سر الشعور بالإرهاق في نهاية العام: الأسباب، الأعراض، وكيفية التغلب عليها
مع اقتراب نهاية العام، يعاني الكثيرون من الشعور بالإرهاق الجسدي والعقلي، خاصةً مع ضغوط العمل، التزامات الأسرة، والتوتر المصاحب لتحضيرات العطلات. يتزامن هذا الوقت أيضًا مع فصل الشتاء الذي يضيف بُعدًا آخر من التحديات بسبب قلة ضوء الشمس، وانخفاض مستويات الطاقة، وزيادة الإحساس بالتعب.
في هذا المقال، نستعرض أسباب هذا الإرهاق، علاماته، وكيفية التعامل معه بفعالية لتوديع العام بشعور إيجابي ومتجدد.
ما الذي يسبب الإرهاق في نهاية العام؟
1. ضغوط العمل والأهداف السنوية
مع نهاية العام، تزداد التوقعات لتحقيق الأهداف المهنية، مما يسبب ضغطًا نفسيًا على العاملين لإتمام المهام المتأخرة أو تحسين الأداء. هذا الضغط المتزايد قد يؤدي إلى استنزاف الطاقة.
2. التزامات الأسرة والمجتمع
تزداد خلال فترة الأعياد الطلبات الأسرية مثل التحضير للاحتفالات أو التجمعات، مما يضيف عبئًا إضافيًا على الأفراد.
3. نقص ضوء الشمس
في فصل الشتاء، يقل ضوء الشمس مما يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين “د”، وتأثير ذلك على الحالة المزاجية والطاقة.
4. توقعات العطلات
تميل التوقعات العالية لموسم الأعياد إلى خلق شعور بالتوتر والإرهاق، حيث يحاول الناس تلبية المعايير الاجتماعية المرتبطة بالاحتفالات.
أعراض الإرهاق: كيف تعرف أنك تعاني منه؟
تتعدد أعراض الإرهاق وقد تختلف من شخص لآخر، لكن هناك علامات شائعة تشمل:
1. التعب المفرط
الشعور بالإرهاق الجسدي والذهني رغم النوم الجيد.
2. صعوبة النوم
رغم التعب الشديد، يجد البعض صعوبة في النوم بسبب التوتر الزائد.
3. تقلبات المزاج
الشعور بالانزعاج أو الحزن دون سبب واضح.
4. انخفاض الإنتاجية
عدم القدرة على التركيز أو تحقيق الأهداف المطلوبة في العمل أو الحياة الشخصية.
5. الشعور بالانفصال
الإحساس بعدم الحماس تجاه الأنشطة اليومية أو الاجتماعية.
لماذا يؤثر الشتاء بشكل أكبر على الإرهاق؟
يشير خبراء الصحة النفسية إلى أن أشهر الشتاء تؤثر على الحالة المزاجية والهرمونات بطرق مختلفة:
- نقص ضوء الشمس: يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون السيروتونين، المسؤول عن تحسين المزاج.
- تغير نمط النوم: بسبب زيادة ساعات الظلام، قد يعاني البعض من اضطرابات النوم.
- زيادة العزلة: تقل الأنشطة الخارجية بسبب الطقس البارد، مما يزيد من الشعور بالوحدة.
كيف يمكن التغلب على الإرهاق في نهاية العام؟
1. وضع خطط واقعية
قلل من التوقعات المرتفعة سواء في العمل أو الحياة الشخصية. وضع خطة واقعية يمكن أن يساعد في تجنب الإجهاد.
2. ممارسة الرياضة
النشاط البدني يحسن من مستويات الطاقة ويزيد من إنتاج هرمونات السعادة.
3. الحصول على قسط كافٍ من الراحة
خصص وقتًا للنوم الجيد والاسترخاء. النوم الكافي هو أساس استعادة النشاط.
4. تناول نظام غذائي صحي
ركز على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن لتعزيز الطاقة والمزاج.
5. الاستمتاع بضوء النهار
حاول التعرض لأشعة الشمس في الصباح لتحسين مستويات الطاقة وتقليل التوتر.
6. إدارة التوتر
مارس تمارين التأمل أو اليوغا للمساعدة في تقليل التوتر والشعور بالاسترخاء.
7. طلب الدعم
لا تتردد في التحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة عند الشعور بالإرهاق.
الإرهاق وعلاقته بالصحة النفسية
أوضحت الدكتورة هانا كيرني، طبيبة نفسية، أن الإرهاق ليس مجرد شعور مؤقت بالتعب، بل يمكن أن يتطور إلى مشكلات نفسية أكثر تعقيدًا إذا لم يتم التعامل معه بجدية. قد يؤدي استمرار الإرهاق إلى الاكتئاب، القلق، أو حتى متلازمة الاحتراق النفسي.
إرهاق نهاية العام في أرقام
- 91% من البالغين في المملكة المتحدة عانوا من مستويات عالية أو شديدة من التوتر في العام الماضي.
- 50% من الأشخاص يشعرون بالحاجة للاعتذار عند أخذ إجازة، وفقًا لدراسة حديثة.
- أشهر الشتاء تُضاعف من فرص الشعور بالإرهاق بسبب قلة الضوء الطبيعي والتغيرات الهرمونية.
نصائح لإدارة الإرهاق خلال فصل الشتاء
1. تخصيص وقت للإجازة
استفد من الإجازات القصيرة لتجديد نشاطك، حتى لو كانت داخل المنزل.
2. ممارسة الهوايات
اختر هوايات ممتعة مثل القراءة أو الرسم لتخفيف التوتر.
3. التواصل الاجتماعي
لا تعزل نفسك، بل حاول التواصل مع الأصدقاء والعائلة للحصول على الدعم العاطفي.
4. استشارة متخصص
إذا استمر الشعور بالإرهاق، قد يكون من المفيد استشارة طبيب أو معالج نفسي.
ختامًا
إرهاق نهاية العام شعور طبيعي يمكن أن يصيب الجميع، لكنه ليس نهاية المطاف. من خلال التخطيط الجيد، إدارة التوتر، واستغلال فترات الراحة بشكل صحيح، يمكن التغلب على هذا الإرهاق وتحقيق بداية مشرقة للعام الجديد. تذكر، العناية بنفسك هي الخطوة الأولى نحو النجاح والسعادة.