تهنئة الرسول بقدوم رمضان 2025/ 1446 – كيف كان يستعد النبي للشهر الفضيل؟
يُعد شهر رمضان من أعظم الشهور في الإسلام، فهو شهر الخير والبركة والمغفرة، الذي يُقبل فيه العباد على الطاعات والعبادات طمعًا في الأجر والثواب. وكان النبي محمد ﷺ أول من بشَّر أصحابه بقدوم رمضان، وحثهم على الاستعداد الروحي والجسدي لاستقباله، نظرًا لما يحمله هذا الشهر من فضل وأجر عظيم.
في هذا المقال، سنتناول كيفية تهنئة الرسول بقدوم شهر رمضان، وكيف كان النبي ﷺ يستعد لهذا الشهر الكريم، وما هي السنن التي يمكننا اتباعها لنستقبل رمضان كما كان يفعل رسول الله ﷺ.
بشارة النبي ﷺ بقدوم رمضان
كان النبي محمد ﷺ يستقبل شهر رمضان بالفرح والسرور، ويبشّر أصحابه بقدومه، قائلًا لهم:
“أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر” (رواه أحمد والنسائي).
ويظهر في هذا الحديث فرحة النبي ﷺ بشهر رمضان، حيث كان يعتبره فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، واغتنام أوقاته في الطاعات والعبادات.
كيف كان النبي ﷺ يستعد لشهر رمضان؟
1. الإكثار من الصيام في شعبان
كان النبي محمد ﷺ يكثر من الصيام في شهر شعبان، تمهيدًا لاستقبال رمضان، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها:
“ما رأيت النبي ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان” (رواه البخاري ومسلم).
وكان هذا منهج النبي ﷺ في التهيئة الجسدية والروحية، حتى يدخل رمضان وهو معتاد على الصيام، ويكون قادرًا على الاستفادة القصوى من هذا الشهر المبارك.
2. الدعاء ببلوغ رمضان
كان النبي محمد ﷺ يدعو الله أن يبلغه شهر رمضان، وكان الصحابة والتابعون يرددون الدعاء المشهور:
“اللهم بلغنا رمضان”
وذلك تعبيرًا عن الشوق لهذا الشهر الفضيل، ورغبةً في الاستفادة من أوقاته المباركة في العبادة والطاعة.
3. الحث على الاستعداد الروحي والعبادي
كان النبي ﷺ يوجه الصحابة للاستعداد لشهر رمضان من خلال:
- التوبة الصادقة والإخلاص في النية.
- زيادة الأعمال الصالحة مثل:
- قراءة القرآن الكريم.
- الصدقة والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.
- صلة الأرحام.
- التهجد والقيام في الليل.
- تحفيز النفس على العبادات والاستعداد النفسي لصيام وقيام رمضان.
تهنئة النبي ﷺ للمسلمين بقدوم رمضان
كان النبي محمد ﷺ يُهنئ المسلمين بقدوم شهر رمضان، ويحثهم على اغتنام أيامه ولياليه في العبادة والطاعة.
واليوم، اقتداءً بسنة النبي ﷺ، يحرص المسلمون في كل مكان على تهنئة بعضهم البعض بقدوم رمضان، بعبارات مثل:
- “رمضان كريم”
- “كل عام وأنتم بخير”
- “بلغنا الله وإياكم شهر رمضان وأعاننا على صيامه وقيامه”
وهذه التهاني تعبر عن الفرح بهذا الشهر المبارك، وتُذكّر الجميع باستعداده للعبادة والطاعة.
سنن نبوية لاستقبال رمضان
حتى نكون على خطى النبي ﷺ، علينا الاقتداء بسننه في استقبال رمضان، ومن أهم هذه السنن:
1. التوبة والاستغفار
كان النبي ﷺ يُرشد أصحابه إلى التوبة النصوح قبل دخول رمضان، حتى يبدأوا هذا الشهر بقلوب نقية وخاشعة.
2. الدعاء والابتهال إلى الله
من الأدعية المستحبة التي وردت عن النبي ﷺ:
“اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان”
وهو دعاء يُستحب للمسلم أن يكثر منه، رجاءً أن يبلغه الله هذا الشهر المبارك.
3. كثرة الصيام في الأيام السابقة لرمضان
- كان النبي ﷺ يكثر من الصيام في شعبان، لأنه يُعتبر تدريبًا وتمهيدًا لصيام رمضان.
- قال رسول الله ﷺ:
“ذاك شهرٌ يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم” (رواه النسائي).
4. الإكثار من قراءة القرآن
- رمضان هو شهر القرآن، فقد كان النبي محمد ﷺ يكثر من تلاوة القرآن في هذا الشهر المبارك.
- وكان جبريل عليه السلام يدارس النبي ﷺ القرآن في رمضان كل عام.
5. الصدقة والإحسان للفقراء
- كان النبي ﷺ أكثر الناس عطاءً وكرمًا في رمضان، فكان يبذل الخير ويطعم المحتاجين.
- روى ابن عباس رضي الله عنه:
“كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان” (رواه البخاري ومسلم).
6. الاستعداد لقيام الليل والتراويح
- كان النبي ﷺ يواظب على قيام الليل في رمضان، ويحث الصحابة على ذلك.
- قال رسول الله ﷺ:
“من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم).
خاتمة
يُعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، وكان النبي ﷺ أول من يبشر بقدومه، ويدعو المسلمين إلى الاستعداد الروحي والعبادي لاستقباله.
فلنقتدي بسنة رسول الله ﷺ في استقبال رمضان بفرح وتهنئة، ولنحرص على اتباع سننه في العبادة والطاعة، حتى ننال الخير والبركة في هذا الشهر الفضيل.
نسأل الله أن يبلغنا وإياكم رمضان، ويعيننا على صيامه وقيامه، ويتقبله منا خالصًا لوجهه الكريم.