شرب الماء أثناء ممارسة الرياضة: أهمية الترطيب والاختيارات المثالية

يُعد شرب الماء أثناء ممارسة الرياضة جزءًا لا يتجزأ من تحسين الأداء الرياضي والحفاظ على صحة الجسم. يتألف جسم الإنسان من حوالي 60% من الماء، وفقدان السوائل خلال التمرينات قد يؤثر سلبًا على القدرة البدنية والتركيز. هذا المقال سيسلط الضوء على أهمية شرب الماء، الاختيارات المثلى للمرطبات، الكميات المناسبة، وأضرار الجفاف والإفراط في شرب السوائل أثناء التمارين.

أهمية شرب الماء أثناء الرياضة

مع التعرق الناتج عن المجهود البدني، يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل الضرورية لوظائفه الحيوية. الماء ضروري لتحسين أداء المفاصل، تنظيم درجة حرارة الجسم، وتوفير الطاقة. يساعد شرب الماء أثناء التمارين في الحفاظ على التوازن المائي، مما يمنع الشعور بالتعب ويعزز من كفاءة الأداء الرياضي.

1. اختيار المشروب المناسب: هل الماء يكفي؟

الرياضة المعتدلة:

بالنسبة لمعظم الأنشطة المعتدلة، يعتبر الماء الخيار الأفضل لترطيب الجسم بعد التمرين. فهو يساعد في تعويض السوائل المفقودة بسرعة وفعالية دون الحاجة إلى مكونات إضافية.

الرياضة المكثفة والطويلة:

إذا كنت تمارس تمارين مكثفة تستمر لأكثر من ثلاث ساعات، قد تحتاج إلى أكثر من مجرد الماء. يمكن أن يكون حليب الشوكولاتة خيارًا مميزًا، حيث يحتوي على:

  • الصوديوم والكالسيوم: لتعويض المعادن المفقودة مع التعرق.
  • الكربوهيدرات: لإعادة تخزين الطاقة.
  • البروتين: لإصلاح الأنسجة العضلية المتضررة.

بدائل أخرى:

  • مشروبات رياضية: تحتوي على الإلكتروليتات والكربوهيدرات، وتُعد خيارًا جيدًا لاستعادة التوازن المائي والطاقة.
  • ماء جوز الهند: غني بالإلكتروليتات ويعد بديلاً طبيعيًا وصحيًا.

2. الكمية المناسبة من الماء أثناء التمرين

شرب الماء عند الحاجة:

لا توجد قاعدة صارمة حول كمية الماء التي يجب شربها أثناء التمارين، ولكن يُنصح بالشرب عند الشعور بالعطش. هذا يساعد في تجنب الجفاف دون الإفراط في شرب السوائل.

قبل التمرين:

  • شرب كوبين من الماء (حوالي 500 مل) قبل التمرين بساعتين يساعد على ترطيب الجسم وتحضيره للمجهود البدني.

أثناء التمرين:

  • تناول رشفات صغيرة كل 15-20 دقيقة للحفاظ على مستوى الترطيب دون التسبب في ثقل المعدة.

بعد التمرين:

  • يُفضل شرب كمية كافية لتعويض فقدان السوائل. يمكنك تقدير هذا عن طريق قياس الوزن قبل وبعد التمرين.

3. مخاطر الإفراط في شرب السوائل

على الرغم من أهمية الترطيب، فإن الإفراط في شرب الماء قد يؤدي إلى حالة تعرف بـنقص صوديوم الدم، حيث ينخفض مستوى الصوديوم في الدم بشكل مفرط. تشمل أعراض هذه الحالة:

  • الغثيان.
  • الصداع.
  • تشنجات العضلات.
  • الإرهاق والتعب.
  • في الحالات الشديدة، قد تحدث نوبات تشنجية.

4. البروتينات والكربوهيدرات: دورها في تعزيز الأداء

تستهلك الرياضة كمية كبيرة من الطاقة، وقد تتعرض الأنسجة العضلية للإجهاد أو التلف. يلعب كل من البروتين والكربوهيدرات دورًا مهمًا في التعافي:

  • البروتين: يساعد في إصلاح الأنسجة العضلية.
  • الكربوهيدرات: تُعد المصدر الأساسي للطاقة أثناء التمرين. تحتاج إلى ثلاثة أضعاف كمية الكربوهيدرات مقارنة بالبروتين لتعويض الطاقة المفقودة.

أفضل الخيارات: حليب الشوكولاتة، أو مشروبات البروتين المخلوطة مع الكربوهيدرات.

5. الجفاف: المشكلة الأكثر شيوعًا

أعراض الجفاف:

  • الإرهاق والتعب.
  • الشعور بالعطش الشديد.
  • زيادة سماكة الدم، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر.
  • انخفاض الأداء البدني.
  • في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي الجفاف إلى دوار أو انهيار.

كيفية تجنبه:

  • الالتزام بشرب الماء قبل وأثناء وبعد التمرين.
  • تجنب التمارين الشديدة في أوقات الحر الشديد دون شرب كميات كافية من السوائل.

6. شرب السوائل قبل وأثناء التمارين

قبل التمارين:

  • الترطيب الجيد قبل التمرين يعزز الأداء. يمكن أن يساعد شرب الماء قبل ساعتين في تحقيق التوازن المائي.

أثناء التمارين:

  • حتى لو كان حمل زجاجة ماء أثناء الجري أو التمارين مزعجًا، فإن الفوائد الصحية لتناول رشفات صغيرة خلال التمرين تستحق العناء.

بعد التمارين:

  • يُنصح بشرب كميات إضافية من السوائل لتعويض ما فقده الجسم وإعادة التوازن الطبيعي.

توصيات إضافية للحفاظ على الترطيب

  1. التوازن: لا تُفرط ولا تُقصّر في شرب الماء. استمع لجسدك واحتياجاته.
  2. المرطبات المناسبة: اختر مشروبات تناسب طبيعة تمرينك وشدته.
  3. التحقق من اللون: يُمكن مراقبة لون البول كدليل على مستوى الترطيب. اللون الفاتح يشير إلى ترطيب جيد.
  4. الإلكتروليتات: إذا كنت تمارس تمارين شديدة لفترة طويلة، احرص على تعويض المعادن المفقودة.

أهمية شرب الماء لصحة القلب والعضلات

يساهم الترطيب السليم في تحسين صحة القلب وتقليل الضغط عليه أثناء التمارين. كما يساعد الماء في:

  • تخفيف آلام العضلات.
  • تحسين حركة المفاصل.
  • تعزيز القدرة على التحمل.

ختامًا:

إن شرب الماء أثناء ممارسة الرياضة ليس مجرد عادة صحية، بل هو ضرورة للحفاظ على الأداء البدني والوقاية من المشاكل الصحية. سواء كنت تمارس رياضة خفيفة أو تمارين مكثفة، فإن الترطيب الجيد هو المفتاح لاستمرار النشاط وتحقيق الأهداف. استمع لجسمك، واحتفظ بزجاجة ماء قريبة دائمًا، فصحتك تستحق الاهتمام.

رقية أحمد

كاتبة شابة واعدة، تتميز بنظرتها الثاقبة وحسها الفني المرهف. تمتلك قدرة فائقة على صياغة الكلمات وتحويلها إلى لوحات فنية تعكس الواقع وتلامس وجدان القارئ. تتناول رقية في كتاباتها قضايا متنوعة، من الحياة اليومية والتجارب الشخصية إلى القضايا الاجتماعية والثقافية الملحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع عرب ميرور

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع عرب ميرور.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !