من هو علي الغدامسي ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ تفاصيل الوفاة والاتهامات
في صباح يوم الأحد الموافق 30 مارس/ آذار 2025، استيقظ الشارع التونسي على خبر صادم: وفاة رجل الأعمال البارز علي الغدامسي، داخل مستشفى فرحات حشاد، بعد نقله إليه من سجن المسعدين إثر تدهور حالته الصحية.
لكن وفاته لم تكن مجرد حدث بيولوجي عابر، بل أثارت سلسلة من التساؤلات والجدل الحاد حول ظروف احتجازه، المسار القضائي المعقد لقضيته، وحقيقة ما جرى في الساعات الأخيرة قبل وفاته.
فمن هو علي الغدامسي؟ ولماذا كان اسمه حاضرًا في ملفات شائكة منذ سنوات؟ وما التفاصيل الكاملة حول حياته، اعتقاله، ووفاته التي ما زالت تحيطها علامات الاستفهام؟
من هو علي الغدامسي ويكيبيديا؟
علي الغدامسي هو رجل أعمال تونسي ومالك مجموعة شركات تُعرف باسم Ghedamsi Group، والتي تنشط في قطاعات متنوعة، أبرزها:
- صناعة الألواح الخشبية: Ste Panneaux du Maghreb
- الملابس الجاهزة: Ste Creomoda وSte Confection Artisanale
- التجارة الحرة: Ghedamsi Duty Free
كان يُعرف بقدرته على بناء شبكة أعمال واسعة، وتمكن من تأسيس مكانة مالية راسخة في السوق التونسي، خاصة في منطقة الساحل (سوسة وما حولها).
ورغم نجاحه في المجال التجاري، فإن اسمه كثيرًا ما تردد في تقارير إعلامية وقضائية تتعلق بقضايا مالية مشبوهة وتحقيقات أمنية حساسة.
تهم بالجملة… والملف القانوني المعقد
دخل اسم الغدامسي دائرة الاتهام بشكل رسمي في نوفمبر 2024، حين أصدر قاضي التحقيق الأول بمحكمة تونس بطاقة إيداع بالسجن بحقه، على خلفية قضية تتعلق بـ:
- تكوين وفاق إجرامي
- التحيّل وغسيل الأموال
- الارتباط بقضية “أنستالينغو” الشهيرة، التي طالت شخصيات بارزة
وقد ربطت هذه القضية بين الغدامسي والأزهر اللونقو، المدير العام السابق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية، إضافة إلى أسماء أخرى ذات تأثير في المشهد الأمني والسياسي.
قبل توقيفه، كان الغدامسي خاضعًا لـ:
- 6 قرارات منع سفر صادرة عن محكمة سوسة
- أحكام حجز تنفيذية على حساباته البنكية وأصول شركاته
- عقل ممتلكات لصالح دائنين بموجب أحكام قضائية نهائية
السجن المدني بالمسعدين: من التوقيف إلى التدهور الصحي
بعد صدور مذكرة الإيداع بالسجن، نُقل الغدامسي إلى سجن برج العامري، ثم تم ترحيله لاحقًا إلى سجن المسعدين لأسباب لم تُعلن رسميًا.
ومنذ دخوله السجن، بدأت الأنباء تتوالى حول تدهور حالته الصحية، خاصة مع تقارير تُشير إلى معاناته من مشاكل صدرية.
بحسب تصريحات الناشطة الحقوقية أسرار بن جويرة، فإن حالته تدهورت بشكل مفاجئ في الأيام الأخيرة، ما استدعى نقله إلى المستشفى الجامعي فرحات حشاد في سوسة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد ساعات من وصوله.
إعلان الوفاة… وغياب الرواية الرسمية
أعلنت مريم الغدامسي، ابنة علي الغدامسي، عن وفاته عبر صفحتها الشخصية صباح الأحد 30 مارس، دون تفاصيل إضافية حول السبب المباشر.
