متى موعد اليوم العالمي للمتاحف 2025.. ما الجديد؟: شعار “قوة المتاحف” يفتح آفاقًا جديدة
في كل عام، تتجدد الذكرى وتتوسع الرؤية، ويأتي اليوم العالمي للمتاحف ليحمل بين ثناياه معاني تتجاوز مجرد عرض القطع الأثرية خلف الزجاج.
ففي عام 2025، تعود هذه المناسبة العالمية، لكنها هذه المرة تحمل معها رسالة أقوى، وأفقًا أوسع، تحت شعار لافت: “قوة المتاحف”.
ربما لم يعد المتحف في زمن الرقمنة مجرّد صرحٍ صامت يعرض ماضي البشرية، بل تحوّل اليوم إلى مركزٍ حيٍ يتنفس الثقافة، يربط الأجيال، ويحاور المستقبل من خلال الماضي.
وفي هذا المقال، سنأخذك في جولة ممتعة داخل فعاليات هذه المناسبة العالمية، مع معلومات دقيقة عن الموعد، البرامج، الرسائل التي تحملها المتاحف، ولماذا أصبح المتحف أحد أهم رموز الاستدامة وبناء المجتمعات في العصر الحديث.
لماذا يحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف؟
منذ العام 1977، قرر المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) أن يُخصص يومًا سنويًا يكون فيه المتحف نجم المشهد الثقافي العالمي.
إنه ليس فقط يومًا للتذكير بأهمية التحف أو الموروثات، بل هو دعوة حقيقية لإعادة النظر في دور المتاحف داخل المجتمعات.
يُقام هذا اليوم في 18 مايو من كل عام، ولكن كثير من الدول تبدأ الفعاليات قبل ذلك بأيام، لتُفسح المجال لحضور أوسع وتفاعل أكبر.
الموعد الرسمي لفعاليات اليوم العالمي للمتاحف 2025
بحسب ما أعلنه المجلس الدولي للمتاحف، فإن فعاليات اليوم العالمي للمتاحف لعام 2025 ستبدأ يوم الجمعة 16 مايو وتستمر حتى 19 مايو، بينما تفتح العديد من المتاحف أبوابها حتى 21 مايو.
وتُعد هذه الفترة فرصة مثالية لزيارة المتاحف العالمية، لا سيما وأن الكثير منها يتيح الدخول المجاني أو التخفيضات الكبيرة خلال تلك الأيام.
شعار العام: “قوة المتاحف”.. رسالة عميقة
ما الذي يجعل متحفًا ما قويًا؟
هذا ما يحاول المجلس الدولي للمتاحف إبرازه من خلال شعار العام 2025: قوة المتاحف – The Power of Museums.
الشعار لا يأتي من فراغ، بل يعتمد على ثلاثة محاور تمثل تحولًا جذريًا في مفهوم المؤسسة المتحفية الحديثة:
- الاستدامة: كيف تدعم المتاحف التحول البيئي والاقتصادي للمجتمعات؟
- الابتكار الرقمي: كيف أصبحت المتاحف منصات تكنولوجية تتيح الوصول للجميع؟
- بناء المجتمع والتعلّم: كيف تساهم المتاحف في التماسك الاجتماعي ونشر الوعي؟
المتحف الفلسطيني كنموذج للتفاعل المجتمعي
من بين أبرز المؤسسات المشاركة، برز المتحف الفلسطيني كبؤرة متوهجة للثقافة والإبداع.
فقد أعلن المتحف عن تنظيم فعاليات واسعة النطاق تستمر من 15 إلى 21 مايو 2025، تشمل:
- ورش عمل تعليمية للأطفال واليافعين.
- جولات معرفية في المعارض والحدائق.
- عروض تفاعلية تعزز الفهم لتاريخ فلسطين وثقافتها الحية.
- خصومات تصل إلى 50% في متجر المتحف.
- ساعات عمل ممتدة من العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساءً.
