سبب وفاة المدرب أنور جسام: وداع لأسطورة التدريب في كرة القدم العراقية
في صباح يوم الاثنين، استيقظ الوسط الرياضي العراقي على خبر وفاة المدرب الكبير أنور جسام، والذي شكل صدمة للكثير من محبي كرة القدم في العراق وخارجه. رحيل جسام عن عمر ناهز 77 عامًا، أثار موجة من الحزن في أوساط الرياضيين والجماهير، حيث كان من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تطوير الكرة العراقية وتحقيق العديد من الإنجازات. في هذا المقال، نستعرض من هو أنور جسام، وما سبب وفاته، ولماذا يُعتبر فقدانه خسارة كبيرة لكرة القدم العراقية.
من هو أنور جسام؟ حياة حافلة بالإنجازات
أنور جسام يُعد من الأسماء اللامعة في تاريخ كرة القدم العراقية. وُلد في منطقة كرادة مريم في بغداد عام 1947، وبدأ مسيرته كلاعب كرة قدم مع فريق السكك الحديد، حيث لعب في مركز المدافع من عام 1965 إلى 1971. وبعد اعتزاله اللعب، اتجه إلى التدريب وبدأ بصنع اسمه كمدرب محترف في عالم كرة القدم.
على مدار مسيرته التدريبية، قاد أنور جسام العديد من الفرق العراقية والعربية إلى منصات التتويج. تولى تدريب نادي الزوراء وحقق معه بطولة الدوري العراقي الممتاز في موسم 1978-1979، بالإضافة إلى خمسة ألقاب في كأس العراق، مما جعله من أكثر المدربين فوزًا بهذه البطولة. كما تولى تدريب منتخب العراق في فترات مختلفة، وترك بصمة واضحة في تطوير الأداء الكروي للمنتخب على المستويين المحلي والدولي.
مسيرة تدريبية مليئة بالتحديات والنجاحات
خلال مسيرته، لم يكتفِ أنور جسام بالنجاحات المحلية فقط، بل امتدت إنجازاته إلى خارج العراق، حيث قاد فرقًا مثل نادي الهلال السعودي، نادي الوحدات الأردني، ونادي الطلبة العراقي، مقدمًا أداءً مميزًا يُشيد به الجميع. عُرف جسام بقدرته على بناء فرق قوية واكتشاف المواهب، حيث ساعد في صناعة أجيال من اللاعبين الذين أصبحوا نجومًا في الساحة الكروية.
سبب وفاة المدرب أنور جسام
توفي أنور جسام بعد معاناة طويلة مع مرض عضال، حيث تدهورت حالته الصحية في الفترة الأخيرة. أكدت مصادر رسمية أن جسام كان يصارع المرض لسنوات، مما أدى في النهاية إلى تدهور حالته ووفاته يوم 16 سبتمبر 2024. نعى الاتحاد العراقي لكرة القدم الراحل في بيان رسمي، وصفه فيه بأنه “المدرب القدير وصاحب الإنجازات الكروية العظيمة”، مشددًا على أن رحيله يُعد خسارة كبيرة للرياضة العراقية.
ردود الفعل على وفاة أنور جسام
أثار نبأ وفاة أنور جسام حالة من الحزن العميق في الوسط الرياضي وبين جماهير كرة القدم. عبّر العديد من زملائه ولاعبيه السابقين عن حزنهم لفقدان هذا المدرب العظيم الذي كان له الفضل في تطوير مواهبهم وتحقيق الكثير من الإنجازات. وصفوه بأنه لم يكن مجرد مدرب بل كان أبًا روحيًا لكل من تعامل معه، وملهمًا لكل من أراد أن يتعلم أصول اللعبة بأسلوب احترافي.
إرث أنور جسام في كرة القدم العراقية
برحيل أنور جسام، تخسر الكرة العراقية أحد أعمدتها الأساسية، حيث يُعتبر جسام أحد أفضل المدربين في تاريخ العراق. قاد منتخبات وأندية إلى تحقيق ألقاب وإنجازات ستظل محفورة في ذاكرة الجماهير، وأسهم في إعداد العديد من النجوم الذين أضاءوا ملاعب العراق والعالم. إرثه سيبقى خالدًا، وسيظل يُذكر كمدرب ملهم وصاحب رؤية ثاقبة.
الخاتمة: وداع أنور جسام ليس مجرد فقدان مدرب كبير، بل هو فقدان لجزء من تاريخ كرة القدم العراقية. سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة كل من عشق الكرة العراقية وكل من عمل معه أو تابع مسيرته. نتمنى أن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يُلهم عائلته ومحبيه الصبر والسلوان.