ورغم الاهتمام الشعبي والإعلامي الكبير بالحادثة، لم تُصدر السلطات التونسية أي بيان رسمي يوضح:
- سبب الوفاة بدقة
- ظروف نقله للمستشفى
- تفاصيل الفحوصات أو العلاجات التي تلقاها
- ما إذا كانت الوفاة طبيعية أم نتيجة تقصير طبي
هذا الصمت الرسمي فتح الباب واسعًا أمام التكهنات، وطرح تساؤلات كثيرة حول الشفافية وحقوق الموقوفين داخل السجون.
ردود الفعل: بين التعاطف والاتهام
تفاوتت ردود الفعل بشكل لافت:
🔹 مشاعر التعاطف:
كتب ناشطون على منصة X:
“رحم الله علي الغدامسي، السجين يبقى مواطنًا مهما كانت التهم، وله الحق في العلاج والرعاية”.
آخرون دعوا إلى فتح تحقيق عاجل في ظروف الوفاة.
🔹 اتهامات مباشرة:
وُصفت الحادثة بأنها “اغتيال بدم بارد” في منشورات متداولة.
اتهم بعض المستخدمين الدولة باستخدام السجن كوسيلة لـ”تصفية الحسابات”.
🔹 انتقادات حقوقية:
انتقدت منظمات محلية ودولية الوضع الصحي داخل السجون، وطالبت بـ:
- تحسين ظروف الاحتجاز
- منح الموقوفين الحق في العلاج والرعاية الصحية
- ضمان محاكمات عادلة دون إطالة في التوقيف الاحتياطي
قضية أنستالينغو… هل كان علي الغدامسي ضحية أم طرفًا فاعلًا؟
تُعد قضية “أنستالينغو” من أكثر القضايا تشعبًا في تاريخ تونس المعاصر، حيث تتعلق بـ:
- حملات إعلامية إلكترونية مدفوعة
- ابتزاز مسؤولين
- تمويلات مشبوهة
- تدخلات في القرار السياسي
وقد ارتبط اسم الغدامسي بهذه الشبكة، بصفته ممولًا أو متعاونًا، بحسب وثائق يُزعم وجودها لدى قاضي التحقيق. لكن لم تُحسم التهمة رسميًا، وكان لا يزال قيد التحقيق عند وفاته.
هل كان إيقافه قانونيًا؟ تساؤلات بلا إجابة
تساءل حقوقيون عن مدى قانونية استمرار توقيف الغدامسي دون محاكمة، رغم:
- تدهور حالته الصحية
- عدم إصدار حكم نهائي
- وجود تقارير طبية تُشير إلى حاجته للرعاية
ورأى البعض أن رفض المحكمة الإفراج عنه قبل أيام قليلة من وفاته، رغم تدهور حالته، يُعد إخلالًا بمبدأ العدالة الإنسانية.
كيف كانت حياة علي الغدامسي قبل سقوطه؟
بعيدًا عن عالم السجون والقضايا، كان علي الغدامسي:
- مالكًا لمجموعة اقتصادية ناجحة
- لاعبًا اقتصاديًا محوريًا في سوق الألواح والملابس
- بعلاقاته الواسعة داخل دوائر المال والأعمال
- لكنه لم يكن يُحب الأضواء، وفضّل العمل بصمت، ما جعل انهياره مفاجئًا وغير متوقع.
ماذا بعد؟ هل ستُفتح تحقيقات مستقلة؟
مع تصاعد الغضب الشعبي والجدل الحقوقي، يُتوقع أن تُمارَس ضغوط على السلطات التونسية لـ:
- فتح تحقيق طبي وشرعي في ظروف الوفاة
- إصدار تقرير طبي علني
- نشر تفاصيل التحقيقات القضائية التي كانت تُجرى بحق الغدامسي
- مراجعة حالات موقوفين آخرين يُعانون من أوضاع صحية حرجة
فقرة ختامية: موت رجل… وانكشاف منظومة
وفاة علي الغدامسي ليست مجرد نهاية حياة، بل مرآة تكشف عن أعطاب في المنظومة القضائية والحقوقية.
سواء كان مذنبًا أو بريئًا، فإن سلوكه طريق العدالة كان يجب أن يكون تحت سقف القانون والكرامة الإنسانية.
الأسئلة لا تزال بلا إجابة، والمجتمع يترقب الحقيقة الكاملة.