ماذا يحدث خلال اليوم العالمي للمتاحف؟
تتنوع الفعاليات في هذا اليوم ما بين الترفيهي، والتثقيفي، والتجريبي:
جولات إرشادية
يقوم متخصصون بتقديم جولات داخل قاعات المتاحف والمعارض، تشرح للزوار أسرار القطع النادرة وقصصها.
ورش للأطفال والعائلات
تعلم الفن، الطباعة، التراث الشعبي، فنون الحرف اليدوية وغيرها، وهو ما يجعل الزيارة تجربة عائلية بامتياز.
فعاليات رقمية
في ظل الرقمنة، أصبح بإمكان الزائرين حول العالم خوض جولات افتراضية داخل المتاحف، وحضور ندوات ومحاضرات مباشرة من المنزل.
عروض فنية
تشمل الفعاليات عروض موسيقية، مسرحية، أو تشكيلية، تُقام في فناءات المتاحف الكبرى.
ما أهمية المتحف في المجتمع الحديث؟
قد يبدو المتحف كيانًا ساكنًا للبعض، لكنه في الحقيقة محرّك للوعي الثقافي والاجتماعي.
هو المكان الذي يحفظ الذاكرة ويُشكّل الهوية، ويمنح الأجيال القادمة فرصة لفهم أعمق لما مضى، واستشراف ما هو آتٍ.
لماذا أصبحت المتاحف تلعب دورًا محوريًا في الاستدامة؟
البيئة، الاقتصاد، والحفاظ على الموارد، كلها مفاهيم تدخل اليوم ضمن مهام المتحف العصري.
فالمتحف لم يعد فقط لحفظ الأثر، بل بات يدعم الاستهلاك الواعي، ويحفز على التفكير المستدام.
المتاحف والابتكار الرقمي
في 2025، أصبح واضحًا أن التكنولوجيا ليست تهديدًا للثقافة، بل دعمًا لها.
الواقع الافتراضي، الذكاء الاصطناعي، وخدمات الوصول لذوي الإعاقة، أصبحت جزءًا من تجربة المتحف الحديثة.
أمثلة:
- المتاحف تقدم خرائط تفاعلية عبر الهواتف.
- عرض محتوى بلغة الإشارة.
- دمج الواقع المعزز مع القطع الأثرية.
المشاركة المجتمعية والتعليم.. دور لا يمكن تجاهله
المدارس والجامعات اليوم تعتمد على المتاحف كأدوات تعليمية غير تقليدية.
فهنا يتعلم الطفل كيف يصنع فخارًا، وهناك تتعرف الطالبة على نسيج الحضارة الإسلامية أو تاريخ الدولة الحديثة.
هل هناك فوائد اقتصادية لهذا اليوم؟
بالتأكيد!
خلال اليوم العالمي للمتاحف، يزداد الإقبال على هذه المنشآت بنسبة قد تصل إلى 300%، مما ينعكس على:
- تنشيط السياحة الداخلية والخارجية.
- تحفيز الصناعات المرتبطة (الهدايا، الطباعة، النقل).
- دعم الاقتصاد الثقافي المستدام.
كيف تستعد لزيارة المتحف خلال هذا اليوم؟
تحقق من موقع المتحف الرسمي لمعرفة البرنامج الكامل.
- احجز مبكرًا إذا كانت الفعالية تتطلب تذكرة.
- اصطحب عائلتك أو أصدقاءك لتجربة اجتماعية متكاملة.
- شارك تجربتك عبر الوسوم الرسمية مثل:
#InternationalMuseumDay2025
#قوة_المتاحف
#اليوم_العالمي_للمتاحف
ختامًا.. حين تُصبح المتاحف أكثر من مجرد مبانٍ
إن المتحف اليوم ليس كيانًا خلف الزجاج، بل هو صانع وعي، ومهندس ذاكرة، وراوٍ للحكاية الإنسانية.
وفي اليوم العالمي للمتاحف 2025، أنت مدعو لتكون جزءًا من هذه الحكاية، من خلال زيارة، مشاركة، أو حتى فكرة جديدة.
استعد لخوض رحلة في أعماق التاريخ، لترى المستقبل بعين مختلفة.