الطالبات العربيات في هذا التخصص داخل الجامعة. وخلال سنوات دراستها، لم تكتفِ بالدراسة، بل انخرطت في مشاريع ومبادرات مجتمعية لتعليم البرمجة للأطفال والمحرومين، وأطلقت منتديات تعليمية للفتيات ذوات الدخل المحدود، كما أسهمت في تأسيس منصة رقمية لحفظ السجلات الطبية للاجئين حول العالم باسم “ريسنتيبوس”.

العمل في مايكروسوفت.. من الإبداع إلى الصدمة

انضمت ابتهال إلى شركة مايكروسوفت عام 2022، بعد تخرجها مباشرة، وتم تعيينها في قسم الذكاء الاصطناعي، حيث عملت على تطوير تقنيات متنوعة، شملت حلول Microsoft Azure، وأنظمة تحليل البيانات المتقدمة، وابتكارات في تطبيقات المراقبة الذكية.

لكن خلال هذه الفترة، بدأت تدرك شيئًا فشيئًا أن بعض هذه الأدوات تُستخدم في أغراض غير إنسانية، وتحديدًا في سياق التعاون بين مايكروسوفت والجيش الإسرائيلي.

لحظة الصدمة.. الاحتجاج العلني الذي هز الشركة

في الذكرى الـ50 لتأسيس شركة مايكروسوفت، نظّمت الشركة حفلًا احتفاليًا حضره كبار التنفيذيين، وكان من بينهم المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان. وخلال كلمته، قاطعته ابتهال علنًا وقالت:

“أنت تزعم أنك تهتم باستخدام الذكاء الاصطناعي للخير، لكن مايكروسوفت تبيع أدوات الذكاء الاصطناعي إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي. 50 ألف شخص ماتوا، ومايكروسوفت تدعم هذه الإبادة الجماعية في منطقتنا!”

كانت كلماتها مزلزلة، ليس فقط لأنها خرجت من داخل الشركة، ولكن لأنها ألقت الضوء على عقد بقيمة 133 مليون دولار أبرمته مايكروسوفت مع وزارة الدفاع الإسرائيلية لتوفير خدمات سحابية وتحليل بيانات ضخمة.

الرسالة التي أشعلت الغضب العالمي

لاحقًا، سرب موقع “ذا فيرج” رسالة كتبتها ابتهال تشرح فيها دوافعها، وقالت:

“لم أعد قادرة على الصمت بعدما اكتشفت أن تقنياتنا تُستخدم في مراقبة وقتل المدنيين، الصحفيين، وعمال الإغاثة.”

وأكدت أن الشركة فصلت موظفَين لمجرد تنظيمهما وقفة احتجاجية ضد التعاون مع الجيش الإسرائيلي، وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي الذي ساهمت في تطويره “يُشغّل أكثر المشاريع حساسية وسرية، بما في ذلك بنك الأهداف وسجل السكان الفلسطيني”.

تفاعل واسع ورسائل تضامن

لم تكن ابتهال وحدها. فبعد احتجاجها العلني، أطلق المئات من نشطاء التكنولوجيا والعاملين في شركات وادي السيليكون حملة تضامن تحت وسم #BraveVoices، وتم تداول مقطع الاحتجاج على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية.

أشاد البعض بشجاعتها، واعتبروا موقفها “صحوة ضمير” في وقت تتعالى فيه أصوات ضد استخدام التكنولوجيا في القمع والمراقبة.

من هي ابتهال أبو سعد؟ أكثر من مجرد مهندسة

ابتهال أبو سعد ليست مجرد مبرمجة أو مهندسة موهوبة، بل هي صوت نسائي عربي تقدمي داخل صناعة التكنولوجيا العالمية. تمثّل جيلًا جديدًا لا يخاف من قول الحقيقة، ولا يضع الإنجازات المهنية فوق المبادئ الأخلاقية.

هي فتاة من العالم الثالث، تحدّت القيود، ووقفت في وجه واحدة من أكبر الشركات في العالم، لا لتطلب ترقية أو زيادة راتب، بل لتقول للعالم: “كفى”.

ما القادم لابتهال أبو سعد؟

حتى كتابة هذا المقال، لم تصدر أي جهة رسمية إعلانًا بشأن مصيرها المهني داخل مايكروسوفت، لكن من المؤكد أن صداها سيستمر لفترة طويلة، وربما تُفتح لها أبواب أخرى في مؤسسات تقنية وإنسانية عالمية، تدرك قيمة الكلمة الصادقة.

وقد ألمح بعض النشطاء إلى إمكانية ترشيحها لجوائز دولية في مجالات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحرية التعبير في بيئات العمل.

أحمد شلبي

محرر مُحنك مع خبرة واسعة في تحرير ومراجعه المحتوى الإخباري بأنواعه المختلفة، يمتلك مهارات ممتازة في القواعد والنحو والهجاء والتدقيق اللغوي، يتمتع بقدرة عالية على التحقق من صحة المعلومات والبيانات، لديه إلمام واسع بالأحداث الجارية والقضايا الراهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !